الحمد لله و حده أما بعد ...

مما لا شك فيه أن لكل تقنيات حسنات و سيئات ...
و ما أخترعت أو وضعت تقنية حديثة إلا أريد بها الوجه الحسن منها و ليس القبيح منه ...
و من ذلك مواقع التواصل الإجتماعي على سبيل المثال لا الحصر ( التويتر ) ...
و لم يكن في خلد ( جاك دورسي ) مخترع التويتر حين سمى خواطر الشخص و جمله المسطره في هذا الموقع ( بالتغريدة ) إلا كونه رأى الجانب المشرق من الأمر و يعتقد أن مسؤولية الإنسان ( مهما كان توجهه أو معتقدة ) تأبى إلا أن تسطر ما حسن ذكره و خلد معناه تحت إسمه ...



و لكن ما حدث إلا أن تقاطرت على أعشاش العصافير حسنه الصوت ( غربان ) شوهت جمال العش ...
و على ( نعيقها ) على ( تغريدات ) العصافير حسنه الصوت ...


فأصبحنا على ( نعيق ) يشك في الذات الإلهيه ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) ....
و أضحينا على ( نعيق ) ينتقص جناب الرسول ( صلى الله عليه و سلم و علا و طهر جنابه و جناب آل بيته و صحبه الكرام ) ...
و أمسينا على ( نعيق ) يمس أعراض النساء العفيفات من أي بلد أو شعب ينتمين إليه ...


فهل نجد من حل لطرد تلكم ( الغربان ) لكي تعود ( للخربات ) التي كانت تنعق بها ...
و هل لإغلاق مواقع و منتديات سابقة كانت للحوار ( الفكري أو السياسي أو المعتقدي ) للأبد أثر في هجرة تلك ( الغربان ) لأماكن أخرى لتمارس ( نعيقها ) القبيح مره أخرى ...

كل ما أخشاه أن تكون هذه التغريدات المسيئة مدعاه لإشاعة الفحش من القول و الفعل بين المسلمين ...
يقول الله تعالى في سورة النور :
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
قال إبن كثير في تفسيرة لهذه الآية :
(( وهذا تأديب ثالث لمن سمع شيئا من الكلام السيئ ، فقام بذهنه منه شيء ، وتكلم به ، فلا يكثر منه ويشيعه ويذيعه ، فقد قال تعالى : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ) أي : يختارون ظهور الكلام عنهم بالقبيح ، ( لهم عذاب أليم في الدنيا ) أي : بالحد ، وفي الآخرة بالعذاب ، ( والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) أي : فردوا الأمور إليه ترشدوا .

وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا ميمون بن أبي محمد المرئي ، حدثنا محمد بن عباد المخزومي ، عن ثوبان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ، ولا تطلبواعوراتهم ، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم ، طلب الله عورته ، حتى يفضحه في بيته " .))

و عند إحتدام النقاش بين ( مغرد ) و ( ناعق ) قد يلجأ ذلك ( الناعق ) للوسيلة المحببه لنفسه الخبيثة و يبدأ يكيل السباب أو التنابز بالألقاب أو الطائفية و المناطقية أو يبدأ ذلك ( الناعق ) بالسخرية و التندر مما يجعله يقع في المحظور يقول الله تعالى في سورة الحجرات :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) )

و يقول الرسول عليه الصلاة و السلام :
( بحسب امرئ من الشر، أن يحقر أخاه المسلم )

و قد يمارس بعض ( الناعقين ) أو ( المندسين ) نوعا آخر من ( العفن الإلكتروني ) و هو إنتحال الشخصيات
و هنا أنقل ما قاله الشيخ د/ على عباس الحكمي عضو هيئة كبار العلماء و عضو المحلس الأعلى للقضاء في تصريح خص به جريدة الرياض
(( انتحال شخصيات الغير في شبكات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر جريمة خطيرة، ومحرمة شرعا لما فيها من الكذب والتزوير وإلحاق الضرر، وبين الشيخ الحكمي أنها ضرر بحق الشخص الذي انتحلت شخصيته، حيث ينسب إليه ما لم يقله فيلحقه بذلك أذى في نفسه أو عرضه آو ماله، وكذلك ضرر على الناس، حيث يسلبهم باسم الشخص المنتحل شخصيته بعضا من حقوقهم أو يؤذيهم في أنفسهم أو أعراضهم أو أموالهم، كما أنها ضرر على المجتمع، وذلك بنشر الكذب والخداع والتدليس، وأشار عضو هيئة كبار العلماء بان خطر الجريمة يعظم كلما كانت الشخصية المنتحلة ذات أهمية في المجتمع كشخصية العلماء وكبار المسؤولين، مشيراً إلى أن انتحال الشخصيات جريمة مركبة يستحق فاعلها عقوبة تعزيرية شديدة وتزداد عقوبتها بزيادة أضرارها )) .