أحياناً... أنظمة ولكن!
عبدالعزيز السويد الحياة - 06/03/08//
ليست مشكلتنا في أنظمة قديمة فقط بل أيضاً في عدم تطبيق هذا القديم، وإذا كان الجميع تحدث عن غلاء الأسعار وارتفعت الأصوات تطالب التجار بالرأفة والخوف من الله تعالى، من كثيرين، بينهم مسؤولون كبار وخطباء مساجد، فلماذا لا نرى مع كل ما يحدث تطبيقاً لبعض الأنظمة الخاصة بالتجارة والمنافسة؟
صحيفة «عكاظ» ليوم الاثنين الماضي نشرت أن وزارة المال السعودية اتهمت موردي الرز بالمماطلة، إذ لم يقدموا البيانات المطلوبة للحصول على الدعم حتى ينخفض السعر.
تقديم بيانات ناقصة حيلة قديمة، للاستثمار السلبي للوقت وبيع المخزون بالسعر المرفوع! ليس من عادة وزارة المال أن تتحدث، لكنها في ما يبدو اضطرت. لنتفاءل، ففي بعض التصريحات شفافية ووضع للنقاط على الحروف، لقد أضرت بنا المجاملات كثيراً، في مقدمها، مجاملات الأجهزة الحكومية لبعضها بعضاً. هناك عرف في العلاقات بين أجهزة وأخرى يقول «اسكت عني واسكت عنك»، على رغم أن السكوت على أوضاع لا تليق من علامات الرضا... عنها! بل هو من عوامل التجذير لتلك الأوضاع وجعلها أكثر رسوخاً. هنا سؤال يتوارد إلى «الذهن»، إنها بالذال وليست بحرف الدال حتى لا يفهم احد أن المقال يطفح دسماً.
هل هناك مراقبة لأجهزة حكومية، لمعرفة هل طبقت أنظمة معتمدة هي من مسؤولياتها وصادرة بأوامر من أعلى سلطة في البلاد؟
هذه نماذج لأنظمة لم نر لها أثراً تطبيقياً، في نظام «مكافحة» الغش التجاري في السعودية، تقول المادة عشرون الآتي: «تشهّر وزارة التجارة بالمخالف الصادر ضده قرار نهائي بالإدانة طبقاً لأحكام هذا النظام ولائحته، بوسيلة على الأقل من وسائل الإعلام، ويكون النشر على نفقة المحكوم عليه».
أيعقل انه لم تتم إدانة احد على رغم كل ما يحدث منذ سنين في الأسواق؟ لا بد من أن أسواقنا أسواق ملائكة، لذلك تطير الأسعار وتختفي بعض السلع فلا تُرى بالعين المجردة.
نموذج آخر
نظام المنافسة، يهدف إلى «مكافحة الممارسات الاحتكارية أو الممارسات التي من شأنها التأثير في المنافسة المشروعة من خلال قيام بفعل أو امتناع عن فعل أو التسبب في فعل يخل بالمنافسة المشروعة». كلام نظري طيب. حسناً. في المادة السادسة من اللائحة التنفيذية تأتي هذه الفقرات كنماذج للتجاوزات غير المشروعة:
(- فرض سعر غير حقيقي لـ «السلعة»، جراء قيام المهيمن بعرقلة أو الحد من أو الامتناع عن بيع «السلعة» أو شرائها أو بأية صورة أخرى.
- افتعال عجز أو وفرة غير حقيقية في «السلعة»).
ضع «صحناً أو كيساً»! تحت كلمات «عرقلة»،» امتناع»، و «افتعال»، لتصل معي إلى نتيجة أن كل هذا، على رغم إمكان استخدامه، مكانه الأدراج وعلى المتضرر أن «يتلحف» بكيس.
http://www.daralhayat.com/opinion/ed...b71/story.html
واقع
ين أجهزة وأخرى يقول «اسكت عني واسكت عنك»،