العودة   منتدى مقاطعة > ملتقى الأعضاء العام > المناقشات العامة > رعاية أسر الشهداء والمصابين العسكريين والمدنيين السعوديين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-03-2018, 12:16 AM   #1
ApuTURKI
مقاطع فعال
 
الصورة الرمزية ApuTURKI
 
رقـم العضويــة: 6427
تاريخ التسجيل: Oct 2007
مــكان الإقامـة: رجم ابومرخه شمال شرق حزم الجلاميد
المشـــاركـات: 803
Facebook Twitter

افتراضي رعاية أسر الشهداء والمصابين العسكريين والمدنيين السعوديين

رعاية أسر الشهداء والمصابين العسكريين والمدنيين السعوديين
تقديـــم : اليك ما يتميز به المجتمع السعودي من تماسك في بنائه، وترابط بين أبنائه، وتلاحم قادته ومواطنيه
ان ما تتعرّض له دولة من الدول يبرز ما ينطوي عليه شعبها من فضائل ومناقب، وما يتحلَّى به قادتها من حرص على مصالح مواطنيهم، والسعي إلى التخفيف من الآثار السلبية التي تلقيها الأزمات عليهم. وقد عكست الأحداث الإرهابية التي تعرَّضت لها المملكة خلال السنوات الماضية، ما يتميز به المجتمع السعودي من تماسك في بنائه، وترابط بين أبنائه، وتلاحم قادته ومواطنيه؛ فعندما بدأت المواجهة المسلحة بين رجال الأمن وممارسي الإرهاب من عناصر (الفئة الضالة) في النصف الثاني من عام 1424هـ/ 2003م، ونتج عنها سقوط شهداء من رجال الأمن، هبّ الشعب السعودي بمختلف فئاته وأطيافه ـ يتقدمهم قادتهم وولاة أمورهم ـ هبة تلقائية عفوية سريعة، ليؤازروا أسر الشهداء، ويخففوا من أحزانهم على فقدان أحبائهم، ويدعموهم بمحبتهم ومودتهم ومساعداتهم المادية، يدفعهم إلى ذلك إيمانهم بالله تعالى، والتزامهم بأوامر دينهم، الذي يأمرهم بالتعاون والتعاضد والتآزر، وخصوصاً في المحن والمصائب، بحيث يبدو المجتمع وكأنه بناء شامخ راسخ متين، وهو التشبيه الذي شبّه به الرسول المجتمع المسلم، فقد روي (أبو موسى الأشعري) أن رسول الله قال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً»، وشبَّك بين أصابعه(1).
وقد تميَّزت رعاية المجتمع السعودي لأسر (شهداء الواجب) بمزايا عديدة؛ ففضلاً عن تلقائيتها، وعفويتها، وسرعة المبادرة إليها، ومشاركة كل فئات المجتمع فيها، اتسمت تلك الرعاية بشموليتها وإحاطتها باحتياجات تلك الأسر: نفسياً، واجتماعياً، واقتصادياً، وصحياً، وتعليمياً، كما اتسمت بتعدد الأساليب والصور التي تمت بها، إضافة إلى استمراريتها منذ بدء الأحداث إلى الآن، وبالزخم نفسه والحماس ذاته، ناهيك عن التخطيط الذي تقوم به المؤسسات الحكومية والأهلية لضمان ديمومة جانبها المادي إلى أن تستغني تلك الأسر عن حاجتها إليه؛ الأمر الذي يجعل منها تجربة رائدة في مجالها، سواء على المستوى الداخلي أو المستوى الخارجي.
وسوف نستعرض في هذه الدراسة التفاصيل التي تتعلق برعاية المجتمع السعودي لأسر شهداء الواجب، وذلك من خلال الحديث عن دور الجهات الثلاث التي قامت بها، وهي: الأفراد، والمؤسسات الحكومية، والمؤسسات الأهلية.
أولاً: دور الأفراد في رعاية أسر شهداء الواجب
الأفراد هم اللَّبنات الرئيسة التي يبنى منها المجتمع، وبتعاونهم وتعاضدهم يتماسك المجتمع ويقوى، ويتجاوز أزماته ونكباته بأمن وسلام، ومن يتابع الدور الذي قام به أفراد المجتمع السعودي في رعاية أسر شهداء الواجب، يجد المشاركة الفاعلة والشاملة من جميع أفراد المجتمع، بدءاً بولي الأمر ونائبيه (يحفظهم الله)، مروراً بالموسرين من أبناء المجتمع، كالأمراء والتجار ورجال الأعمال ... ونحوهم، وتعريجاً على المتخصصين من العلماء، والخطباء، وعلماء النفس والاجتماع، والمعلمين، والتربويين ... وغيرهم، وصولاً إلى عامة الناس في المجتمع، حيث بذلوا جميعاً جهوداً مخلصة للتخفيف من الأعباء المعنوية والمادية لأسر شهداء الواجب. وفيما يلي صور من تلك الرعاية، التي تعكس تحمُّل أفراد المجتمع لمسؤوليتهم تجاه تلك الأسر، ومبادرتهم إلى ذلك بدافع المحبة والإخاء والتعاون.


. دور ولاة الأمر (يحفظهم الله)
حرص ولاة الأمر في المملكة على أن تكون رعايتهم لأسر شهداء الواجب رعاية شاملة، وألاّ تقتصر على الجانب المادي فقط، فسعوا إلى التخفيف من الآثار النفسية السيئة التي يحدثها خبر الشهادة على أهالي الشهداء، الذين غالباً ما تختلط عندهم مشاعر الحزن على فراق أحبابهم، بمشاعر الخوف والقلق على مستقبل أبنائهم في ظلّ غياب معيلهم والمسؤول الأول - بعد الله تعالى - عن توفير سبل الحياة الكريمة لهم، من مسكن وغذاء وكساء وتعليم وتوجيه وترشيد وترفيه. وهنا تبرز أهمية الرعاية النفسية لتلك الأسر عبر مواساتها في مصابها، وأهمية الرعاية الاجتماعية في طمأنتها على مستقبل أبنائها؛ ويزداد الأثر الإيجابي لتلك الرعاية على أسر الشهداء عندما تصدر عن كبار المسؤولين في الدولة، ناهيك عن أن تصدر من المسؤول الأول فيها، .
أ - القيام بتعزية أسر شهداء الواجب، وذلك من خلال زيارة البعض منهم في بيوتهم، أو بتفويض من يمثلهم من أمراء المناطق، وكبار المسؤولين بالدولة للقيام بذلك(3).
وقد بثَّت وسائل الإعلام الجماهيرية (كالتلفاز والصحافة) صوراً حيّة ومقروءة لتلك الزيارات، و سجَّلت ما كان يدور فيها من أحاديث ودّية لتطييب خواطر ذوي الشهداء والتخفيف من أحزانهم.
ب - الحرص على استقبال أبناء الشهداء في المناسبات الدينية (كالأعياد)، والمناسبات الوطنية وأثناء زيارتهم لمختلف مناطق المملكة، لإشعارهم بمكانتهم وأهميتهم ورعاية الدولة لهم، تقديراً لتضحيات آبائهم من أجل الدين ثم الوطن.
إشعار أبناء الشهداء وأقاربهم ببطولة آبائهم وشجاعتهم ومكانتهم العالية والغالية عند قادتهم وشعبهم، وأنهم مصدر اعتزاز الجميع وفخرهم، وذلك عبر تصريحهم (يحفظهم اللهّ) في كل مناسبة بأن ما قدّمه آباؤهم من تضحيات كانت السبب - بعد الله تعالى - في الحفاظ على أمن الوطن وأمان المواطنين، وتأكيدهم (أيدهم الله) على مسؤوليتهم الشخصية عن أبناء الشهداء وذويهم، ونذكر من ذلك:
- تصاريح لولاة الامر المتكررة دوما وهم يخاطبون رجال الأمن والقوات المسلحة وفي كافة القطاعات لإحياء بطولة أبنائنا شهداء الواجب، الذين يستشهدوا واقفين في مواجهة الفئة الضالة، وسوف تبقى تضحيتهم في ذاكرة الوطن مشرقة، ونقول لذويهم: إننا لن ننسى حقوقكم علينا، فأنتم أبناؤنا وبناتنا، ولكم منَّا كل رعاية واهتمام، وإني أسأل الله (سبحانه وتعالى) أن يرحمهم، وأن يجزيهم عنا خير الجزاء»(5).
: «إن الدماء الزكية التي سفكها البغاة المارقون أوسمة على صدوركم وعلى صدر الوطن، والشهداء الذين سقطوا في معركة الواجب هم فرسان هذا الوطن وأبطاله وصفوة رجاله، وإن أبناء هؤلاء الشهداء هم أبنائي شخصياً وأبناء كل مواطن، ولن نقصّر في حقهم (إن شاء الله) مادام فينا عرق ينبض».
د - حرصهم على أن يجعلوا للشهداء حضوراً دائماً في وجدان المجتمع وذاكرته، فلا ينساهم بنهاية الأحداث، وزوال الغمة، وينسى معهم أسرهم وأهليهم، وتتلاشى مظاهر الاهتمام والتقدير والرعاية المكثفة التي يجدونها من أفراد المجتمع ومؤسساته، مما يوقع الأسى في نفوسهم؛ وتحقيقاً لذلك، أمر خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) بأن يُسمَّى عدد من الشوارع الرئيسة في مناطق المملكة بأسماء شهداء الدين ثم الوطن، وأن يُسمَّى أحد أحياء مدينة الرياض باسم: (حي الشهداء)، وأن تسمَّى الشوارع الداخلية لهذا الحي بأسمائهم.
هـ - دعم سخي لأسر الشهداء، إما بصورة مباشرة، أو من خلال لجان الصناديق الخاصة، التي أنشأها المهتمون برعاية أسر الشهداء في مختلف مناطق المملكة، تشجيعاً لتلك اللجان والصناديق على مواصلة رسالتها الوطنية والإنسانية في مختلف مجالات الرعاية، ونذكر من ووطنه؛ وسمو الأميرة (نورة بنت محمد آل سعود) رئيسة (اللجنة النسائية لرعاية أسر الشهداء) بمنطقة القصيم، التي حرصت - منذ بدء الأحداث - على زيارة أسر الشهداء لمواساتهم وتعزيتهم، وتقديم مبلغ (عشرة الاف ريال) هدية شخصية من سموّها لنساء الأسرة، ليقضين حوائجهن الخاصة إلى أن تنتهي إجراءات الاستحقاقات المالية الخاصة بالأسرة، هذا فضلاً عمّا تقوم به من أنشطة عبر اللجنة المشار إليها، والتي سنتحدث عنها بالتفصيل لاحقا.
3. دور العلماء والخطباء والمختصين
للعلماء في المجتمع السعودي مكانتهم الرفيعة وكلمتهم المسموعة، فهم ورثة الأنبياء ومشاعل الهداية، إليهم يلجأ الحائرون والمهمومون بحثاِ عمّا جاء به الوحيان: (القرآن الكريم والسنة النبوية) لتصريف الهمّ وتفريج الكرب، واجتياز الأزمات بإيمان وأمان؛ ومن عايش الأحداث وتابع الأدوار التي اضطلعت بها فئات المجتمع لرعاية أسر الشهداء، لا يغيب عن نظره وسمعه وفهمه ما قام به العلماء والخطباء في هذه الرعاية، وخصوصاً في مجال الرعاية الروحية والنفسية، حيث كانت أحاديثهم وخطبهم ودروسهم ومحاضراتهم وكتاباتهم عبر وسائل الإعلام الجماهيرية - المسموعة والمرئية - من تلفاز وإذاعة وصحافة وانترنت، وأشرطة واسطوانات مدمجة، وعبر منابر الجمعة والجلسات والدروس العلمية في المساجد، بلسماً شافياً لجراح أسر الشهداء، ومصدراً لبثِّ الأمن والطمأنينة في قلوبهم، ومُسكِّناً ناجعاً لآلامهم وأحزانهم على فقدان أحبائهم؛ وعلام الحزن وقد أخبرهم علماؤهم - مستدلين بما جاء في القرآن والسنة - أن شهداءهم في نعيم مقيم عند الحي القيوم، الذي انتقاهم واختارهم دون سواهم ليتخذهم شهداء، أوليس هو القائل (سبحانه): (وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ) (آل عمران: 140)، ومن ثم فإن عليهم ألاّ يحزنوا عليهم، بل عليهم أن يسعدوا بما منَّ الله عليهم به من نعمة الشهادة في سبيله، حيث قُتلوا نصرةً للإسلام الصحيح والعقيدة الصافية، ودحراًِ لفكر ضال ومفسد لدين الأمة وعقيدتها؛ وأن استشهادهم لم يُنقص من آجالهم شيئاً، فقد استوفى كلٌ منهم أجله المقدَّر عند ربه؛ وتبشيرهم بأن شهادة أبنائهم وآبائهم وأزواجهم وإخوانهم في سبيل الله ستعود عليهم بالخير والثواب في الآخرة، حيث سيكون شهداؤهم هم شفعاؤهم عند الله تعالى يوم القيامة، فقد روى (أبو داوود) بسنده عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «إنَّ الشهيدَ يُشَفَّعُ في سبعين من أهلِ بيْتِه»؛ ودعوتهم إلي الصبر والتسليم لقضاء الله (سبحانه)، واحتساب شهدائهم عند الله وحده، وذلك تنفيذاً لأمره (سبحانه): «يَا أَيُّها الَّذينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَبْرِ والصَّلاةِ وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلْ فِي سَبيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكنْ لا تَشْعُرونَ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ والجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوالِ والأنْفُسِ والْثَمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرينَ الَّذينَ إِذاً أَصَابَتْهُمْ مُصِيبةٌ قَالُوا إِنَّا لله وإِنّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ أُولَئكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ منْ رَبِّهِمْ وَأُولَئكَ هُمْ المُهْتَدونَ» (البقرة: 153 - 157).
من طرف آخر، كان العلماء والخطباء يحثُّون المجتمع (أفراد ومؤسسات) على رعاية أسر الشهداء، وتقديم العون لهم بكافة الصور والأساليب، واعتبار ذلك من الطاعات والقربات التي يُتقَرَّب بها إليه (سبحانه)، فهو الذي أمر برعاية تلك الأسر والحفاظ عليها.
أما المختصون من علماء النفس والاجتماع، فقد قاموا بدورهم في رعاية أسر الشهداء من خلال إرشاد المجتمع إلى ما يتعين فعله تجاه تلك الأسر، بحيث لا تتعرض لهزّات نفسية أو صدمات عصبية، أو تصاب بُعزلة اجتماعية اختيارية تفرضها على نفسها، متأثّرة بفقد شهيدها، فقد أوضح (أستاذة علم النفس) الآثار السلبية التي يخلّفها فقدان الأب أو الأخ أو الزوج على الأسرة، وما يؤدي إليه من اضطرابات نفسية ليست بسيطة، خصوصاً لدى النساء والأطفال، فالزوجة المكلومة، والطفل الذي فقد أباه بلمح البصر، هما أكثر من يعاني آثار الفراق وآلامه النفسية، وأوضحوا للمجتمع السبل العلمية الصحيحة التي يجب أن يتم التعامل بها مع تلك الأسر، وأهمية إظهار التكاتف والتعاون الاجتماعي، والوقوف إلى جوارها في هذه الظروف، وإحاطتها بالرعاية، حتى تتكيف مع وضعها الجديد، وأوصوا بإنشاء مراكز نفسية واجتماعية متخصصة لتقديم البرامج المناسبة لأسر الشهداء حتى تجتاز عقباتها النفسية بأمان وسلام.
بينما أوضح (أساتذة علم الاجتماع) مسؤولية المجتمع كله - وخصوصاً مؤسسات المجتمع المدني - تجاه أسر الشهداء، وأوصوا الجميع بالقيام بدور أكثر فاعلية في عملية التكافل الاجتماعي الذي لم يعد هيِّناً وميسّراً كما كان في السابق، نظراً لصعوبة الحياة وتعقيداتها، ومن ثم فإن أفضل من يقوم بتلك المهام بالمستوي المطلوب هي المؤسسات الخيرية والاجتماعية والدينية والأسرية والمجتمعية، وهي كثيرة - بفضل الله - في المملكة، ولا تحتاج إلاّ إلى تنسيق الجهود من أجل تحقيق الحماية والرعاية للأسرة التي أودعها الشهيد أمانة لدى مجتمعه(10).

4. دور عموم أفراد المجتمع
من السمات التي يتميَّز بها المجتمع السعودي، حبُّه الشديد لعمل الخير، وعطاؤه السخي في مجال المساعدات الإنسانية، يشهد لذلك الإقبال الشديد للمواطنين السعوديين على حملات التبرع التي تدعو إليها حكومة المملكة لمساندة إخوانهم المتضررين أو المنكوبين من أبناء الشعوب الأخرى، حيث يهرع آلاف، بل ملايين المواطنين للتبرع بما تيسَّر لهم لتلك الحملات، ابتغاء مرضاة الله تعالي، وكسباً للأجر، ودعماً للمعوزين والمنكوبين في أي مكان، ولأي شعب من شعوب العالم، وبخاصة الشعوب الإسلامية. ويتضاعف عطاء السعوديين ويزداد سخاؤهم عندما يعلمون أن تبرعاتهم ستوجه لدعم أسر الشهداء وهو ما يتجسَّد في الحملات التي تعدُّ بين الحين والآخر لصالح أبناء شهداء الشعب الفلسطيني، حيث يكون تبرعهم ممزوجاً بالشعور بالواجب. وإذا كان هذا هو شأن الشعب السعودي في العطاء لغيره من أبناء شعوب العالم، فهل لنا أن نتساءل: كيف سيكون هذا العطاء عندما يوجّهَ إلى الشعب السعودي نفسه، ولأبناء فئة قدَّمت لهذا الشعب أغلى ما لديها من فلذات أكبادها .
إن إجابة هذا السؤال سطّرها عامة أبناء الشعب السعودي، مشاعر صادقة فياضة، ملؤها الحب والمودة والتعاون والمؤازرة، ليغمر بها أبناء أسر الشهداء في جميع المناطق، وقد أشرنا آنفاً إلي مؤازرة ولاة الأمر والموسرين من الأمراء والتجار ورجال الأعمال لتلك الأسر بأموالهم ومشاعرهم، ونشير هنا إلى أن الدعم المعنوي والأدبي كان هو الأغلب والأعمُّ، وهو لا يقلُّ أهمية وقيمة عند ذوي الشهداء عن الدعم المادي، فحاجة تلك الأسر لتعاطف الجيران والأقارب والأصدقاء المتعاملين مع أبنائها وبناتها من معلمين ومعلمات ... وغيرهم، لم يكن أقل من حاجتهم إلى الدعم المادي، بل إن لفتةً إنسانية كالتي قامت بها إحدى المعلمات - وتدعى: (منيرة الحمد آل مبارك) - التي تعهَّدت بأن تهدي درعاً خاصاً لأسرة كل شهيد، تعبيراً عن مؤازرتها لتلك الأسرة، وتقديراً لما قدّمه شهيدها من تضحية، قد يوازي في أثره المعنوي والنفسي ألوف، بل ربما ملايين الريالات التي يمكن أن تُقدَّم لتلك الأسرة كدعم مادي. وإذا كانت هذه المعلِّمة قد ابتدعت أسلوباً خاصاً للتعبير عن مشاعرها تجاه أسر الشهداء، فإن غيرها من المواطنين والمواطنات قد اتبعوا أساليب ووسائل أخرى، كإقامة الحفلات الخاصة، وتقديم الهدايا، واصطحاب أبناء الشهداء في الرحلات للترويح عنهم، وتكرار الزيارات الودية، ودعوتهم للزيارة ... إلى غير ذلك من الأساليب التي عكست متانة العلاقات الاجتماعية وقوة الصلات الحميمية التي تربط بين أباء الشعب السعودي الأصيل.
ثانياً: دور المؤسسات الحكومية في رعاية شهداء الواجب
أعلنت الحكومة السعودية - منذ الأيام الأولى للمواجهات - عن دعمها التام لأسر الشهداء، وتعهُّدها برعايتهم في جميع المجالات: النفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية، وذلك من خلال مؤسسات الدولة المختصة؛ وانطلقت المؤسسات الحكومية تؤدي دورها في رعاية أسر الشهداء بعزم وإخلاص ومثابرة. وسوف نستعرض فيما يلي نماذج من المؤسسات الحكومية التي تولَّت هذا الأمر، مسلِّطين الضوء على مجالات الرعاية وأساليب تنفيذها.


1 . دور مجلس الوزراء
يجمع مجلس الوزراء في المملكة بين الصفتين التنظيمية والتنفيذية، فهو الجهة العليا المخوَّلة بإصدار الأنظمة الخاصة بتنظيم أوجه الحياة المختلفة، وهو الجهة المسؤولة عن تنفيذ سياسة الدولة في الداخل، وفقاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله)؛ ولذلك فمن الطبيعي أن يكون المجلس هو المؤسسة الحكومية الأولى التي تعنى برعاية الشهداء وأسرهم، وأن يتخذ من القرارات الفورية والعاجلة، ما يشعر تلك الأسر بتقدير الدولة لشهدائهم وتعهدها برعاية أهليهم وذويهم، فتخفف من أحزانهم على فراق أحبائهم، وتطمئنهم على مستقبل أبنائهم.
وكان أبرز قرارات مجلس الوزراء بشأن تكريم الشهداء ورعاية أسرهم، ما صدر عن جلسته رقم (أ/111) بتاريخ (5/5/1424هـ) من قائمة الاستحقاقات الإضافية الخاصة بشهداء الواجب، وهي:
1) ترقية الذين استشهدوا أثناء أدائهم الواجب إلى الرتبة التي تلي رتبهم مباشرة، ومنحهم راتباً يعادل أقصى راتب درجة الرتبة المرقون إليها(11). بالإضافة إلى البدلات والعلاوات التي كانوا قد يتقاضونها، كما لو كان الشهيد على رأس العمل.
2) منحهم «وسام الملك عبدالعزيز» من الدرجة الثالثة(12).
3) تعيين أحد أبناء الشهيد بوظيفة والده وفقاً للمتطلبات النظامية(13).
4) مساعدة أسرته - بصفة عاجلة - بمبلغ (100000) مئة ألف ريال.
5) مساعدة أسرته في تأمين السكن المناسب في المنطقة التي يرغبون فيها، وذلك بمبلغ (500،000) خمسمئة ألف ريال.
6) منح كلٍّ من والد ووالدة الشهيد مرتباً شهرياً قدره (3000) ثلاثة آلاف ريال، إذا ثبت شرعاً أنه عائلهم.
7) حصر الديون المستحقة للغير على كل شهيد، وتوثيق ذلك - من خلال المحكمة الشرعية - لتسديدها عنه، على ألاّ يتجاوز الدين (500،000) خمسمئة ألف ريال كحد أقصى عن كل شهيد.
2 . دور مجلس الشورى "نظام شهيد" لتعزيز روح الانتماء والولاء لهذا الوطن والترابط بين الحاكم والمجتمع وإغلاق أبواب الفتنة وتشجيع روح التضحية وبذل النفس والاستبسال في سبيل حفظ أمن الوطن وحماية مقدساته وحفظ مكتسباته ورد عدوان المجرمين ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى غياب نظام شامل متكامل يغطي هذا الموضوع حالياً في المملكة العربية السعودية، قدم مشروع لحفظ حقوق الشهداء وتأمين الرعاية اللازمة لذويهم من بعدهم وخلافتهم في أهلهم بخير فان رسول الله صل الله عليه وسلم قال: (من جهز غازياً فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا) وتعجيل إبراء ذمة الشهيد ففي الحديث ( يغفر له إلا الدين) وأيضاً يستهدف نظام شهيد توحيد مزايا وحقوق الشهداء وتسهيل إجراءاتهم وإزالة الفوارق والاختلافات في آلية صرف مستحقاتهم وتسهيل تقديم الخدمات المطلوبة لهم.قام مجلس الشورى المؤقر لعدم وجود نظام خاص لفئة الشهداء ومن في حكمهم، "نظام شهيد" يقربالعديد من المزايا التي تمنح لما يسمى بشهداء الواجب في المملكة العربية السعودية ومن في حكمهم، حيث يمنح وسامًا حسب ما تحدده اللائحة، ويصرف لأسرته مليون ريال بعد انتهاء الإجراءات اللازمة لتحسين الوضع المعيشي وتسديد التزاماتهم، ويرقى للرتبة / المرتبة التي تلي رتبته / مرتبته مباشرة .
ويمنح راتبًا يعادل أقصى راتب الدرجة المرقى إليها بالإضافة إلى البدلات والعلاوات التي كان يتقاضاها كما لو كان الشهيد على رأس العمل.
ويتم تعيين فوري لأحد أبناء الشهيد بوظيفة والده وفق المتطلبات النظامية، وإسقاط جميع ما عليه من ديون وعهد حكومية، وإسقاط ديونه في البنوك المحلية وذلك ضمن برامجها في المسؤولية الاجتماعية وتقديرها لشهداء الوطن، وصرف راتب شهري لوالديه بمبلغ خمسة آلاف ريال شهريًا.
التوظيف لأسرة الشهيد
يستثنى أفراد أسرة الشهيد في التوظيف من أسلوب شغل الوظيفة (المدنية أو العسكرية) من شروط شغلها، وتوظف زوجات الشهيد وأبناؤه وبناته بصرف النظر عن عددهم أو وقت تقدمهم للوظيفة، وإذا كان الشهيد غير متزوج أو كان أولاده قصرًا أو لم يكن له أولاد فيوظف ما لا يزيد على اثنين من إخوته وأخواته وذلك دون إخلال بحق القصر في التوظيف عند بلوغهم السن النظامية.
ويقبل جميع من تقدم من أفراد أسرة الشهيد إلى الجامعات والكليات العسكرية والكليات المهنية ومعاهد التدريب، وتكون لهم الأولوية في الابتعاث الداخلي والخارجي وذلك بالحد الأدنى من الشروط.
فيما يحق لكل فرد من أسرة الشهيد فرص النقل داخل الأجهزة الحكومية، ترسل إدارة رعاية أسر الشهداء طلبات التوظيف إلى وزارة الخدمة المدنية بعد استيفاء الضوابط والشروط، على أن تتولى وزارة الخدمة المدنية إنهاء إجراءات طلبات التوظيف في الوظائف المدنية التي تردها من تلك الجهة وفقًا للضوابط التي تحددها اللائحة.
تأمين السكن المناسب
يسمح لأسر الشهداء بالبقاء في المساكن الحكومية أو لمن استأجرت لهم قطاعاتهم مساكن وذلك حتى يتم تأمين السكن المناسب لهم، تمنح أسرة الشهيد الأولوية في الحصول على برامج الدعم السكاني في المنطقة المناسبة لهم، وإن سبق للشهيد الاقتراض من صندوق التنمية العقارية أو حصل على برامج دعم سكانية فيتم إعفاؤه. والذين يرغبون السكن على حسابهم الخاص أو في أملاكهم يصرف لهم مبلغ مقطوع قدره خمسمئة ألف ريال.
استحقاقات المصابين
ويستحق من يصاب في الواجب الوطني بأي إصابة سواء كانت صغيرة أو كبيرة أو عجزًا جزئيا أو كليًا و كذلك شهداء الواجب ومن في حكمهم ما يلي: تأمين العلاج الطبي، منح بطاقة تعريفية للمصاب وأسرة الشهيد للتعريف بهم ومنح تسهيلات لهم بالتنسيق مع القطاعات الحكومية والخاصة، تخفيض على وسائل المواصلات، ترقيته للرتبة التي تلي رتبته، صرف مبلغ مالي عاجل و قدره ثلاثمئة ألف ريال، يمنح نوط الشجاعة، يكلف بما يناسبه من عمل وينقل للمكان الذي يرغبه.
من في حكم الشهداء
يكون في حكم شهداء الواجب المواطنون والمقيمون الذين يقتلون أثناء مواجهات رجال الأمن مع الجماعات الإرهابية، وضحايا الجماعات الإرهابية والمتوفون أثناء أدائهم لمهام رسمية، ويكون في حكم مصابي الواجب المواطنون والمقيمون الذين يصابون أثناء مواجهات رجال الأمن مع الجماعات الإرهابية وضحايا الجماعات الإرهابية والمصابون أثناء أدائهم لمهام رسمية، للوزير أن يحدد أي فئة أخرى تكون من ضمن هذه الفئة.
أن للمقترح دورًا في تعزيز روح الانتماء والولاء لهذا الوطن وتعزيز الترابط بين الحاكم والمجتمع وإغلاق أبواب الفتنة وتشجيع روح التضحية وبذل النفس والاستبسال في سبيل حفظ أمن الوطن وحماية مقدساته وحفظ مكتسباته ورد عدوان المجرمين ومكافحة الإرهاب وحفظ حقوق الشهيد وتأمين الرعاية اللازمة لذويه من بعده وخلافته في أهله بخير (من جهز غازيًا فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا وتعجيل إبراء ذمة الشهيد (يغفر له إلا الدين) وتوحيد مزايا وحقوق الشهداء وتسهيل إجراءاتهم وإزالة الفوارق والاختلافات في آلية صرف مستحقاتهم وتسهيل تقديم الخدمات المطلوبة لهم.
النظام المقترح
فيما ينشأ بموجب هذا النظام نظام يسمى نظام شهيد بالمملكة العربية السعودية ويرتبط بمجلس الوزراء، فيما تنشأ إدارة تسمى إدارة رعاية أسر الشهداء ويكون مقرها وزارة الداخلية تعنى بتقديم الخدمات اللازمة وتيسر إجراءات أسر الشهداء ويكون لها مكاتب فرعية في جميع إمارات مناطق المملكة. وعلى الوزارة التنسيق مع القطاعات ذات العلاقة لوضع اللائحة التنفيذية الموضحة لمواد هذا النظام خلال تسعين يومًا من تاريخ نشر هذا النظام، يعمل بهذا النظام بعد تسعين يومًا من تاريخ صدوره، وينشر هذا النظام في الجريدة الرسمية 3.دور وزارة الداخلية
اضطلعت وزارة الداخلية بالجهد الأكبر والنصيب الأوفر في رعاية أسر شهداء الواجب، وذلك لكونها المؤسسة الحكومية ذات الصلة المباشرة بالشهداء وأسرهم؛ والمتابع لما اتّخذته الوزارة من إجراءات في هذا الشأن، يجد فيها من السخاء والشمولية، ومن الإبداع والريادة، ما يستحق الثناء والإشادة بجميع القائمين على تلك الرعاية، بدءاً بولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير (محمد بن نايف بن عبدالعزيز) (يحفظه الله)، الذي شمل أسر الشهداء برعايته الأبوية مع رعايته الرسمية، فجاءت قرارات وتوجيهات سموه فيها من حب القائد وإخلاصه ووفائه لرجاله، مالا يقل سخاءً وعطاءً عمّا فيها من دعم معنوي واقتصادي واجتماعي وصحي وتعليمي لأسر الشهيد وذويه.
وعلى يتابع بنفسه شخصيا كافة الإجراءات المتعلقة بشؤون أسر الشهداء داخل أقسام الوزارة، كما تطوّع بالإشراف على بعض الِّلجان الأهلية الخاصة برعاية أسر الشهداء،
وانتقل حماس القادة إلى مرؤوسيهم، فتفانى ضباط وأفراد الإدارات المعنية بشؤون أسر الشهداء بالوزارة في خدمة تلك الأسر، وخصوصاً إدارتي العلاقات العامة والإعلام، وإدارة الشؤون العسكرية، حيث تتولّى الأولى الإشراف على الأنشطة الخاصة التي تقوم بها الوزارة في مجال رعاية أسر الشهداء أثناء المناسبات الدينية والوطنية، كموسم الحج ومهرجان الجنادرية ... وغيرهما(14). فيما تتولى الإدارة الثانية إنجاز معاملات أسر الشهداء عبر مكتب (رعاية أسر الشهداء)، الذي خصصته الوزارة للقيام بإنهاء المعاملات الخاصة بأسر الشهداء لدى الجهات المختصة، فضلاً عن متابعته المستمرة لتلك الأسر وتقديم كل ما تيسَّر له من مساعدات تسهم في التخفيف من أعبائهم.
وقد تعددت مجالات الرعاية التي تقدِّمها الوزارة لأسر شهداء الواجب لتشمل:
أ - الرعاية النفسية: وتم تقديمها من خلال عدّة إجراءات، منها:
(1) قيام سمو ولي العهد وزير الداخلية صاحب السموالملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز (يحفظه الله) بتعزية أسر الشهداء، وذلك بالحضور الشخصي أو بتفويض من ينوب عنهما في مختلف المناطق.
(2) تكفُّل الوزارة بنقل أسر الشهداء إلى أي مكان داخل المملكة للصلاة على شهدائهم ودفنهم حيثما أرادوا، وتحمُّل نفقات النقل والإقامة، وذلك للتخفيف من أعبائهم النفسية والمادية.
(3) قيام الوزارة بإخراج صدقات عن شهداء الواجب، واستعانتها بأهالي الشهداء للمشاركة في توزيعها، الأمر الذي يرفع عن كاهل الأسر القيام بهذا الأمر، ويحقق رغبتهم في أن يكون لشهدائهم صدقة جارية يثابون عليها بعد مفارقة الحياة الدنيا، فلا ينقطع عملهم منها.
(4) استضافة الوزارة الراغبين في تأدية فريضة الحج من أسر الشهداء ممن لم يسبق لهم الحج، سواءً عن شهدائهم أو عن أنفسهم، وتحمُّل كافة النفقات الخاصة بذلك. وقد بدأت الوزارة هذا الإجراء منذ العام 1425هـ ومازالت مستمرة في تقديمه.
(5) منح عضوية نادي ضباط قوى الأمن لأبناء الشهداء، مع الحرص على أن يُشار في بطاقة العضوية إلى أن حاملها من أبناء الشهداء، باعتبار أن الشهادة في سبيل الله هي إحدى المناقب العظيمة لوالده، وأن الدولة تعتز وتفتخر بهم لكونهم أشبال لأولئك الأسود الأبطال الذين ضحّوا بأنفسهم في سبيل الله ثم الوطن؛ ولاشك أن هذا الإجراء وما يشبهه يُشعر أبناء الشهداء بقدر وأهمية ما قام به آباؤهم، وبتقدير الدولة لهم، مما يجعل أنفسهم تتوق إلى السير على طريق العزة والرجولة والشهامة والكرامة الذي سار عليهم آباؤهم، وأن يتخذوا من آبائهم وإخوانهم ممن سبقوهم إلى الشهادة قدوة وأسوة؛ وكلما كثرت هذه النماذج في المجتمع وتزايد عددها، كلما شعر المجتمع بالأمن والاطمئنان على يومه وغده.
(6) إعداد الحملات الإعلامية لتعريف المجتمع بأسر الشهداء، وتوفير البيئة المناسبة للتواصل معهم، حيث تقوم الوزارة - عبر الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالأمن العام - بطباعة آلاف النشرات والكتيبات و (البروشورات) واللوحات المعبرة التي تبرز تضحيات الشهداء وتوزعها على المواطنين في مختلف المناسبات الوطنية والمؤتمرات والندوات الرسمية وأسابيع التوعية؛ فضلاً عن وضع لوحة شرف تكريمية بأسماء وصور شهداء الواجب على جنبات مداخل الأجهزة والإدارات الأمنية ومقرات الشرطة في مختلف مناطق المملكة، وذلك للتذكير بتلك التضحيات المشرِّفة للشهداء وأسرهم. ومما أبدعته الإدارة في هذا المجال أنها قامت بتجهيز حافلة خاصة بأبناء شهداء الواجب لتجوب بهم جميع مناطق المملكة ليتعرَّف عليهم المواطنون ويخلدوا بطولات آبائهم الشهداء، وقد شاركت هذه الحافلة في العديد من المناسبات الوطنية والشعبية - كمهرجان الجنادرية، وأسابيع المرور، وحفلات التخرج في المدارس والمعاهد والكليات - وقد نالت هذه الفكرة استحسان المسؤولين والأهالي، وحققت الأهداف المرجوة منها.
ب - الرعاية الاجتماعية والاقتصادية: وتم تقديمها عبر عدّة إجراءات، منها:
(1) تعيين وترسيم ونقل عدد من ذوي أسر الشهداء في الوزارات والقطاعات الحكومية الأخرى.
(2) تعيين ونقل عدد من أبناء وأشقاء الشهيد في القطاعات العسكرية.
(3) تعيين عدد من ذوي الشهداء في وظائف مدنية عن طريق وزارة الخدمة المدنية.
(4) الرفع للمقام السامي حيال إعطاء أسر الشهداء الأولوية بالتقديم على صندوق التنمية العقارية، إضافةً إلى إعفاء أسر الشهداء ممن سبق لهم الاقتراض من صندوق التنمية العقارية.
(5) تأمين سيارة لأسرة الشهيد حسب حاجتها وحالها.
ج - الرعاية الصحية: وتم تقديمها عبر مجموعة من الإجراءات، منها:
(1) علاج عدد من أبناء ووالديّ وزوجات الشهيد (داخل المملكة وخارجها) على حساب وزارة الداخلية.
(2) صرف بطاقات خاصة لأسر الشهداء في مستشفى قوى الأمن والمراكز الصحية التابعة لوزارة الداخلية، ووضع برنامج خاص لتسهيل إنهاء إجراءاتهم.
(3) علاج أسر الشهداء في (مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية) (4) علاج أسر الشهداء في (مستشفى الملك فيصل التخصصي)، وكذلك (مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون) على حساب وزارة الداخلية.
د - الرعاية التعليمية : وتم تقديمها عبر مجموعة من الإجراءات، منها:
(1) مساعدة أبناء وأشقاء الشهيد في القبول بالجامعات والكليات، والمعاهد العلمية والصحية.
(2) تعليم عدد من أبناء الشهداء في مدارس أهلية على حساب وزارة الداخلية.
(3) ابتعاث بعض أبناء أسر الشهداء للدراسة في الخارج على حساب وزارة الداخلية.
3 . دور وزارة الإعلام:
لم يعد أحد يجهل دور وسائل الإعلام الجماهيرية في تكوين الرأي العام - السلبي أو الإيجابي - تجاه قضايا المجتمع، وقدرتها الكبيرة على تطويره وتوجيهه لصالح أو ضد هذه القضايا، ومن ثم فلا تصدر خطط الدولة الاستراتيجية في شأن من شؤونها الداخلية أو الخارجية، إلاّ ويكون للإعلام فيها حضور فاعل ومؤثر.
ومن تابع وسائل الإعلام الجماهيرية السعودية (تلفاز، وإذاعة، وصحافة) على مدى سنوات الأحداث الست الماضية، وتفقّد دورها في رعاية أسر شهداء الواجب، يلاحظ الاهتمام الكبير والمواكبة المستمرة والتغطية الشاملة والمكثفة لكل ما يتعلق بهذا الموضوع من أخبار وأحداث وتطورات، الأمر الذي جعل المجتمع على علم ووعي تامين بشؤون تلك الأسر، فضلاً عن معرفتهم بشهداء الواجب وبتضحيتهم الغالية، فقد كان قيام تلك الوسائل باستعراض السيرة الذاتية لكل شهيد فور استشهاده، والتقاء أفراد أسرته، والتحاور معهم بشأن ما كان يشغله قبل استشهاده من طموحات وتطلعات، ورصد مشاعرهم عند علمهم بخبر الاستشهاد، وبثِّ هذه اللقاءات في محطات الإذاعة والتلفاز عبر برامج خاصة. ونشر صورهم وأحاديثهم في الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية والدوريات الشهرية ... كل ذلك أوجد وعياً جماهيرياً كبيراً بأولئك الشهداء وأسرهم، ولفت أنظار المجتمع بأسره إلى ضرورة تكريمهم ورعايتهم والتخفيف من آلامهم وأحزانهم على فقدان أحبائهم.
وقد بادرت (صحيفة الرياض) - وهي إحدى الصحف الوطنية المملوكة للدولة - إلى اتخاذ خطوة رائدة في هذا الشأن، حيث طرحت - عبر استطلاع للرأي - فكرة مشروع وطني عام يهدف إلى تأسيس جمعية أو لجنة على مستوى الدولة، تتولى متابعة أوضاع أسر الشهداء، وتلمس احتياجاتهم ومطالبهم، ودراسة أحوالهم والرفع عنها؛ على أن يتم ذلك بجهود عدد من المختصين في العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية، ومن رجال وسيدات الأعمال، ومن مسؤولين في كافة مرافق الدولة. والتقت الصحيفة عدداً من المهتمين والمختصين ليطرحوا آرائهم وتصوراتهم ويضعوا الخطوط الرئيسة لتحويل فكرة اللجنة إلى واقع ملموس لتقدّم خدماتها لأسر الشهداء، وأبدي الضيوف العديد من الآراء السديدة والتصورات المفيدة في هذا الشأن، وقامت الصحيفة بنشرها كاملة على صدر صفحاتها.
ثالثاً: دور المؤسسات الأهلية في رعاية أسر شهداء الواجب
تجدر الإشارة إلى أن المؤسسات الأهلية في المملكة على نوعين: النوع الأول: هو المؤسسات الأهلية الخيرية، أما النوع الثاني: فهو المؤسسات الأهلية التجارية، وقد كان لكلا النوعين دوراً بارزاً في رعاية أسر شهداء الواجب، كما سيتضح لنا فيما يلي:
1 . دور المؤسسات الأهلية الخيرية:
تنتشر المؤسسات الخيرية في ربوع المملكة، وتضطلع بمهام اجتماعية واقتصادية وإنسانية ودعوية عديدة، تهدف إلى تنمية المجتمع والقضاء على ما يواجه بعض فئاته من مشاكل، كالجهل والفقر والبطالة والمرض وانتشار حالات الطلاق وارتفاع نسبة العنوسة .. إلى غير ذلك من المشاكل التي لا يخلو منها مجتمع. ونظراً للأهداف النبيلة التي تسعى هذه المؤسسات إلى تحقيقها، فإنها تلقى الدعم الأدبي والمادي من قِبل الدولة لتواصل رسالتها وتتابع مسيرتها في خدمة المجتمع. وكان من الطبيعي والمتوقَّع ألاّ تغيب هذه المؤسسات عن الحضور والتواجد الفاعل والمؤثر في مسألة ذات أبعاد دينية وإنسانية ووطنية واجتماعية كرعاية أسر الشهداء وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم. وسنعرض فيما يلي نماذج مشرفة - أداءً وإنجازاً - لتلك المؤسسات:
النموذج الأول: (ملتقى نساء أسر آل سعود) بالرياض:
وهو ملتقى أسري نسائي، تترأسه صاحبة السمو الملكي الأميرة (صيتة بنت عبدالعزيز)، ويضمُّ في عضويته مجموعة من سيدات المجتمع من الأسرة السعودية المالكة، وللملتقى أنشطة اجتماعية وثقافية وخيرية متعددة، ومن أبرز أنشطته الخيرية: مساعدة المحتاجين، والاعتناء بجوانب الإغاثة، ومساعدة ضحايا السيول، والإسهام في حفر الآبار في المناطق النائية ... إلى غيرذلك من الأعمال الخيرية التي يحتاج إليها المجتمع(22). وقد بدأ هذا الملتقي نشاطه في رعاية أسر الشهداء منذ بداية المواجهات وسقوط الشهداء، حيث بادر إلى تكوين لجنة خاصة تنبثق عن الملتقى، تحت اسم: (لجنة رعاية أسر الشهداء)، ترأَّستها صاحبة السمو الملكي الأميرة (ريما بنت سلطان بن عبدالعزيز)، وقامت اللجنة - على مدى السنوات الماضية - بتفقد أسر الشهداء، والسؤال عن أحوالهم، وتلبية احتياجاتهم، والاتصال بهم لمعايدتهم. وقد أشرنا - عند حديثنا عن دور الأفراد في رعاية أسر الشهداء - إلى حرص رئيسة اللجنة، الأميرة (ريما بنت سلطان) على إرسال (عيدية) في كل عيد إلى أسرة كل شهيد، مرفقة بخطاب رقيق يشتمل على تهنئة بالعيد، وعرفان وتقدير لما قدّمه شهيد الأسرة من تضحية في سبيل دينه ثم وطنه، الأمر الذي كان يترك أثراً نفسياً إيجابياً على أفراد تلك الأسرة، ويشعرهم بتقدير المجتمع لهم وتواجده الدائم إلى جوارهم.
النموذج الثاني: (اللجنة النسائية لرعاية أسر الشهداء) بالقصيم:
وهو نموذج من أبرز النماذج الأهلية العاملة في هذا المجال، وقد تأسست هذه اللجنة بقرار من أمير منطقة القصيم، صاحب السمو الملكي الأمير (فيصل بن بندر بن عبدالعزيز)، لرعاية أسر شهداء الواجب بمنطقة القصيم، وتترأس اللجنة حرم أمير منطقة القصيم صاحبة السمو الملكي (الأميرة نورة بنت محمد آل سعود)، وتتكون من عشرين عضوة، تقمن برعاية إحدى وعشرين أسرة هم مجموع أسر شهداء المنطقة. وترتبط اللجنة بوزارة الداخلية، حيث تلقى متابعة خاصة من مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، صاحب السمو الملكي الأمير (محمد بن نايف ابن عبدالعزيز). وتقوم هذه اللجنة بجمع التبرعات من الموسرين ورجال الأعمال لحساب أسر الشهداء ورعايتهم من كافة الجوانب الإنسانية: النفسية والاجتماعية والتربوية والتعليمية والصحية، حيث تتضمن قائمة الأهداف المعلنة للجنة مايلي:
- مشاركة أسر الشهداء في مناسباتهم المختلفة. - تلمُّس احتياجات أسر الشهداء ورفعها
- تقديم الرعاية النفسية والصحية والاجتماعية والتثقيفية والبيئية لأسر الشهداء.
- اتخاذ ما يلزم نحو تسهيل المعاملات الخاصة بأسر الشهداء أمام الدوائر المختلفة وإنهائها.
- متابعة أبناء الشهداء في مدارسهم للوقوف على مستواهم الدراسي، واتخاذ ما يلزم من ناحية إلحاقهم بدروس التقوية لتحسين مستواهم تعليمياً.
- العمل على إيجاد عمل لزوجات الشهداء وأبنائهم وبناتهم، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
- تقديم الرعاية الصحية لأسر الشهداء، من خلال التنسيق لإجراء الكشف والفحوصات الطبية ومتابعتهم بالمستشفيات.
- إعداد البرامج الترفيهية لأبناء أسر الشهداء، وبخاصة في مناسبة الأعياد. –
الرعاية النفسية: عبر متخصصين ومتخصصات في مجال علم النفس والاجتماع، في جو من السريّة التامة حفاظاً على مشاعرهم.
الرعاية الاجتماعية: الاهتمام بتوفير وتوزيع المواد الغذائية على الأسر ، وتوزيع الملابس والأغطية لأبناء الشهداء، وتوزيع مساعدات مادية وعينية بمناسبة شهر رمضان،
وتقديم الهدايا لزوجات وبنات وأمهات الشهداء في المناسبات المختلفة.
وتوزيع (العيديات) المقدمة من (ملتقى نساء آل سعود) في الأعياد على زوجات وأسر الشهداء.
الرعاية الاقتصادية: متابعة الأوضاع المالية لأسر الشهداء، ومتابعة تسهيل صرف مستحقاتهم المالية من الجهات المعنية،
وترميم منازل أسر الشهداء التي عند الحاجة إلى ذلك، و والسَّيق مع الجهات المعنية لتوظيف المؤهلات من زوجات وشقيقات الشهداء، والتسهَّيل لبعض أفراد الأسر من الموظفين والموظفات النقل الوظيفي من مكان العمل البعيد عن مكان إقامة الأسرة إلى أقرب مكان منها.
في مجال الرعاية الصحية: متابعة صحية لبعض أفراد أسر الشهداء، ومصاحبتهم في المراجعات، والتنسق لهم بالمواعيد إلحاق وتحويل بعض أبناء وبنات الشهداء إلى المدارس الأهلية، ومتابعتهم دراسياً ونفسياً وصحياً، والحاق من أبناء الشهداء دون سن المدرسة بالروضات، والتوزيع على المحتاجين منهم الحقائب المدرسية والأثواب والمريول والكسوة، والعمل على احياءالملتقى الوطني الخاص بأسر الشهداء (وطن يكرِّم شهيد)،
الذي يقام سنويا في الفترة من 20 - 22 من ذي القعدة 18 ـــ 20 نوفمبر وشعاره:
(هم للوطن ... ونحن لهم)،
تقوم برعايته صاحبة سمو الملكي الأميرة ، ويحضره عدد كبير من المسؤولين والأمراء والأميرات ورجال الأعمال وغيرهم من المهتمين بهذا الشأن، ليحتفلوا بجميع أسر الشهداء التي تتوافد من جميع مناطق المملكة، لتلقى من الحضور الحفاوة والتقدير والافتخار بشهدائهم الذين افتدوا الدين والوطن بأرواحهم، فاستحقوا الإكبار والتكريم،
واستحق أبناؤهم الرعاية والعناية من المجتمع
وهناك لجان ومؤسسات متميزة في مجال رعاية أسر الشهداء،
: مؤسسة الأميرة (العنــود):مؤسسة سمو الأميرة (العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود) الخيرية هي إحدى المؤسسات الأهلية النشطة في مجال العمل الخيري، وتؤدي المؤسسة دورها في هذا المجال من خلال البرامج والمراكز والمشاريع الخيرية التوعوية والتثقيفية لخدمة المجتمع، مثل: برامج ذوي الاحتياجات الخاصة، ومراكز الأميرة العنود لخدمة القرآن الكريم في كل من الرياض وحائل، ومشاريع: التدريب المتزامن للأم والطفل، والتدريب المنتظم للتربية الوالدية، ومشروع العمل التطوعي ... وغيرها من المشاريع، ولم يكن لمؤسسة بتلك الخبرة العريضة والإنجازات الكبيرة أن تفوّت على نفسها فرصة المشاركة في مشروع اجتماعي وطني إنساني خيري، يتعلق بفئة عزيرة غالية على المجتمع كله وهم أسر الشهداء؛ فقامت الجمعية - بتوجيه من صاحبة السمو الملكي الأميرة (لطيفة بنت فهد بن عبدالعزيز) رئيسة المجلس النسائي، وصاحبة السمو الملكي الأميرة (ريما بنت سلطان بن عبدالعزيز) عضو المجلس النسائي - بتبني برنامج خاص لرعاية أسر شهداء الواجب في منطقة الرياض، يهدف إلى تقديم خدمات العناية الدينية والثقافية والنفسية والاجتماعية لتلك الأسر؛
1 . دور المؤسسات الأهلية التجارية أشرنا في أكثر من موضع من هذه الدراسة إلى أن المجتمع السعودي مجتمع إسلامي الهوية والهوى، ومن ثم فإن الثقافة الشرعية هي المكوِّن الرئيس لأفكار الناس وقناعاتهم وسلوكياتهم، فضلاً عن عقائدهم وعباداتهم ومعاملاتهم؛ وقد انعكس هذا المكوِّن بشكل واضح في حرص المجتمع على رعاية أسر الشهداء ومؤازرتهم ودعمهم مادياً ومعنوياً ليتجاوزوا محنة فقدان الزوج والأب والأخ والابن، بما لهم من مكانة في قلوب أهليهم، وبما كانوا يؤدونه من مهام تربوية واجتماعية جسيمة، وبما كانوا يوفِّرونه لأسرهم من اطمئنان نفسي وأمان معنوي.
وقد تبيَّن لنا أثر الإسلام في جهود الأفراد والمؤسسات الحكومية، وكذلك المؤسسات الأهلية الخيرية، في مجال رعاية شهداء الواجب، وهو أمر طبيعي، على اعتبار أن دستور المملكة هو كتاب الله تعالى وسنة نبيِّه (صلى الله عليه وسلم)، وسوف نجد التأثير نفسه عندما نستعرض جهود المؤسسات الأهلية التجارية في تلك الرعاية، وقد نوَّهنا إلى هذا الأمر، لما قد يغلب على ظنّ البعض من أن تلك المؤسسات غير معنية سوى بالبحث عن الربح المادي فقط، وأنها لا تعبأ بهموم المجتمع ومشاكل بعض فئاته، وليس لها دور ملموس في العمل الاجتماعي، خصوصاً إذا تطلب إنفاقاً مالياً كبيراً، والحقُّ أن كثيراً من المؤسسات التجارية السعودية قد خالفت هذا الظن وشاركت مشاركة فاعلة وسخيّة في رعاية أسر شهداء الواجب بالمملكة، حيث يقوم بعضها بدعم المؤسسات الأهلية الخيرية دعماً مالياً وعينياً، وقد أشرنا آنفاً إلى مشاركة العديد منها في ملتقى (وطن يكرّم شهيد) بالقصيم؛ ويقوم البعض الآخربتقديم خدماته إلى أسر الشهداء بشكل مباشر، فعلى سبيل المثال: قام بعض أصحاب المدارس الأهلية بتقديم منح دراسية لأبناء الشهداء في جميع المراحل؛ وقام بعض أصحاب المستوصفات الخاصة بتقديم منح طبية علاجية مدى الحياة لأسر الشهداء. فيما قامت بعض المؤسسات الخاصة بتجارة السلع الغذائية بتقديم تخفيضات خاصة لأسر الشهداء، غير أن الواقع أبرز نماذج مثالية في هذا الشأن، سواء في حجم الرعاية المقدَّمة، أو في نوعيتها ومجالاتها، أو في تنظيمها والتخطيط لها، وذلك ما سنجده بوضوح في النموذج التالي من المؤسسات التجارية.
كثير من المؤسسات التجارية شاركت في رعاية أسر الشهداء، وهناك نماذج يحتذى بها في ذلك: توفّربرامج للمستفيدين بها كل عوامل الحياة الكريمة، من: تعليم وصحة ووظيفة وخدمات متنوعة. وتتتضمن هذه البرامج :
أولاً: برنامج الرعاية التعليمية: ويشتمل على مرحلتين:
أولاهما: مرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي، وفيها يحصل أبناء الشهداء وبناتهم على مقاعد دراسية مجانية في مدارس خاصة ومتميزة، حيث يتم إلحاقهم بها بنين وبنات، هذا بالنسبة لأبناء وبنات الشهداء ، أما من هم من خارجها، فيُلحقون بالمدارس التي يختارها البرنامج، أو يخيارها الطلاب بمناطق اقامتهم .
ثانيتهما: مرحلة تعليم ما بعد الثانوية العامة، ولهذه المرحلة مساران:
1. مسار الدبلوم: ويتم من خلاله توفير مقاعد - كمنح مجانية لمن يرغب من أبناء وبنات الشهداء في الالتحاق بالتعليم الصحي - التي تغطي مختلف مناطق ومحافظات المملكة، سواء رغب الطالب الدراسة في فرع الأكاديمية بمنطقته أو أية منطقة أخري.
2. مسار البكالوريوس والتعليم العالي: حيث يوفّر البرنامج لأبناء وبنات الشهداء مقاعد في مختلف الجامعات الخاصة بمختلف مناطق المملكة؛ أما التعليم العالي والابتعاث؛ فينقسم إلى ابتعاث داخلي وخارجي، وفيه يحصل الراغبون من الطلاب والطالبات المستوفون للشروط على تكاليف دراستهم كاملة، مع متابعتهم أثناء الدراسة؛ كما يوفّر البرنامج ابتعاثاً خاصاً للمتميزين والمتفوقين من أبناء وبنات الشهداء.
3. ويوفَّر البرنامج لزوجات وبنات وأخوات الشهداء دورات تعليمية وتدريسية، يتم تقديمها عبر المعهد التخصصي للعلوم التقنية بفروعه المختلفة في بعض مناطق المملكة؛ وتتنوّع فترات الدراسة فيه بين الدبلوم والدورات القصيرة، كما تتنوع التخصصات لتشمل: العلوم المكتبية وعلوم الحاسب الآلي، والمحاسبة، والإدارة، والفنون النسوية، وفنون التجميل ... وغيرها.
ثانياً: برنامج الرعاية الوظيفية باب التوظيف - للمؤهلين من أبناء وبنات وزوجات الشهداء - في: أكاديميات العلوم الصحية للبنين، وأكاديميات العلوم الصحية للبنات، وفروع المعهد التخصصي للعلوم التقنية، ،
إضافة إلى تلك الوظائف المتخصصة للمؤهلين، هناك وظائف مساعدة لغير المؤهلين، بجانب منحهم أولوية في الترقيات والحوافز والدورات التدريبية التي تساعد في تطويرهم وتأهيلهم.
ثالثاً: برنامج الرعاية الصحية ويتم تنفيذ هذا البرنامج أنشطة صحية، من بينها: المركز التخصصي في كل من الرياض وجدة والمنطقة الشرقية. كما يوفّر البرنامج الرعاية الصحية والضمان الصحي لأبناء الشهداء وبناتهم وأسرهم بالعلاج المباشر والتأمين الصحي عبر أبرز وأهم شركات التأمين وأكثرها ثقة ومصداقية بالمملكة
خاتمــــة
مما استعرضناه آنفاً، يتبيَّن لنا أن المجتمع السعودي - بكل أفراده ومؤسساته (الحكومية والأهلية) - قد حرص علي رعاية أسر شهدائه في مختلف المجالات، اعترافاً منه وإقراراً بعظم التضحية التي قدّمها الشهداء من أرواحهم ودمائهم، وتعاطفاً وتعاوناً وتكافلاً مع أسرهم التي استوجبت - بما قدمته من فلذات أكبادها فداءً للدين ثم للوطن - ما يجعلها في أعين المجتمع وبؤرة اهتمامه وعنايته، وذلك هو شأن المجتمع المسلم الذي تفخر هذه البلاد بأنها تقدِّم للعالم أجمع النموذج المعاصر الأمثل له . (شهداء الواجب) هو المصطلح الذي أطلق على من استشهد من رجال الأمن أثناء مواجهتهم لعناصر (الفئة الضالة)، دفاعاً عن دينهم ووطنهم وأهليهم وولاة أمرهم. وقد أُضيفت إليهم لفظة ( الواجب) تبياناً لسبب شهادتهم، وأنها كانت لله أولاً ثم بسبب تأديتهم للواجب الذي كلّفهم به ولي الأمر.أصدر خادم الحرمين الشريفين (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) (يرحمه الله) ـــ عندما كان ولياً للعهد ـــ أمره بتسمية عدد من الشوارع الرئيسة في مناطق المملكة بأسماء شهداء الواجب الذين قتلوا في مواجهتهم مع الفئة الضالة، وأن تبدأ التسمية بعبارة: (شهيد الدين ثم الوطن)، وتشمل التسمية ماينتمي إليه كل منهم من المدن أو المحافظات والمراكز في مناطق المملكة. يقع هذا الحي في شرق مدينة الرياض،
كان يسمَّى سابقاً: (حي غرناطة الغربية) ، وقد شهد أعمال عنف وتفجير استشهد فيها بعض رجال الأمن، إضافة إلى بعض المدنيين، وتنفيذاً لأوامره بتكريم أسماء من سقط من الشهداء في مواجهة الإرهاب، خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز بتسمية حي (غرناطة الغربية) بحي (الشهداء)، كما وجّه بتسمية (55) شارعاً من شوارع الحي بأسماء (55) شهيداً ممن أبلغت عنهم وزارة الداخلية
هذا هو ما تنص المادة (20) من الأنظمة العسكرية المعمول بها في المملكة؛ الفقرة (ب) على: «إذا استشهد العسكري بسبب خدمة أُمر بها أثناء قيام الحرب، أو أمر بها أثناء التدريب بالذخيرة الحيّة، أو التدريب الجوي، أو التدريب البحري، أو القيام بمهمات أو تحركات عسكرية، أو نتيجة إصابته بسبب خدمة أُمر بها أثناء مواجهة التنظيمات المسلحة المعادية، أو أثناء إطلاق النار خلال اقتحام أماكن المخربين، أو مطاردة المهربين، فيمنح المستحقون عنه معاشاً تقاعدياً يعادل أقصى راتب مربوط الرتبة التي تعلو رتبته». انظر: (تطور أنظمة الخدمة العسكرية في المملكة العربية السعودية مع مجموعة الأنظمة العسكرية) (3) أجزاء، إعداد وتوثيق: اللواء الركن. د (م)/ يوسف بن إبراهيم السلوم، مطابع القوات الجوبة، الطبعة الخامسة، 1421هـ/2000م، (3/203 - 204)، .
واضح أن نص المادة في أنظمة الخدمة لا يتضمن: «إضافة البدلات والعلاوات التي كانوا يتقاضونها، كما لو كان الشهيد على رأس العمل»،
وهي أول امتياز تكريمي لشهداء الواجب.
القرار رقم : أ /66بتاريخ26 /4/1430هجرية بصرف مبالغ ماليه لابناء الشهداء والمصابين في حرب تحرير الكويت وكان الامر كاالاتي:
اولاً /يكرم جميع الشهداء والمصابين العسكريين والمدنيين في حرب تحرير الكويت بمنح أسرة كل شهيد ومنح كل مصاب قطعة أرض سكنية داخل النطاق العمراني في المنطقة التي يرغبون فيها بمساحة 30 × 30 م .
ثانياً /يكرم الشهداء من العسكريين والمدنيين في حرب تحرير الكويت بمنح ورثة كل منهم مبلغاً مالياً قدرة (500.000) خمسمائة ألف ريال يوزع بينهم بالتساوي
ثالثاً /منح جميع الشهداء والمصابين العسكريين في حرب تحرير الكويت نوط الشرف ، ومنح جميع الشهداء والمصابين المدنيين في الحرب المذكورة نوط المعركة .
رابعاً /يكرم المصابون من العسكريين والمدنيين الذين شاركوا في حرب تحرير الكويت بمنحهم مبالغ مالية وفق الأتي :
أ- إذا كانت نسبة العجز من (90% إلى 100%) بمبلغ مالي قدره ( 500.000 ) ريال .
ب- إذا كانت نسبة العجز من (75% إلى 90%) بمبلغ مالي قدره ( 400.000 ) ريال .
ج- إذا كانت نسبة العجز من (50% إلى 75%) بمبلغ مالي قدره ( 300.000 ) ريال .
د- إذا كانت نسبة العجز من (30% إلى 50%) بمبلغ مالي قدره ( 200.000 ) ريال .
هـ- إذا كانت نسبة العجز أقل من(30%) بمبلغ مالي قدره ( 100.000 ) ريال .
و"نوط المعركة "الذي يتم منحه لكل الشهداء و المصابين من العسكريين المدنيين لمشاركتهم الفعالة في المعركة أستنادا الى نظام الأنواط العسكرية الصادر بالمرسوم الملكي الكريم , رقم م /47وتاريخ 25/8/1407هجرية .
«وسام الملك عبدالعزيز» هو «وسام تقديري، ويمنح تقديراً لمن يؤدي خدمات كبرى للدولة أو لإحدى مؤسساتها، أو يقوم بخدمات أو أعمال ذات قيمة معنوية هامة، أولمن يقدم تضحيات كبيرة»، ويشتمل على خمس درجات هي: الممتازة، والأولى، والثانية، والثالثة، والرابعة، وهو ثالث الأوسمة السعودية في الدرجة؛ حيث يسبقه «قلادة بدر الكبرى» و «قلادة الملك عبدالعزيز» في الدرجة الأولى، ويحملها ملك المملكة العربية السعودية تبعاً لمبايعته والمناداة به ملكاً، ومن ثم لا تمنحان إلاّ للملوك ورؤساء الدول، ثم «وشاح الملك عبدالعزيز» في الدرجة الثانية، ويمنح لأعضاء مجلس الوصاية على العرش أو من في مستواهم، ولأولياء العهد «أمراء الأسر المالكة» ولرؤساء مجالس الوزراء، ولرؤساء الهيئات النيابية، ومن في درجتهم.
أ
أعداد المتعاقد: فهد بن مناحي مهدي العصيمي
أحد المصابين في معركة عاصفة الصحراء
ولمشاركته الفعالة في معركة عاصفة الصحراء بتاريخ 11/01/1411
منح
"نوط المعركة"
الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاسم:	C7sSkzeXQAIhMHG.jpg‏
المشاهدات:	428
الحجم:	40.6 كيلوبايت
الرقم:	6820   اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاسم:	C7roQw7XwAAMS_8.jpg‏
المشاهدات:	432
الحجم:	14.2 كيلوبايت
الرقم:	6821  

___________________________


التعديل الأخير تم بواسطة ApuTURKI ; 20-03-2018 الساعة 12:26 AM سبب آخر: نعم المقدمة والختام
ApuTURKI غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-06-2018, 08:07 PM   #2
ApuTURKI
مقاطع فعال
 
الصورة الرمزية ApuTURKI
 
رقـم العضويــة: 6427
تاريخ التسجيل: Oct 2007
مــكان الإقامـة: رجم ابومرخه شمال شرق حزم الجلاميد
المشـــاركـات: 803
Facebook Twitter

افتراضي

يرفع

___________________________

ApuTURKI غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-02-2019, 07:28 PM   #3
ApuTURKI
مقاطع فعال
 
الصورة الرمزية ApuTURKI
 
رقـم العضويــة: 6427
تاريخ التسجيل: Oct 2007
مــكان الإقامـة: رجم ابومرخه شمال شرق حزم الجلاميد
المشـــاركـات: 803
Facebook Twitter

افتراضي

يرفع

___________________________

ApuTURKI غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:45 PM.