د. عبدالله الطويرقي
سابك واحتكار الإسكان
د. عبدالله الطويرقي
مع تفاقم ازمات الإسكان وغلاء المعيشة لا أدري فعلا كم عدد المتزوجين الذين تحولوا قسرا لعزابيّة مجبرين طبعا ؟!فالعديد من موظفي الهيئة الملكية وشركة سابك فى مدينة الجبيل رحّلوا الزوجات وتخلّصّوا من الأبناء ليس كرها ولابطرا وإنما شدّاً للحزام كمايقال لمواجهة الكلف المرتفعة للأسرة فى المنطقة. مجموعة من سكان الجبيل ارسلوا لي رسائل تقول انهم فى مواجهة غير عادلة مع شركة سابك وغيرها من الشركات فى الحصول على مسكن بإيجار معقول اقتصاديا وفى حدود الدخول الطبيعية لموظفي الطبقة الوسطى..ومعظمهم لم يعد قادرا على الحصول على سكن عائلي بعد ان فرضت شركة سابك أسقفا عالية جدا للإيجار فى سوق العقار بإمكاناتها المادية الكبيرة. فموظفو الدولة من مدنيين وعسكريين وممن لايعملون مع سابك والهيئة والشركات الصناعية الأخرى معظمهم قادر ربما على دفع 20 الفا او25 ألف ريال ولكن ليس 35 الفا او40 ألفا مثلما تدفع سابك او غيرها لأصحاب العقار. وبيني وبينكم فى ظل هيمنة مادية كهذه من غير الطبيعي ان تجد صاحب عقار يعطى وجها لأي مستأجر إمكاناته من العشرين الفا وفيها..بل ماظننت فى شخص يسيّل لعابه بهذه الطريقة من شركات ملاءتها المالية خرافية كسابك يتحضّن مستأجرين اقل بكثير مما فرضته هذه الشركات كسعر عادل للعقار. صحيح انه من حق شركة كسابك ان تمنح موظفيّها 25 بالمائة من الراتب بدل سكن،ومن حقها ايضا ان تستأجر عمائر وشققا وفللا لموظفيها،كما انه من حقها ان توفر لمنسوبيها مساكن يتملكوّنها،لكن ليس من العدل ان تفرض نفسها كزبون مرغوب فيه من قبل اصحاب العقارات بقدرتها المالية المغريّة وبشكل يصعّب على صغار الموظفين ومحدودي الدخل الحصول على سكن بأسعار متهاودة او معقولة مقارنة بدخول الموظف العادي. انا اقول من باب المسؤولية الاجتماعية أن تراجع سابك اسقفها العالية جدا التي فرضتها على سوق العقار اخذا فى الاعتبار ظروف المواطن البسيط فى المنطقة. انا لا اقول بخروج سابك اوغيرها من منطقة الجبيل،ولكن اظن ان بمقدورها شد حزام الصرف على العقار بالأسعار العالية و بأسلوب الاستئجار الكامل للبنايات وبشكل يراعي ظروف الطبقة الوسطى ويعيد الرشد لأسعار العقار وايجارات المساكن فى الجبيل. الغريب فى سياق العقار وايجارات المساكن هذا، ان كان هناك من يشتكي من موظفي سابك فى الظروف الاقتصادية الراهنة ممن تملّكوا مساكن في وقت سابق. فالشركة تخصم من مخصص الموظف مايقارب الـ51 بالمائة موزّعة على:25 بالمائة بدل سكن +17 بالمائة +9 بالمائة تأمينات اجتماعية..طبعا لا اعرف متوسطات رواتب موظفي سابك ولكن ايا يكن فمن الصعب مع التضخم الحالي وغلاء المعيشة ان يعيش موظف واسرته بـ 49بالمائة من راتبه الشهري..خاصة ان موظفي الشركة لم يحصلوا على بدل الـ 5بالمائة غلاء معيشة الذي طال موظفي ومتقاعدي الدولة..بل ما الذي يمنع الشركة من الاكتفاء بثلث الراتب على الأقل فى الظروف الحالية الصعبة؟! اظن ان هناك مسؤولية اجتماعية على شركة سابك وغيرها تتمثّل فى حماية البيئة المحيطة والحفاظ على التوازنات الطبيعية للواقع الاجتماعي الاقتصادي بشكل اوبآخر.
Twergy@gmail.com
http://www.alyaum.com/issue/article....9&I=565129&G=1