عقاريون يطالبون بتدخل حكومي لاحتواء الوضع
ارتفاع أسعار الأراضي يهدد السوق بركود حاد ومطالب بتدخل حكومي لاحتواء الوضع
فهد البقمي من جدة - -
19/08/1429هـ
حذر عقاريون من ركود حاد يصيب سوق العقار في السعودية بسبب عدم قدرة المواطنين على شراء الأراضي في حال استمرار ارتفاع الأسعار الذي وصل في الوقت الحالي إلى نحو 100 في المائة, مشيرين إلى أن السوق تشهد حاليا ارتفاعا مبالغا فيه لا يتوافق مع حجم الطلب الفعلي.
وأرجع العقاريون أسباب الارتفاع إلى رغبة المستثمرين من أصحاب المخططات في البيع بأسعار مرتفعة وإصرارهم على عرض العقار بأسعار لا تتناسب مع وضع السوق الحالي، الأمر الذي يعززه عدم حاجتهم إلى السيولة في الوقت الحالي, ما يجعلهم يتحكمون في أسعار عرض العقار.
وأضافوا أن القياس الحقيقي لأسعار الأراضي يكون من خلال العرض والطلب وليس نتيجة لتلك الممارسات التي تتعارض مع الناحية الطبيعية لوضع السوق, خاصة أن أسعار الأراضي التي يمتلكها المواطنون في المنح مثلا تكون معروضة بأسعار أقل من أسعار الأراضي التي يملكها مستثمرون عقاريون خاصة الذين يقومون بتطوير المخططات.
وقال عبد الله بن سليمان البلوي شيخ طائفة العقار في جدة إن الارتفاع المتزايد للطلب على الأراضي أسهم بشكل كبير في ارتفاع أسعارها, مشيرا إلى توجه المواطنين إلى شراء الأراضي عن طريق الشركات أو البنوك بنظام التقسيط يسهم بشكل فاعل في مواجهة هذا الارتفاع خاصة أن أسعار الأراضي في تصاعد مستمر وبالتالي فإن الشراء في المناطق الجديدة للمنح يساعد على التغلب على أسعار الأراضي المرتفعة خاصة أن المخططات السكنية المعتمدة من الدولة ستصلها الخدمات حسب الخطط التنموية, وإذا تمكن المواطن من الحصول على الأرض المناسبة يمكنه الاستفادة من دعم صندوق التنمية العقاري.
وأضاف البلوي أن هناك نشاطا عقاريا واضحا يتضح من خلال الصفقات التي تتم يوميا سواء كانت بيعا أو شراء للقطع السكنية إلا أنه في هذا العام بالذات شهد عقد صفقات كبيرة يفوق حجمها الصفقات التي تمت في العام الماضي تمثلت في بيع وشراء الأراضي التجارية في مخططات شمال غرب جدة، التي سجلت نسبة 80 في المائة من إجمالي الصفقات.
وأشار البلوي إلى أن الإقبال على الأراضي في شمال جدة يتوقع أن يشهد ارتفاعا متواصلا في أسعار الأراضي. مرجعا ذلك إلى مضاربات التجار الذين يهدفون إلى شراء الأراضي خارج النطاق العمراني بهدف إعادة بيعها بربح أكثر فضلا عن رغبة الزبائن أنفسهم التي تحكم اتجاه التجار.
وأضاف أن ارتفاع الأسعار لقطع الأراضي في منطقة الشمال إنما هو انعكاس لما يمكن أن تشهده المنطقة من مشاريع مستقبلية. مشيرا إلى أن السيولة المتدفقة لدى غالبية الناس تعد من أهم أسباب توجهاتهم للاستثمار العقاري باعتباره الاستثمار الأمثل والأكثر خاصة في ظل عدم وجود البدائل الاستثمارية.
من جانبه، قال عبد الله بن صالح العوفي رئيس شركة يخت الخبر للتطوير العقاري إن توافر السيولة النقدية، ودخول شركات العقاري الأجنبية للسوق العقارية خاصة في الرياض وجدة، والدخول في مشاريع ضخمة تعد من أهم أسباب نشاط الأراضي الخام الذي شهد ذروته في العامين الآخرين. محذرا في الوقت نفسه من الممارسات التي تنطوي تحت شراء أراض خام بمساحات كبيرة, وإقامة جزء منها كمشروع بهدف رفع بقية الأراضي المجاورة له مما يعرض المواطن إلى شراء أرض بسعر مبالغ فيه, مشيرا إلى أن من أهم أسباب ارتفاع أسعار الأراضي والعقارات في المدن الرئيسية في المملكة هو تأسيس البنى التحتية وتوفير الخدمات المساعدة على إقامة المشاريع والإسكان، إضافة إلى مشروع المدن الاقتصادية التي أعلن عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله مثل المدينة الاقتصادية في رابغ وجامعة الملك عبد الله في ثول والمدن الاقتصادية في جازان وحائل وغيرها من المشاريع التنموية العملاقة، حيث تعد أهم أسباب توجه العقاريين والمستثمرين للاستثمار في تلك المناطق نظرا للمستقبل الواعد.
وأضاف العوفي أن أزمة الإسكان مرتبطة بزيادة عدد الشركات العقارية التي تطور المخططات وتحولها إلى وحدات سكنية تباع للمواطنين سواء عن طريق البيع الفوري, أو نظام الأقساط ومن المتوقع أن زيادة عدد الشركات سيرفع معدل المنافسة التي تعود إلى مصلحتها للمواطن في حصوله على سكن مناسب وبأسعار معقولة.
وحول كيفية توفير المساكن لمحدودي الدخل مع الغلاء الواضح في أسعار الأراضي والوحدات السكنية، أكد العوفي ضرورة دعم إسكان محدودي الدخل من قبل الجهات المعنية، لأن المستثمر في المقام الأول هو يبحث عن مكسب مادي كعائد للاستثمار، إضافة إلى دوره الوطني في حل أزمة الإسكان مطالبا في الوقت نفسه الجهات المختصة التسهيل على العقاريين، وتشجعهم على الاستثمار في هذا المجال عبر المزايا النسبية التي تمنحهم إياها، وعقد ندوات ومؤتمرات متعددة عن إسكان محدودي الدخل تقدم حلولا ومقترحات تسهم في تسليط الضوء على أبرز معوقات هذا المجال وكيفية حلها.
فيما أرجع عقاريون الارتفاع الكبير في أسعار الأراضي أخيرا إلى الأمر السامي القاضي بوقف إصدار صكوك الإحياء الشرعي للأراضي الخام خارج النطاق العمراني في المدن عبر احتكار المخططات السكنية من كبار المستثمرين والتحكم في أسعارها.
وطالب عبد الله الأحمري نائب رئيس لجنة العقار في الغرفة التجارية في جدة بهيئة وطنية مشكلة من الوزارات المعنية في الدولة تتولى الإشراف والمتابعة على مؤشر أسعار العقارات حتى يتم التحكم في الأسعار وعدم إيصالها إلى قيمة كبيرة لا يستطيع بعدها ذوي الدخل المحدود من تملك العقارات أو دفع الإيجارات السكنية, مشيرا إلى أن الهيئة لابد أن تضم مختصين في العقار يساهمون في تقدير قيمة الأراضي في المخططات السكنية وإيجارات الشقق حسب المساحة والموقع بدلا من تحكم أصحاب العقار مشيرا إلى أن هناك توجهاً من الحكومة السعودية للاهتمام أكثر بالقطاع العقاري من حيث التمويل والرهن العقاري وسن أنظمة جديدة للعقار لتساعد في انتعاشه بشكل كبير عما هو عليه الآن، خصوصاً في ظل الازدحام العمراني وارتفاع الإيجارات وندرة المساكن بسبب زيادة التعداد السكاني.
وقدرت مصادر عقارية حاجة السعودية خلال الفترة المقبلة إلى أكثر من أربعة ملايين وحدة سكنية. الأمر الذي دعا إلى إنشاء عدد من شركات التمويل العقارية، وكذلك تنافس البنوك في هذا الجانب الذي كان الإقبال عليه في الفترة الماضية لا يقارن بالوقت الحالي، الأمر الذي جعل الحكومة تتوجه للاهتمام بالعقار ومشتقاته لتلافي وقوع أزمة عقارية، وكذلك وضع قوانين جديدة ومرنة للتعامل مع الراغبين في الاستثمار في هذا الجانب دون غيرهم.
http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=139037