كشف أستاذ المبيدات الحشرية المشارك في كلية العلوم والأغذية والزراعة في جامعة الملك سعود الدكتور صالح الدوسري عن وجود مبيدات محرمة دوليًا تباع في اسواق المملكة. مشيرا الى ان استخدام هذه المبيدات يسبب السرطان .. حيث تبقى في البيئة عشرات السنين بدون تحلل وهي محظورة الاستخدام دوليًا، وقال ان الانواع التي وجدت مؤخرا في الأسواق هي ميثوكسيكلور، الديلدرين، بي اتش سي، لندين، الكلوردين، براثيون. وأكد الدوسري إن هذه المبيدات مقيدة الاستخدام عالميا وتتطلب تراخيص استخدام. وصنف الدوسري المبيدات عالميا حسب درجة سمّيتها وقيود الاستخدام لبعضها، مشيرا إلى أن هناك قسمين من المبيدات مسجلة بواسطة وكالة حماية البيئة (EPA): الأول المبيدات غير المصنفة (مبيدات للاستخدام العام)، وهي مرخصة للجميع، أما الصنف الثاني فهي المبيدات مُقيدة الاستخدام اذ يتم شراؤها وتطبيقها بواسطة العمال المدربين المرخص لهم، وفي أمريكا يشرف على هذا التدريب والاختبار في كل ولاية مؤسسة مرخصة من قبل وكالة حماية البيئة الأمريكية لإعطاء شهادة الترخيص للعاملين في تطبيق المبيدات. واشار إلى ان معايير تصنيف المبيدات المقيدة تتعلق بعوامل خاصة بالأضرار على الإنسان مثل السمّية الحادة على الجلد، استنشاق المواد الخطرة، السمية الحادة عن طريق الفم، تكوين الأورام، الطفرات الجينية، الطفرات الوراثية، التشوهات الخلقية، قتل الأجنة، التأثير على الإنجاب، وتاريخ الحوادث. وهناك بعض الاعتبارات الأخرى مثل التأثير على الكائنات الحية المائية، السمّية للأسماك، تأثير المتبقيات على الطيور، التأثير على الكائنات الحية النافعة (نحل العسل)، وأضرارها على الكائنات غير المستهدفة.
وقال الدوسري ايضا: أعدت وكالة حماية البيئة الأمريكية قائمة لـ 112 مبيدا مصنفة على أنها مبيدات محظورة الاستخدام في شهر يونيو 1999 .. وعلى مستوى المملكة لا يوجد أي تصنيفات أو منظمات مشابهة للأنظمة العالمية والأمريكية، ونظرا لخطورة الأمر فانه يتطلب من الجهات المعنية إنشاء مراكز مختصة في المملكة تهتم بتداول وبيع المبيدات وحصر المقيد منها ووضع قوانين وتطبيقها بصرامة وضمان استخدام المبيدات المقيدة من قبل فنيين متخصصين ولديهم شهادات علمية تثبت خبرتهم في مجال المبيدات للحد من حدوث وفيات جديدة نتيجة لسوء استخدام المبيدات. وتابع يقول: لا بد من وجود مركز وطني للمعلومات الخاصة بحالات الوفيات والتسممات التي تحدث نتيجة خطأ سوء استخدام المبيدات على مستوى المملكة على غرار ما هو موجود بالولايات المتحدة الأمريكية بما يعرف بمراكز التسمم، ووزارة الصحة يجب أن تقوم بهذا العمل الذي نتمنى إن يرى النور قريبا لحاجتنا الملحة لهذا الأمر. كما سيكون المركز مجديا لوضع الخطط والبرامج الوقائية للحد من حوادث التسمم والتعرض للمبيدات الخطرة.
http://al-madina.com/node/101433