مقال خطيــــر يفضح شركات الألبــــان بالإرقــــام
شركات الألبان… والكذب المكشوف
16-يناير-2008
بررت شركات الألبان زيادة الأسعار على منتجاتها بزيادة تكاليف الإنتاج والمدخلات. من حق أي شركة تعمل ضمن سوق مفتوح وحر ان تضمن بقائها من خلال المحافظة على هوامش الربح. ولكن كما أن السوق المفتوح يمنح مرونة كبيرة للشركات للتحرك والنمو والمنافسة فإن هناك أخلاقيات وضوابط تحكم هذا السوق وتضمن فيه حقوق المستهلكين، وذلك من خلال مكافحة الإحتكار واتفاقيات تثبيت أو رفع الأسعار بين الشركات. ورغم أننا لا نستطيع الجزم يقينا بأن شركات الألبان اتفقت على رفع الأسعار (التحقيق مازال جاريا في هذا الأمر من قبل وزارة التجارة)، إلا أننا نستطيع أن نجزم أن جميع المسوغات التي سيقت لتبرير الزيادة الأخيرة في الأسعار هي تبريرات كاذبة، فالسبب الرئيسي للزيادة كما تدعي شركات الألبان هو ارتفاع تكاليف (المدخلات)، أي إرتفاع تكاليف الإنتاج، مما يجعلنا نشعر أنهم على شفير الإفلاس أو أنهم يبيعون منتجاتهم بخسارة. وبما أن الإدعاء واضح ومحدد، فإن التأكد من صدقيته سهل ومتيسر، فبالرجوع للبيانات المالية المنشورة للعموم والخاصة بشركة المراعي كمثال يمكننا معرفة حقيقة هذا الإدعاء. وقد قمت بإختيار المراعي كونها أكبر منتج للألبان ولإمكانية الوصول لقوائمها المالية حيث أنها شركة مدرجة في سوق الأسهم السعودي.
ونبدأ بصورة من قائمة الدخل لشركة المراعي لعام 2007 والتي تبين مبيعات عام 2006 وتكلفة المبيعات.
نسبة تكلفة الإنتاج (المواد) مقارنة بالمبيعات لعام 2006 كانت 60%، اي أن المنتج الذي يباع ب 3 ريالات يكلف حوالي 1.80 ريال.
في عام 2007 كانت تكلفة الإنتاج مقارنة بالمبيعات 59%! أي أن المنتج الذي يباع ب 3 ريالات يكلف حوالي 1.77 ريال.
مما يعني وبشكل قطعي أن تكلفة المواد والإنتاج أنخفضت ولم ترتفع بين عامي 2006 و 2007! أما أرباح الشركة فحدث ولا حرج، فقد وصلت أرباح التسع أشهر الأولى من 2007 لأكثر من 474 مليون أي أكثر من أرباح السنة 2006 كاملة والتي كانت 465 مليون. ويتوقع أن تصل أرباح سنة 2007 لأكثر من 592 مليون! وهو رقم قياسي لم تسجله الشركة من قبل.
قد يجادل البعض بأن مقارنة تكلفة المبيعات في عامي 2006 و 2007 غير عادل، وذلك لأن الشركات تدعي أن معاناتها بدأت منذ فترة، وهذا كلام منطقي. لذلك سنعود بالأرقام ست سنوات إلى الوراء.
ومنها يمكننا إستخراج المعلومات التالية:
تكلفة الإنتاج للسنوات الست الماضية للمنتج الذي يباع ب 3 ريالات:
2002 = 1.71 ريال
2003 = 1.74 ريال
2004 = 1.79 ريال
2005 = 1.82 ريال
2006 = 1.83 ريال
2007 = 1.77 ريال
أي أن تكلفة الإنتاج للعام الماضي 2007 كانت أقل من سنة 2006 و 2005 و 2004!
أما الأرباح خلال هذه السنوات فقد ترددت في البداية من سردها خوفا من دعوة الفقراء على هذا الجشع. ولكن للتتضح الصورة كاملة:
الأرباح السنوية للأعوام الست الماضية:
2002 = 352 مليون ريال
2003 = 368 مليون ريال
2004 = 370 مليون ريال
2005 = 386 مليون ريال
2006 = 465 مليون ريال
2007 = 592 مليون ريال (تقديري)
والصورة خير من ألف مقال:
أي أن الأرباح ازدادات اكثر من 40% خلال الست سنوات الماضية و 34% خلال السنتين الماضيتين فقط!
من الواضح من خلال قرائتنا للأرقام السالفة أن شركات الألبان أرادت أن تستغل موجة الغلاء التي تغزو الأسواق لترفع من أرباحها وتنفخ جيوب ملاكها، في تصرف انتهازي يدل على الجشع واللامسؤولية. فالمواطن لديه ما يكفيه من المعاناة في مواجهة تكاليف المعيشة المتزايدة.