السكن والعلاج .. هما الحل الجذري لمعاناة المواطن/ هذا ماكتبه علي الشدي

**حبوووب الخبر** · 31-01-2008, 04:39 PM

علي الشدي - 23/01/1429هـ
slahiddi@tiac.com

القرارات التي صدرت بتخصيص علاوة غلاء معيشة لموظفي الدولة .. وكذلك بتخفيض بعض الرسوم، ستسهم بلا شك في تخفيف المعاناة من التضخم وزيادة الأسعار المستمرة .. لكن الحل الجذري، في نظري وحسب رأي بعض المختصين الذين نعتز بآرائهم وتجاربهم، يكمن في معالجة أمرين يشكلان 50 في المائة من مصروف المواطن وهما السكن الممثل لنسبة 30 في المائة، والعلاج الممثل نحو 30 في المائة من الدخل الشهري للمواطن.
وعلى الرغم من أن الإسكان الشعبي قد رصدت له مبالغ مناسبة وهو بلا شك حل لمشكلة سكن الطبقات الفقيرة فإن الطبقة الوسطى تعاني أيضا .. وقد حصل بعضهم على منح أراض في أماكن بعيدة ليس فيها أي نوع من أنواع الخدمات .. كما أن قرض صندوق التنمية العقاري الذي لم يعد يشكل إلا جزءا متواضعا من تكاليف البناء، يتطلب انتظارا طويلا .. ولذا فإن المؤمل أن تحظى هذه الشريحة من المواطنين بلفتة من خادم الحرمين الشريفين بأن تعمد الأمانات والبلديات في أنحاء المملكة إلى إيصال الخدمات إلى مناطق منح المواطنين وإعطاء ذلك الأولوية ما دامت الإمكانات المادية قد توافرت، ولله الحمد، كما أن قرض صندوق التنمية العقاري يحتاج إلى مراجعة من حيث المبلغ الممنوح وهو 300 ألف فقط وكذلك مدة الانتظار التي تمتد إلى أكثر من 15 عاما.
أما موضوع العلاج فأعيد ما قلت في مقال سابق .. ربما قبل عام من الآن .. (إن المواطن لن يرتاح له بال حتى يضع بطاقة في جيبه تخلله العلاج في أي مستشفى عام أو خاص دون الحاجة إلى واسطة أو الاستجداء من أحد).
ولذا فإن وزارة الصحة مطالبة بأن تستعجل في إصدار نظام التأمين الصحي للمواطنين ووضعه موضع التنفيذ .. لأنه مهما بنيت مستشفيات أو مستوصفات حكومية فإن النمو أكبر .. ويكفي للدلالة على ذلك أن وجود سرير للعناية المركزة في مدينة الرياض من أصعب الأمور، كما يروي من مر بهذه التجربة المريرة.
وأخيرا.. السكن والعلاج هما المفتاح لحياة مستقرة للشباب المتطلع إلى الزواج وتكوين أسر سعيدة في بلاد وهبها الله الثروة، والأهم من ذلك، قيادة حانية على شعب وفي يستحق الحياة الكريمة.

(سعفة القدوة الحسنة) مرة أخرى
جائزة "سعفة القدوة الحسنة" التي تحدثت عنها في مقال الأسبوع الماضي اتضح لي أنها ليست مجرد جائزة تمنح سنويا .. لكنها وكما يقول الأخ الدكتور عبد الرحمن الحميد .. عمل مستمر طوال العام .. لمتابعة النماذج المشرفة والممثلة للمصداقية والشفافية والجد والإخلاص والنزاهة في القطاعين العام والخاص وإلقاء الضوء على نشاطهم وإبراز أسمائهم في وسائل الإعلام ليكونوا قدوة للآخرين .. ولكي يقال للمحسن أحسنت في حياته وأثناء عمله وليس بعد وفاته أو تقاعده كما يحدث الآن.
تحية للقائم على هذه الفكرة الرائدة الأمير تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن الذي كما قلت .. ترجم معنى الشفافية إلى خطوة عملية تشجع كل من يعمل للوطن والمواطن بإخلاص.

المصدر جريدة الاقتصادية
http://www.aleqt.com/article.php?do=show&id=8240