تعقيباً على أضواء المقاطعة

المجتمع ضاق ذرعاً بارتفاع الأسعار

تابعت أضواء الأستاذ القدير جاسر عبدالعزيز الجاسر، حيث تناول ما قام به شباب هذا الوطن الواعي في إنشاء موقع مختص لمقاطعة البضائع الاستهلاكية التي رفعت أسعارها بلا مبرر يذكر.

وقد ذكر الكاتب الكريم عن هؤلاء الشباب الذين يفخر بهم مجتمعنا من حيث أسلوب المقاطعة العصري الذي يبحث عن المشكلة ويجذرها، ويلبسها لباس ردات الفعل الإيجابية التي ستؤدي على المدى القريب أو البعيد الأثر والهدف المنشود والمرجو لها.

يتميز هذا الموقع الجميل في فكرته ومبدئه بجدية الحوار، وجدة الطرح، وملامسة الواقع، وبث الوعي الاستهلاكي، ومحاولة نشر ثقافة شرائية تعتمد على الحلول السلمية والآنية والمفيدة في وقت واحد من خلال البث التفاعلي، على شكل (منتديات) مقسمة بحسب المعطيات التي بني الموقع لأجلها.

ومن المهام التي أخذ الموقع على عاتقه السير نحوها، وتفعيلها، نقل كل ما له تعلق بالسلع وتداولها، عبر الصحف أو المجلات أو غيرها من قنوات الإعلام التي تركز على الأسعار وتفاقمها ومشاركة وكل ما يهتم بهذا الشأن.

وما يميز هذه الخطوة الحضارية هو الوعي المدرك للأزمة الوقوف معها وحلها بطرق متحضرة وراقية جداً، حيث تدل دلالة واعية وواعدة بما يملكه شباب الوطن من سواعد تملك الثقافة الأنيقة والسليمة والثاقبة في النظر إلى المشكلة، ومحاولة الوصول لحل يرضي جميع الأطراف من دون أسلوب الإثارة والبلبلة، وبعث روح الفوضى والعنف التي نراها دائماً في دول العالم.

وما يحمد لهذا الموقع أيضاً، أنه امتداد لسياسة ولاة الأمر - حفظهم الله - على مراعاة المواطنين التي تدعو إلى البعد عن كل صنوف الظلم أو الاستغلال، والبحث عن سبل العيش الرغيد، وتوفير الراحة للمواطن، ولنا في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود العبرة والمثل والقدوة في انتهاج مثل هذا النهج العادل الذي ينبع من حرصه رعاه الله.

ومن الجميل أيضاً في تلكم الفكرة الإلكترونية الجريئة، بث الوعي الاستهلاكي للمواطنين بشتى مستوياتهم، وأنه هو مدار القضية ومحورها، فيجب بالتالي توعيته، وأن يكون على بينة من أن الوضع أصبح بطريقة أو بأخرى (أزمة)، فيقدر لذلك التقدير الصحيح، ويبحث عن الحل العملي المناسب من خلال هذه الدعوة الشبابية المباركة.

من خلال سياسة الموقع يتبين ذلك التوجه السليم والعادل والطامح إلى إيجاد الحل السلمي والإيجابي من دون التجريح أو التطاول، بل بالتوعية والتثقيف وبالطرق الأقصر التي تدعو إلى التكاتف والتعاضد بين التاجر والمستهلك، ومحاولة إيجاد سبل الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف وكل المستويات، وتحقق هذه السياسة الجادة كثيراً من الأهداف التي يطمح لها ومنها:

1- الجد في انتهاج هذا النهج والعزم على المشي قدماً نحو تحقيق هدفه المنشود، بحيث تكون على مستوى كبير وشعبي، ويحقق ذلك توحيد الهدف والمنهج والطريقة والهم، ولا يخفى عليكم عظم أهمية الترابط والتوافق والالتفاف بين أفراد المجتمع وبين ولاة الأمر - أيدهم الله - سياسة وبغية وغاية.

2- بث الثقافة الاستهلاكية للمواطن، حيث يوفر هذا الموقع البديل الأرخص والأوفر لجيب المواطن التي أثقلته المصروفات المتنوعة.

3- محاولة الوصول للخيط الرفيع الذي يلامس الحد الأدنى من تعاون التاجر مع المستهلك، وتفهم كل منها الآخر.

4- دعم المنتجات والشركات التي التزمت بأسعارها ولم تحاول رفع أسعارها، وتشجيعها والوقوف معها.

بعد هذا بقيت على اللبنات أن تتعاضد وتتساعد حتى تشكل لحمة واحدة بعيدة كل البعد عن الطمع واستغلال الأزمة بإيجاد أزمة جديدة... بقي دور التجار وأصحاب المحال التجارية والاستهلاكية أن يدركوا قيمة هذا التحرك الشعبي، وعلى هذا المستوى، وأن الهدف من ذلك هو أن المجتمع قد ضاق ذرعاً بتلك الارتفاعات غير المبررة وغير المسؤولة، ليدركوا أننا وهم في بناء واحد وصف واحد، حتى يكون للعقد لآلئه التي زينته وتكمل عقده ومسيرته.

إبراهيم بن عبدالله بن محمد الروساء - المجمعة




المصدر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

سيروا ببركة الله ، ياشباب الموقع ، فالله وحده هو العليم بالحال ، وإذا علم بحال كفى

بارك الله فيك اخي النورس وفي الاستاذ إبراهيم بن عبدالله بن محمد الروساء