ضرورة توعية السيارات!
المقال نشر بتاريخ 7 يناير 2012
لم يجد رجال أمن الطرق في حفر الباطن من وسيلة سوى إطلاق الرصاص على الزجاج الخلفي لسيارة جيب لاند كروزر علق مثبت سرعتها على حد أقصى، عانى سائقها الخوف والفزع، إذ كاد يموت متحطماً، وكالعادة قام رجال أمن الطرق بفتح المسارات ومتابعة السائق كما فعلوا في حالات أخرى.
في شهر آب (أغسطس) من العام الماضي كتبت عن هذه الظاهرة، بمقال «فيه أحد؟»، وكنت موقناً أن لا أحد سيرد، لكنها «حثيربات» أمل، ثم أعقبته بمقال «جنون السيارات» تضمن تفاعلاً من قائد أمن الطرق العميد خالد القحطاني. وأمن الطرق من ضحايا هذه الحوادث مثله مثل سائقي سيارات أصيبت بالجنون، فهي تشغلهم عن مهامهم الأساسية ولا يعرفون كيف يتعاملون معها إلا اجتهاداً، وآخر العلاج.. الرصاص، ومع الحل الناجع الذي تم اكتشافه في حادثة حفر الباطن الأسبوع الماضي، بإطلاق الرصاص على السيارة المصابة، يقترح على وكالات هذا النوع من السيارات أن تقدم «مسدساً»، هدية لكل مالك لهذا النوع، بأثر رجعي، وتضع في كتيب السيارة إرشادات الاستعمال» عند عدم تجاوب فرامل السيارة معك واستمرارها في السرعة المتزايدة ، أبطل زر أمان المسدس وأطلق رصاصة أو رصاصتين على الزجاج الخلفي، على النقطة المحددة، ملاحظة – بحروف صغيرة – يفضل أن يوجد معك راكب في الخلف لهذه المهمة»، ثم عبارة «مطابق للمواصفات القياسية السعودية». وختم كبير يخبر عن الجودة.
وكأن هناك محاولات لتعودينا على حمل السلاح الخفيف!
لماذا لم تبدِ أجهزة حكومية معنية «التجارة، المواصفات، الجمارك» بتعليق «فني» وقائي كحد أدنى؟ هل هذا من الفهم الغلط لشراكة القطاع الخاص؟! أستغرب عدم اللجوء إلى التبرير الشهير «نقص وعي السيارات في المجتمع»، عدم الاهتمام في ظاهره ومضمونه يخبر عن «سياسة التطنيش»، أو عدم الظهور لئلا «لا يزعل» بعض الناس!
ستمر هذه الحادثة كما مرت حوادث غيرها، هكذا أتوقع وأنا أقرأ «رسالة» هيئة المواصفات والمقاييس التي تقول عن مهامها «حماية المستهلك، وضمان المصلحة العامة من خلال إصدار المواصفات القياسية ونظم الجودة وتطبيقها»، و… تطبيقها! فهل من شروط المواصفات السعودية للسيارات أن تسرع بالحد الأقصى فلا تستجيب لمحاولات الإيقاف؟ يبدو ذلك، السيارة أصبحت مثل الأجهزة الحكومية المسؤولة عن دخولها للبلاد، وهي مثل وكالاتها، إنها لا تستجيب، هي لم تأتِ بجديد، «ومن عاشر القوم صار منهم»، وكأننا من صنعها وعليها ختم جودتنا.
بقلم عبدالعزيز السويد