"رفاهية" الوزير!


هايل الشمري
2014-09-24 10:49 PM

يفترض ألا تخرج تصريحات وزير الاقتصاد والتخطيط عن لغة الأرقام، أو لا تخالفها على الأقل، إلا أنه آثر أن يتحدث إنشائيا كما في مرات سابقة، بجزمه أن المواطن السعودي ينعم بمستوى عالٍ من الرفاهية مقارنة باقتصاديات دول العالم الأخرى.

سأوافق معالي الوزير لو كان حديثه عن الرفاه محصورا في طبقة رجال المال والأعمال، لكن أن يعممه على جميع طبقاته، فذلك حديث يجانبه الصواب!

صدقني معالي الوزير لا أحد يرفض أو ينكر العيش في مستوى عالٍ من الرفاهية فيما لو تحقق له ذلك، لكن الواقع يحتاج إلى جهد أكبر لنصل إلى الصورة الوردية التي رسمتها في لقائك التلفزيوني!

هل من الرفاهية أن يكون بيننا 657 ألف مواطن عاطل عن العمل، هل من الرفاهية أن يمتلك 22% فقط من المواطنين مسكنا؟ هل من الرفاهية أن يستجدي المريض سريراً عبر "تويتر" و"فيسبوك"؟! هل من الرفاهية أن تعيش أكثر من 875 ألف حالة على الضمان الاجتماعي؟! هل من الرفاهية أن تمتلئ قوائم الجمعيات الخيرية بالمحتاجين؟! هل من الرفاهية أن أكثرية الموظفين مدينون بقروض مصرفية؟ هل من الرفاهية ألا يكفي مرتب الموظف حتى منتصف الشهر فضلاً عن آخره؟!

تتحقق الرفاهية وزيرنا العزيز عندما تتحول خططكم التنموية التي تعدها وزارتكم إلى واقع يلمسه المواطن، لا مجرد حبر على ورق كما في الخطط السابقة. هل تريد أن أخبركم متى سأشعر وغيري بالرفاهية؟!

إليكم إذن: عندما يعالج مرضاي في مستشفيات متقدمة، ويدرس أطفالي في مدارس نموذجية، وأمتلك مسكنا دون انتظار طويل، وأتنقل بوسائل مواصلات جيدة، وأعمل بوظيفة تلائم مؤهلي، ويواكب دخلي متطلبات العيش الكريم.

غير هذا الكلام.. الحديث عن الرفاهية "سوالف ضحى"!

http://www.alwatan.com.sa/Articles/D...X1qq6Y.twitter

يروى وينقل في كتب الروايات المنسيه أن مواطن من أحد شعوب العالم الأول سأل زميله من أحد شعوب العالم الثالث فقال له :
ما هي أحلامك يا صديقي !!!!
فقال له ... أحلم بتعليم جيد و وظيفة مناسبة و تأمين صحي جيد و زوجة و بيت و تقاعد مريح !!!

فرد عليه مواطن العالم الأول :
أنا لا أسألك عن حقوقك ... بل أحلامك !!!

الخلاصة :
عندما تتحول الحقوق إلى أحلام ..... يتحول مصطلح الكفاف إلى رفاهية !!!