يرى علم الاجتماع أن هناك ظاهرة طبيعية تسمى بإدمان التسوق وبأنها ظاهرة مرضية قد تفاقمت بصورة خطيرة مع سهولة استعمال بطاقات الائتمان مما يوفر للبائعين ضالتهم في ظل وجود هذه العوامل، محددة عملية الشراء بنوعين الأول منها العفوي يتم دون تخطيط والآخر غير الإرادي وأن الإدمان يبدأ دائما بالشراء العفوي حين تشعر المرأة بالاكتئاب فتحاول أن تدلل نفسها فتنفق مبلغا من المال دون التفكير في العواقب وبعد ذلك يبدأ الجسم في إفراز هرمون "الأندروفين" الذي بدوره يبعث على الراحة ومع التكرار تصبح عادة ثم إدمانا غير إرادي يستحيل بعدها تحكم الإنسان في نفسه كما هو الحال في حالات الإدمان المعروفة لكن يختلف ويتباين من امرأة إلى أخرى على حسب حالتها النفسية، وبأن المرأة السعودية تعيش حياة في مجتمعات فاضت فيها أسواق سباقة لجلب منتجات العالم بأنواعها وتلك المنتجات تجد من يشتريها واتسعت أعين الناس الراغبة في كل معروض وأحكمت الإعلانات حصارها على المتلقي بمختلف مستوياته فكان لها تأثير مباشر وغير مباشر عليه. فأصحاب المتاجر لديهم القناعة التامة والثقة بأن ما ينفقونه من أموال في متاجرهم سيعود عليهم من خلال زيادة نسبة المبيعات التي ستحقق أرباحا تفوق أضعاف التكلفة.
نساء يتسوقن
* م . ع معلمة: أتسوق لأنه لا يوجد بديل آخر غير التسوق بالنسبة لي، أحيانا أخرج لأقوم بما يسمى "Windo Shoping " أو الفرجة على الواجهات دون أن أشتري . يصبح التسوق في هذه الحالة بديلا عن الترفيه .
* أمل جامعية ربة منزل : في المقام الأول أتسوق احتياجاتي واحتياجات المنزل، وفي أحيان كثيرة لانعدام أشكال المتعة في المجتمع لذا ألجأ للتسوق .
* ف . ع معلمة: شخصيا لا أحب التسوق كثيرا لكنني لا أعتقد أنني مثل الأغلبية، وأستغرب من النساء اللواتي يخرجن للتسوق بشكل يومي أو شبه يومي حتى وإن كان الخروج للتنزه . أين تكمن المتعة في زحمة المرور ومواقف السيارات وضيق الوقت والانتظار لحين فتح المحلات، في أحيان كثيرة أراها مضيعة للوقت.
* رنا طالبة جامعية: أغلب الأحيان أتسوق لحاجتي للتسوق والتسلية و"أوسع صدري" !
الأبناء بين الرغبة والحاجة
يشير موقع حواء على الإنترنت في موضوع الأمومة والطفولة وتحت عنوان كيف تعلم أبناءك ماهو الفرق بين الحاجة والرغبة؟ إلى بعض الأسئلة الموجهة إلى الذات:
1- هل أقضي وقتا طويلا في التسوق للبحث عن ماركات معينة؟
2-إن دخولي للمنزل وبيدي أشياء كثيرة يعني السعادة بالنسبة لي .
3- هل أقوم بشراء كل جديد لأبنائي لمجرد أن أقرانهم قاموا بشرائه؟
4- هل أقوم بالتبرع لجهات خيرية وأدعو أبنائي لمشاركتي في ذلك؟
5- هل أقوم بإنفاق الأموال على متطلباتي وأنسى أبنائي؟
6-هل أستطيع أن أجعل أبنائي يشعرون بالسعادة عندما أقضي وقتا أطول معهم وليس بشراء أشياء جديدة؟
هذه الأسئلة عزيزي المربي تضع المجهر أمام عينيك لترى تقاليدك المالية، وأعرافك التي وضعتها لنفسك، وكن على يقين أن هذه الأعراف ستنتقل إلى أبنائك دون أن تدري؟
خطوة .. خطوة نحو الهدف
هناك عدة مجالات من الأفضل أن نسبر أغوارها مع أبنائنا ونعلمهم التعامل معها ومن تلك المجالات:
-1 التسوق
إليك هذه النقاط السريعة:
أ-علمهم الفرق بين الحاجة والرغبة .. اكتب معهم 3 رغبات و3 احتياجات يرغبون في شرائها قبل الذهاب للتسوق وطبعا تأتي دائما شراء الاحتياجات قبل الرغبات.
ب- توقع المبلغ الذي ستحتاجونه لشراء الاحتياجات وضع مبلغا معينا للصرف.
ج- عندما ينتهي المبلغ المحدد ، أخبر ابنك بذلك .
د- اصطحب ابنك عند شراء احتياجات المنزل .. فهى وسيلة جيدة لتعلمه فن التسوق. فمثلا الطفل الصغير ذو السنة الواحدة يستطيع أن يسلم الكاشير المال .
أما الطفل ذو الخمس سنوات، فإنه يستطيع أن يعرف أماكن شراء الأشياء وأخيراالطفل ذو العشر سنوات يستطيع أن يقارن بين المشتريات أيها أفضل .
2 صرف المال:
أ- أعطهم مصروفا أسبوعيا، والسن المناسب للمصروف يبدأ عندما يبدأ ابنك في شراء احتياجاته بنفسه وامنحه مصروفا كافيا حسب عمره وراقبه وهو يشتري احتياجاته ويوفر منه، وتذكر عندما تحصل على أي ترقية أو علاوة أن تمنح ابنك علاوة هو أيضا.
ب- دربه على تقسيم المصروف إلى أجزاء صغيرة يتعامل معها طوال الأسبوع ووجه نظره إلى الأشياء التي يجب أن يشتريها من مصروفه .
ج- عندما يشتري ابنك بمصروفه أشياء لم تعجبه لاحقا أو تتعطل خلال فترة قصيرة، لا تتبرع حينها بشراء أشياء جديدة وستكون هذه أول دروس حياته .
د- لا تفقد الهدايا معناها .. بكثرة شرائها لأبنائك عند كل نزهة أو تسوق.
هـ-ضع أهدافا محددة لكم كأسرة أو لابنك تدخرون لها مثل الذهاب لرحلة أوتغيير شيء في غرفته .
3- قائمة العطلات
أ- تبدأ العطلات وتبدأ معها المتطلبات الإضافية وطلبات زيادة المصروف.. وعليك هنا بوضع قائمة مع أبنائك بالطلبات وناقش كل فكرة على حدة ودع ابنك يلغي الأشياء الأقل أهمية له.
ب- قدم بدائل لأبنائك . فعندما يطلب أحدهم شيئا مرتفع الثمن قدم له اقتراحا أن يتشارك مع أخيه في هذا الشيء ويتقاسما استخدامه أو أن تساهم الأسرة كلها في شراء هذا الشيء الذي يتقاسمون استخدامه.
الموضوع كاملا هنـا