موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-2008, 09:42 AM   #1
ايمن درجي
مقاطع متميز
 
الصورة الرمزية ايمن درجي
 
رقـم العضويــة: 1337
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: مكة المكرمة
المشـــاركـات: 1,820
Twitter

Thumbs up الديسكو في المكتبة

سلطان الدويفن 11/2/1429

http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=98&catid=99&artid=117 24


لنترك قصة الديسكو والمكتبة إلى آخر المقال، ولنتمعن قليلاً في هذه القصة الرمزية: يحكى أن ملكًا أمر حراسه بأن يملؤوا حوض السباحة في صباح اليوم التالي بالعسل، فقال كل حارس في نفسه: لو قمت بملء دلوي بالماء بدلاً من العسل وأفرغته في حوض السباحة لم ينتبه أحد لما فعلت، ولم أشقّ على نفسي بتجميع العسل في الدلو، أتعرفون ماذا كانت النتيجة؟ نفذ كل حارس ما فكّر فيه، وامتلأ حوض السباحة بالماء بدلاً من العسل، ولا يَهُمّنا ما فعل الملك بهم، المهم كيف أثّر دلو صغير في حوض سباحة كبير.

للمؤلف الأمريكي مالكوم غلادويل كتاب جيد موسوم بنقطة التحول: كيف يمكن للأشياء الصغيرة أن تحدث تغييرًا كبيرًا؟ والكتاب من إصدارات الدار العربية للعلوم، وهو من الكتب التي أنصح بقراءتها؛ لأن مؤلفه يطرح فكرة جديدة يصعب أن تجد كاتبًا يعرضها بنفس قوة العرض للفكرة التي أراد الكاتب إيصالها في هذا الكتاب، ويعرف الكاتب نقطة التحول أنها تلك اللحظة السحرية التي تجتاز فيها فكرة أو تيار أو سلوك اجتماعي عتبة معينة وتتحول وتنتشر مثل النار المستعرة. ومثلما يستطيع شخص واحد مريض أن ينشر وباء الأنفلونزا، تستطيع أيضًا دفعة صغيرة أن تحدث شعبية لمنتج جديد،أو تخفض معدل الجريمة.
ويشير المؤلف إلى نقطة حساسة ومهمة تفيد بأن ظهور تيارات الموضة مثلاً، أو انخفاض معدل الجريمة في بلد ما، أو أي تغيرات أخرى هي بمثابة أوبئة. فالأفكار والمنتجات والرسائل تنتشر تمامًا مثلما تفعل الفيروسات. وحتى يُدلّل الكاتب على مضمون فكرته فهو يضرب عددًا من الأمثلة منها:
1- ما حدث في مدينة نيويورك من انخفاض معدلات الجريمة بشكل واضح جدًا ومتسارع في فترة زمنية قصيرة جدًا، وينسب هذا التغيير إلى عامل مرتبط بتأثير الأشياء الصغيرة وإحداثها تغييرات كبيرة، وهذا العامل يتمثل في نظرية النافذة المفتوحة كنظرية وعامل مؤثر في تفسير التغيير الذي حصل في مدينة نيويورك، ونظرية النافذة المكسورة وليدة أفكار بعض الاختصاصيين في علم الجريمة ومنهم جايمس، وجورج كيلنغ، وتقول هذه النظرية: إن الجريمة هي النتيجة المحتمة للفوضى، فإذا انكسرت النافذة ولم يتم إصلاحها ، فسوف يستنتج الأشخاص الذين يمرون قربها أنه ما من أحد مهتم، ومامن أحد مسئول، وبسرعة سوف تنكسر المزيد من النوافذ، وتنشر الفوضى من المبنى إلى الشارع الذي يقابله، مع إرسال رسالة بأن كل شيء ممكن.


لقدعملت مدينة نيويورك بعض الإجراءات البسيطة على شاكلة إعادة طلاء القطارات النفقية من الداخل وإزالة خربشات المراهقين، وقد فهم المراهقون الرسالة وتوقفوا عن الخربشة، ثم تلا ذلك وجوب دفع ثمن التذكرة لمن يريد ركوب القطار حيث كان 170 ألف شخص يوميًا يستخدمون القطار دون دفع ثمن التذاكر لأن العدوى انتشرت بينهم بعد رؤيتهم لأشخاص لا يدفعون ثمن التذكرة ويستخدمون القطار! ثم تلاها إجراءات التفتيش لمن يريد ركوب القطار ويشتبه به، وهكذا، إلى أن وصلوا إلى مرحلة انخفاض معدلات الجريمة بشكل متسارع وكبير.

2- من الأمثلة التي يطرحها حادثة انتحار مراهق في جزر ميكرونيسا في جنوب المحيط الهادئ، والذي انتحر بعد خلاف بسيط مع والديه بعد أن علق نفسه بحبل ممتد إلى السقف، وكتب رسالة إلى والديه يخبرهما بسبب انتحاره.

أتعرفون أيها السادة والسيدات ماذا كان تأثير هذه الحادثة على المراهقين في جزر ميكرونيسيا؟ ظهرت إحصائية في الثمانينات الميلادية تفيد أنه بينما كان معدل الانتحار في الولايات المتحدة الأمريكية 22 في المائة ألف كان معدل الانتحار في جزر ميكرونيسيا 160 تقريبًا في المائة ألف، أي أعلى بسبع مرات تقريبًا، حيث أصبح الانتحار فيها شائعًا ويحدث لأتفه الأسباب وبطرق مشابهة لما قام به المنتحر الأول!

3- حين انخفض عدد الموظفين المرموقين السود بنسبة 2.2 % في فترة من الفترات تضاعفت معدلات التخلي عن المدرسة بين الطلاب السود!
ويضرب المؤلف في هذا السياق عددًا من الأمثلة ويسوقها بالتفصيل والشرح، ويتوصل إلى ثلاث قواعد مؤثرة ومهمة في التغيير هي:
1- العدوى.
2- حقيقة أن الأشياء الصغيرة تحدث تحولات كبيرة.
3- التغيير لا يحصل تدريجيًا وإنّما في لحظة حاسمة واحدة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو السؤال التالي: هل هناك من تاريخنا وسيرة نبينا صلى الله عليه وسلم ما يؤيد هذا العرض؟ لعلنا نستعرض ما حدث في غزوة أحد وذلك عبر التساؤلات التي سوف أطرحها، وكيف أصيب جيش المسلمين وقد كانوا منتصرين؟

1- كم كان عدد جيش المسلمين؟
2- كم كان عدد الرماة فوق جبل أحد؟ تخبرنا المصادر التاريخية أن جيش المسلمين في أرض المعركة كان ما يقارب سبع مائة مقاتل، وكان عدد الرماة ما يقارب سبعين راميًا.

وكان مصدر الخلل والذي أصاب الجيش المسلم بالارتباك وأدّى إلى التقتيل في المسلمين, وإصابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثنِيَّته، وتحول موازين المعركة لصالح كفار قريش بعد أن كانت لصالح المسلمين من السبعين راميًا. كانت نسبة الرماة في الجيش لا تتجاوز العشرة في المائة ومع ذلك كانوا رضي الله عنهم السبب في إصابة المسلمين، بعد تخليهم عن موقعهم الذي أمرهم رسول الله صلى الله عليه بألا يتجاوزوه حتى لو تخطفت الطير من في أرض المعركة!

ما علاقة كل ذلك بالمكتبة والديسكو؟ قمت صباح يوم التاسع والعشرون من رجب لعام 1428هـ بزيارة إلى إحدى المكتبات الكبرى بالرياض، والتي كان يعرف عنها مع الأسف الشديد عنايتها باختيار وإصدار وطباعة الكتب المتميزة ولمؤلفين معروفين وغير معروفين، ما فاجأني وأذهلني وأربكني وأصابني بنوع من الإحباط وخيبة الأمل، وأدّى إلى ارتفاع الضغط لدي مع أني لم أجر أي قياس له ولكني أحسست بذلك هو تصدر نسبة كبيرة من الروايات والقصص لواجهة الكتب الجديدة المعروضة!
هي كتب على شاكلة: مذكرات شابّ في أمريكا، ومذكرات فتاة من بريطانيا، وما حصل لها في الديسكو، وغثاء، وعفن، له أول وليس له آخر، وهي في أغلبها موجهة لفئة الشباب والفتيات.
قد يقول قائل: وما يضرّ ذلك إذا كانت القراءة في أصلها مباحة؟ نرجع إلى ما ذكرناه بخصوص أن التغييرات الصغيرة تحدث تحولات كبيرة.

إذاكان المثقفون والدعاة والتربويون وأهل الرأي والنصيحة لعامة المسلمين وخاصتهم لا ينفكون يتحدثون عن ضرورة العناية بالكتاب واختياره وقراءة ماينفع، وإذا كان من نتوقع منهم أن يكونوا عماد مستقبل أمّتنا الثقافي يحاصرون بهذه الكتب، فماذا تتوقعون النتيجة؟ من يرتاد المكتبة في الوقت الحاضر هم من يعدّون النخبة أو قريب من النخبة، وإن كانوا من الشباب الذين يؤمل فيهم أن يكونوا من النخبة فهم من استطاع الفكاك من سلطان الفضائيات وقبضتها أو يحاول ذلك، وبعد كل ذلك يحاصر هؤلاء الشباب والفتيات بكتب وروايات وقصص أبسط ما يقال عنها إنها لا تمثل واقعًا ولا تعكس أملاً لأمة ترجوا النهوض، ولا تشكل همًا لنا جميعاً، ماذا يعنيني في قصة فتاة تأخرت عن محاضرتها وانتقدها معلمها ثم أصابها الإحراج أمام الأخريات والأخريين؟ بالنسبةلي فأنا أقرأ المعادلة بصورة مختلفة كالتالي: لنقل أن النسبة التي ترتاد المكتبات حاليًا عشرين بالمائة من شباب وفتيات أمتنا، وهذا رقم بالنسبة لي مبالغ فيه، ولكنه رقم افتراضي. كم سينجو من مهاجمة المكتبات لعقله بهذه الكتب والروايات الساذجة إذا علمنا طريقة عرضها الجذابة وإخراجها المتميز وتمييز بعضها في أعلى الكتاب بأن طبعته هي الطبعة الثانية حتى يزداد الإقبال عليه!
يعني يا سادة يا كرام: أن المسألة تسطيح للفكر والاهتمامات أكثر مما هو مسطح حاليًا؟ رسالة إلى أصحاب دور النشر التي بدأت تأخذ هذا المنحى بحثًا عن الربح التجاري دون النظر لأي اعتبارات أخرى:

اتقوا الله فيما تبقى منا، واتقوا الله في عقول شباب وفتيات أمتنا.

بقي سؤال واحد : ما دوري ودورك كأفراد بعد كل هذه الكلمات؟ تذكر أخي في الله ، وتذكري أختي في الله أن التغييرات البسيطة تحدث تغييرات كبيرة. كيف يكون هذا على المستوى الفردي؟
1- عندما تقرأ أو تقرئين رواية على نمط الذي ذكرناه أعلاه فإنك تساعد وتساعدين على ازدياد مساحة الجهل في الأمة، وتقليل مساحة العلم، عدا أنكم تشجعون غيركم على قراءتها من حيث تشعرون أو لا تشعرون، وفي ذلك أيضًا مساعدة لتلك المكتبات على إصدار المزيد من الغثاء.

1-عندما تدخن فإنك لا تضرّ نفسك فقط، ولكنك تضرّ الآخرين بما يعرف بالتدخين السلبي، وأنت في النهاية سواء علمت بذلك أو جهلت تشجع غيرك من الصغار والشباب على التدخين.
2-عندما تتجاوز الإشارة الحمراء، قد تنجو بدون حادث، ولكنك بفعلك شجعت غيرك على تجاوز الإشارة الحمراء، إن لم يكن بعدك مباشرة ففي المستقبل! وكم زهقت أنفس، وتيتم أطفال بسبب تجاوز إشارة مرور!
3-أختي عندما تتبرجين في اللباس، فأنت لا تفعلين محرمًا فقط، بل تشجعين غيرك من الفتيات سواء شعرتي بذلك أم تشعري على التبرج.
5-أخي عندما تخشع في صلاتك، فإنك بدون أن تشعر بذلك تشجع الآخرين على الخشوع. ولعلّ بعضكم اطلع على مقال الشيخ الفاضل الدكتور محمد العوضي والمنشور في موقع ركاز لتعزيز الأخلاق تحت عنوان: سيد... نموذج للوسطية والتوازن، والذي ذكر فيه كيفية صلاة الدكتور سيد نوح المصري رحمه الله أستاذ الحديثفي كلية الشريعة، حيث يذكر الدكتور محمد العوضي النص التالي: "إن مما كان يلفت انتباهي في شيخنا هو طريقة أدائه للصلاة، فقد كنت دائماً أقول لزملائي: إن رؤية الشيخ سيد نوح وهو يصلي تكفي لأن تزيد إيمان الشخص، لأنك ترى في صلاته معاني الخضوع والتذلل لله تعالى تتجلى في صورة بهية تجعل المشاهد له يشعر معه بارتقاء إيماني يسمو بروحه... لذلك فقد كنت حريصًاعلى مراقبته أثناء صلاته من طرف خفي".
6- تذكر وتذكري أنكَ وأنكِ عندماتفعلون الأشياء التي تعتقدون أنها صغيرة، فهي ليست كذلك في تأثيرها. ولذلك جاء الهدي النبوي في الحديث الذي يرويه الإمام مسلم قوله صلى الله عليه وسلم : «مَن سنّ في الإسلامِ سنةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومَن سنّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها و وزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء».
.................................................. ...............
أي أحد يستطيع أسقاط هذا المقال على غلاء الأسعار عندنا
في البداية رفع البعض السعر ..... ولم تتحرك الجهات المسؤولة لردعهم .... الخ(تعرفون باقي القصة)



___________________________

"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا(11)وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا(12)" سورة نوح
_______________________________________
للتأكد من الأيات بنصها راجعها في
www.qurancomplex.org
والأحاديث وبعض كتب الفقه راجعها في
www.al-islam.com
=================
@Aimn_Darji

التعديل الأخير تم بواسطة abuhisham ; 22-02-2008 الساعة 09:31 PM سبب آخر: تفكيك الكلمات المتلاصقة لإظهار ج
ايمن درجي غير متواجد حالياً  
قديم 22-02-2008, 09:32 PM   #2
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي

مقال قوي و واقع مؤلم...

مشكور على النقل أخي الكريم.


قالوا قديما في المثل ... معظم النار من مستصغر الشرر.
abuhisham غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:48 PM.