بعد الارتفاعات القياسية التي شهدتها اسواق النفط خلال الثلاث السنوات الاخيرة والتي جعلت الكثير من صناع القرار حول العالم يرون هذه الارتفاعات تهديدا حقيقيا للاقتصاد بدات الدول المستهلكة في حلول عملية فعلا لهذه المشكلة فكل مناشط الحياة اليوم اصبحت تسير بالنفط .

نحن لانشك في مفهوم الوفرة الذي يؤمن فيه الكثير وان البدائل متوفرة ومتاحة فمن انتاج الطاقة بالنفط فقط بات العالم اليوم يستخدم الطاقة النووية لانتاجها وتم استخدام تيارات الهواء لانتاجها كذلك البدائل الكيميائة المستدامة لانتاج الميثانول غير الوسائل الاخرى لاستخراج كاستخراج النفط الصخري وتطور تقنيات استخراج النفط وزيادة الطاقة الانتاجية لبعض الدول ذات الوفرة النفطية خلال الخمس السنوات القادمة كل هذه عوامل مهمة وتلعب دورا مهما وحيويا في تحديد سعر النفط الذي نشاهده اليوم .

الحقيقة الغائبة ان الوضع لا يمكن ان يستمر على ما هو عليه خصوصا خريطة انتاج النفط وحتى مع دخول النفط المعترك السياسي الا ان الجميع يسير باتجاه خفض النفقات لخفض العجز التي تواجهه هذه الدول ، ونحن نعرف ان الدول الكبرى تنفق مالا يقل عن 10% لتوفير الطاقة وسيكون من المجدي لهذه الدول خلق الحلول لتوليدها وخفض هذه النسبة للعب دور اكبر في خفض النفقات .

المهم اليوم هو ان حتمية انخفاض اسعار النفط متوقعة جدا خلال الخمس سنوات القادمة ومن المهم لنا توقع سيناريو الانخفاض هذا وتأثيراته المحتملة على الاقتصاد ، خصوصا مع التوسع الهائل الذي بداته المملكة وحزمة النفقات الهائلة خلال الخمس سنوات الماضية .

فاليوم استطعنا زيادة الناتج المحلي الغير نفطي الى 18% وهذا رقم جيد مع انه لايتناسب وحجم الانفاق لكن نستطيع القول انه عمل جيد واضافه نوعية ومع ذلك سنبقى نواجه مخاطر انخفاض الناتج المحلي بشكل حاد الامر الذي سيقود كثير من المناشط الاقتصادية الى الدخول في حالة الركود لان المشاريع التي تم انشائها ستتطلب ضخ المزيد من الاموال للانفاق عليها للتشغيل وهذا يتطلب اضعاف ما كنا نشغل به هذه المناشط ، كذلك طريقة توليد الناتج لايزال يهدر الكثير من الاموال ، كل هذه ضغوط تهدد اقتصادنا خلال الخمس السنوات القادمة .

وكنت افكر هل فعلا نحتاج الى مراجعة خططنا الاقتصادية ، وهل فعلا نحتاج التحول من الاهداف البسيطة الى الاهداف المنتجة والمفيدة ونستبدل هدف القضاء على الفقر ب الوفرة للجميع ونستبدل استيراد الشركات والافراد الذين في الاصل يعانون من عاهات اقتصادية دائمة في بلادهم والذين لن يضيفون لنا سوى مزيدا من التخلف واساليب جديدة للفساد الاداري والمالي .... وكنت افكر هل نستطيع ان نرى تحول الدولة بكافة قطاعاتها من الاداء الكمي الى الاداء النوعي والتركيز على تقديم المعرفة عبر تنشيط الاف الاكاديمين والاساتذه الجامعين الذين ينظر لهم بمصدر اساسي للمعرفة عبر فتح قنوات ارتقائية علمية شاملة ومبسطة لخدمة الاهداف العامة ،،،

نحن نعرف مثلا ان الفقر حالة ذهنية وليس له علاقة ابدا بالموارد على كافة المستويات ولن يقضي عليه انفاق المال لانه متلازمة لحزمة قناعات فكرية تولدت عبر سلسلة من العوامل الخارجية ، فماذا لو اتجه الاكاديميون مثلا الى توعية الفقراء بالعلة الاساسية ووضع الخطط والبرامج والبحوث لمعرفة الاسباب والعوامل التي اوصلت فقرائنا الى هذه القناعات .

ليتنى ارى تحويل الكنوز العقارية المدفونه تحت ارض الجهل الى قطاعات منتجه ، فالقطاع السياحي اليوم يشهد تدفقات نقدية عالية جدا جدا وللاسف نرى الى اليوم ازمة فنادق وشقق مفروشة مع اننا نسنتطيع تحويل عشرات الاف المنازل الى فنادق فارهه وشقق رائعة عبر تنظيم وسن قوانين تشريعيه فاعله لهذا القطاع الحيوي ونشر توعيه جيدة .

ازمة السكن الخانقة اليوم لا تحتاج الى انفاق مليارات ومليارات الريالات التي لم تؤت ثمارها الى اليوم بل تحتاج تحولا فعليا لمفهوم السكن عند المشرع وعند المستهلك نحتاج زيادة تنظيم القطاع العقاري فقط عبر سن قوانين صارمة وقرارات ايضا نوعية فاخراج العمالة من الاحياء السكنية الى مراكز ايواء ضخمه سيلعب دورا مهما وكذلك تنشيط الاحياء القديمة سيقدم المزيد والمزيد من الدعم .

غلاء الاسعار نحن نحتاج فعلا الى التركيز مجددا على الطاقة الاستيعابية للمواني ، ونحتاج الى مراجعة قرارات دعم القطاع الزراعي ، اكثر من 50% من الشعب من اصول تنحدر من فلاحين ودعم هذا القطاع سيخلق الوظائف التي تتناسب معهم فالزراعة مفخرة لهم ودعم المناطق الريفيه سيولد منتجات تغطى جزء مهم من طلب المدن الذي سيخلق توازن سعري .

كل هذه الاشياء وغيرها ستكون الحلول العملية الكفلية التي تضمن لنا مواجهة موجة انخفاض اسعار النفط المحتملة وغير ذلك سيؤثر فعليا على كل المناشط ومن اهمها سوق الاسهم الذي يحتاج اليوم الى مليارات ومليارات بل تريليونات الريالات التي سيصبح توليدها من النفط امرا صعبا جدا في مستقبل الايام .

للجميع وافر التحايا ............انتهى منقول.

تعليق: ما قراته جيد واضيف عليه ان يقوم المجتمع السعودي من اللحظه بكافة اطيافه ومستوياته بتغير ثقافة ارتبطت به كثيرا من حياته اليوميه والتعليميه ان يتخلص من الاسراف والاستهلاك المفرط في الاكل والشرب والملبس والمسكن والعادات المورثه السيئه والتخلص من الرفاهيه و عليه العمل والصبر وتغير سلوك وتربيه جلبت للمجتمع الراحه والتقاعس والتاخر كثيرا.

اما التعليم انصح القائمين عليه بادخال مواد جيده وتثقيفيه تساعد المجتمع على فكر اقتصادي كبير من الابناء الى الاباء وتعليم راقي ومهني.

انا لست متشائم لكن علينا مواكبة ثقافة وفكر شعوب الدول المتقدمه الثقافه الحسنه والمفيدة لنا ولديننا الذي يحثنا على العمل والقوة والرجوله والابداع.

واخيرا اذكر ان جميع الدول تعاني الان من الركود الاقتصادي والشعوب تعاني من سياسات التقشف وتقنيين المصاريف وبطاله ورفع ضرائب لسد الععجز في ميزانياتها......وهذا يعني تباطأ الاقتصاد العالمي والذي بدورة سوف يؤدي الى اغلاق كثير من المصانع والشركات والبنوك وبالتالي الاستغناء عن جزء كبير من استيراد النفظ من منطقة الخليج.


"ثقف نفسك كيف تواجهة الركود العالمي"