مالذي يحدث في أسعار المواد الغذائية الآن .

مع أن الحقيقة أن الغلاء لم يقتصر على المواد الغذائية بل هو طوفان إجتاح كل السلع إبتداء من آجار العقار ومواد البناء مرورا بالغذاء والدواء والكساء وحتى حزمة البقدونس تضاعف سعرها !! فمالذي حدث ؟

فهل مانراه الآن في الأسواق يشير بأن العملة بدأت تفقد قيمتها بسبب مايطلق عليه الإقتصاديون "زيادة التضخم " مما يعني أنه كلما إشتدت موجة الغلاء إنخفضت قيمة الريال الشرائية .

فإن كان كذلك فهو مؤشر سلبي سيطيح بكل الخطط التنموية ويشيع الفوضى الإقتصادية في البلاد .
فأين وزارة التجارة وأين وزارة المالية بل وأين مجلس الشورى عن مناقشة هذه الظاهرة بإعتبارها الأهم بين كل المهام لمعرفة حجمها وآثارها المستقبلية من اجل ايجاد الحلول الناجعة ؟
فالخلل الإقتصادي يتعارض تماما مع الإستقرار الشامل الذي يحقق للمواطن حياة كريمة وآمنه .
ومايفعله بعض التجار الآن هو معول هدم للثقة بينهم وبين المستهلك وأيضا هو مؤشرا لإنعدام الضمير والحس الوطني لديهم خصوصا أن التجار السعوديون ينعمون بأنظمة وتسهيلات لايحلم بها التجار الآخرين .
فأشد الأنظمة صرامة في دول العالم هي أنظمة الضرائب والتي لاتساهل ولا تنازل فيها لدى الحكومات لكن تجارنا معفيون منها فمهما بلغت أرباحهم لن تنقص هللة واحدة ..
لذلك يجب على الحكومة إعادة النظر بهذا الإعفاء والذي قوبل بالنكران بدلا من الإحسان!

فالتجار هم أكثر من يستهلك ويتلف البنية التحتية للمشاريع العامة . فنقلياتهم هي السبب في إهتراء الطرق وبضائعهم هي أكثر مايستنفذ طاقة كل المنافذ البرية والبحرية والجوية للوطن . ومصانعهم هي السبب المباشرلتلويث البيئة .
وكل هذا بلا مردود ملموس من هؤلاء التجار. فهم محجمون حتى عن المساهمة في أي مشروع خيري سواء صحي أو تعليمي أو حتى ترفيهي .
وزيادة على تلك السلبية يمارسون الإستغلال البشع بكل الطرق التي تنافي الشرع والأخلاق .
فهل من رفع سعر الأرز من 120 إلى 200 لديه شيء من الوطنية أو تخالجه وخزات من تأنيب ضمير ؟؟

وهل فكر يوما بحال ذوي الدخل المحدود " وهم أغلبية الشعب الآن "والذي كان بالأصل يعاني من تكاليف المعيشة فكيف بحاله الآن .
ومن التجارب تعلمنا أن أي إرتفاع في الأسعار لن يتبعه هبوط فإن لم يتم التعامل مع تلك المرحلة الحرجة فورا وبطريقة جدية على أعلى مستوى فقد تحدث لاسمح الله فاجعة أخرى أشد من كارثة الأسهم .


منقول