البناء الذكي: منازل بدون «إسمنت» و«حديد».. وتُبنى في شهر ونصف
''ما هي المواد التي يتكوّن منها البناء الذكي؟!''.. تساءل النوّاب في لجنة المرافق العامّة أثناء جلستهم مع وزارة الإسكان قبل أسبوعين بشأن ''البناء الذكي'' الذي اعتمدته الوزارة في مشروعاتها الإسكانية المقبلة ليجيب وزير الإسكان ويعد النوّاب بإحضار نماذج من تلك المنازل ''الجديدة'' التي ستؤوي البحرينيين في السنوات المقبلة.
مركز البناء الذكي
في 12 مايو/أيار الماضي وقّع بنك الإسكان مذكرة تفاهم مع مركز اليونيدو للتعاون الصناعي لجنوب- جنوب الصين لإقامة مركز لمواد البناء الذكي في البحرين.
وفي مؤتمر صحافي، قال وزير الإسكان الشيخ إبراهيم بن عبدالله آل خليفة ''إن هذا الاتفاق سيمكّن الطرفين من التعاون لإقامة مشروعات سكنية بمواصفات البناء الذكي على مستوى كبير وبكُلف منخفضة ماليا وبيئيا''.
من جهته، توقع البنك أنه بعد أن يتم الاتفاق المبدئي بين الطرفين على خطة العمل، أن يعقد اتفاق لاحق بين الطرفين لتبادل تقنيات البناء وَفق مقترحات ''اليونيدو''، كما ستقوم الأخيرة بالتعاون مع ''الإسكان'' في مجال التدريب والتطوير لإعداد كوادر بحرينية متخصصة في تصميم وإنشاء المساكن المناسبة، كما يُتوقع أن تتم زيارات متبادلة بين الطرفين لدراسة الجدوى الاقتصادية والفنية لإقامة المساكن ذات الكلفة المنخفضة باستخدام التقنيات المبتكرة.
وبحسب الاتفاق فإن ''مركز البناء الذكي'' سيتولى عملية إيجاد مساكن عصرية بأسعار تنافسية لا تكبّد خزينة الدولة أو أصحاب المساكن مبالغ طائلة خصوصا عند اعتمادها على التكنولوجيا الحديثة من ناحية انخفاض استهلاك الطاقة، واستعمال مواد بناء صديقة للبيئة، إضافة إلى إسهامه الفعال في زيادة المشروعات الإسكانية في البلاد''.
خبراء صينيون في البحرين
في منتصف يونيو/حزيران الماضي قام وزير الإسكان بزيارة لجمهورية الصين الشعبية للاطلاع على تجربتها في مساكن ''البناء الذكي''، وبعدها بأيام زار وفد من الخبراء الصينيين المملكة، وقال الوفد في لقائه مع وزير الإسكان إن مركز البناء الذكي المزمع إنشاؤه في المملكة ''قادر على إنشاء 100 ألف وحدة سنوياً عند الانتهاء من تأسيسه، وستتراوح كل وحدة بمساحة بين 200 إلى 300 متر مربع''.
وقال الوفد أيضاً إن ''هذه الوحدات السكنية ستكون بأفضل المواصفات البيئية الحديثة المناسبة لطقس الخليج''، مشيرا إلى أنه ''سيقوم بدراسة المواصفات البيئية التي تتميز بها البحرين، إضافة إلى الاشتراطات الحكومية في مجال البنية التحتية ليتم وضع تصور نهائي عن نوعية مواد البناء التي تحتاجها البحرين للمباشرة في إنشاء وحدات سكنية ''، وانتهى الوفد من دراسته في مطلع يوليو/تموز الجاري، وسيتم العمل بعد أسابيع على إنشاء أول 5 مساكن نموذجية بالطراز الحديث، إذ يستغرق بناء المنزل الواحد نحو شهر ونصف، في حين يصل عمره الافتراضي إلى 90 سنة؟''، حسب ما قال الوفد''.
المنازل الحالية قديمة
من جهته، اعتبر وزير الإسكان الشيخ إبراهيم أن '' مثل هذا المشروع سيساهم بشكل كبير في حل الأزمة الإسكانية التي تعاني منها البحرين، إذ يهدف المركز إلى إجراء دراسات تهدف لتطوير طرق البناء المستعملة في المنطقة لخفض كلفتها،؟ ؟ومدى استهلاكها للطاقة، وزيادة فترة استمرارية المواد المستعملة، إضافة إلى تقليل مستوى الإضرار بالبيئة ''.
وأوضح وزير الإسكان أن أسلوب البناء الحالي المتبع في البحرين يعتبر تقنية قديمة استوردت قبل أكثر من 100 سنة من دول الغرب، وحان الوقت لتغييرها واستعمال طرق جديدة، حيث إن اهتمام وزارة الإسكان بتطوير طرق البناء الحالية دفعها إلى البحث في قطاعات كثيرة، ووجدت أن الصين تعتبر من أبرز الدول التي تواجه متطلبات إسكانية نظراً لكثافتها العالية ''.
بدون إسمنت وحديد
قال رئيس لجنة المرافق العامّة جواد فيروز بشأن ''البناء الذكي'' الذي أعلنت الوزارة اعتماده في المشروعات الإسكانية المقبلة ''وجّهنا السؤال ذاته لوزير الإسكان في اجتماعنا الأخير معه، وقد شرح شفهيا مكونات البناء الذكي، حيث أوضح أنه لا يُستخدم فيه الإسمنت أو الحديد، بل تدخل في مكوناته مواد كيميائية أخرى، ولكننا طلبنا المزيد من التفاصيل بشأنه، ووعدنا بجلب المزيد من التفاصيل المدعمة بالرسومات والنماذج''.
وأضاف ''اعتماد نمط جديد من المشروعات الإسكانية (البناء الذكي) هو مشروع جديد ويتطلّب وجود ضمانات وفحص دقيق بشأن مدى مواءمة النمط الجديد للبيئة الخليجية وطبيعة احتياجات العائلة البحرينية''.
التدريب على النظام
من جهته، قال مصدر في وزارة الإسكان إن اعتماد ''البناء الذكي'' في مشروعات الوزارة المقبلة يحتاج إلى ''تهيئة كل المهندسين والطواقم الفنية بالوزارة للتعامل مع المواد الجديدة وكيفية تركيبها''.
كما أشار إلى أن ''الوزارة بحاجة إلى حملة لتثقيف المواطنين بشأن تلك المنازل وكيفية التعامل معها''، مشيراً إلى أن ''الوضع مازال مبهماً لدى أغلب المديرين والمهندسين في الوزارة''.
وأشار إلى ''ضرورة زيادة الطاقم الفني العامل بالوزارة في حال قرّرت الوزارة الشروع بتنفيذ الخطّة الاستراتيجية''، مؤكداً ''أن الكثير من الأقسام تعاني حالياً من نقص كبير''.
وتوجد لها فروع بالمملكة.
لاتنسونا من صالح دعائكم.

وين وزارة الاسكان عن هذه التقنيه .. ؟؟