غول الأسعار يلتهم ميزانيــة الأسـرة
إقبال كبير للمشاهدة
محمد الثبيتي – الدمام
تعانى الأسر المتوسطة من الارتفاع المستمر لأسعار البضائع والخدمات وباتت تلك الأسر تشكو من الضغوط المالية وغلاء المعيشة الذي أثر سلبًا على هذه الطبقة ، مما أدى الى وجود فجوة بين طبقات المجتمع وأوشكت تلك الطبقة المتوسطة على الاختفاء ، ذلك ما عبرت عنه أوساط من المجتمع الذي يعاني من إرهاصات الديون وبات أسيرًا بين مطرقة التجار وسندان القروض البنكية .
متطلبات
ويقول «أحمد الشبيلي» موظف في القطاع الخاص وأب لطفلين أن الراتب الشهري الذي يتقاضاه مبلغ 2100 ريال كان في الماضي يغطي معظم متطلبات الأسرة الأساسية ، أما في الوضع الحالي فإنه أشبه بالحلم أن أوفر نصف الاحتياجات التي كنت أوفرها من قبل ، كما أنني استخدمت طرق ووسائل الترشيد كلها إلا أنها لم تجد نفعًا حيث إنني لجأت لشراء قماش ثيابي من محلات الجلة ومن أقل أنواع القماش الأبيض جودة كالقماش الصيني وسعر المتر ما بين 3 إلى 4 ريالات وأدفع أجرة للخياطة تفوق قيمة القماش حيث تصل الأجرة إلى 50 ريالا للثوب الواحد والآن الأقمشة الشتوية وجدت أسعارها مرتفعة ، ولا أدري ماذا أفعل ، كما أنني أستخدم هاتفا ببطاقات شحن وكل أسبوع أعيد شحنه بعشرة ريالات فقط وقللنا استهلاك التيار الكهربائي إلى أن وصلت الفاتورة أيام الصيف إلى 50 ريالا شهريًا وتعلم أننا الآن في فصل الشتاء الذي يزيد من استهلاك الكهرباء خصوصًا في سخانات المياه وأجهزة التدفئة وهناك متطلبات أخرى لفصل الشتاء من ملابس شتوية ونحن بصدد شرائها الآن وبحسب ما أشاهده من أسعار مرتفعة فإن الأمور زادت تعقيدًا .. وقد جاء فصل الشتاء متزامنا مع عيد الحج الذي يحتاج إلى ميزانية مستقلة في ظل غلاء أسعار الأغنام والترتيبات الأخرى للعيد ، مما جعلني أقترض من أول أسبوع في هذا الشهر ، لأنني لم أتمكن من توفير تلك الاحتياجات الملحة والضرورية ونحن بحاجة ماسة لوضع حلول لهذه الارتفاعات اليومية للأسعار ولعل المسئولين باتوا يلمسون الواقع الذي نعيش فيه فلا بد من تدارك الوضع .
أساسية
وقال «حمد» إن الدخل الشهري للموظف يكاد يوفر المتطلبات الأساسية لأسرته وفي المناسبات السنوية والاستعداد للمدارس نجد الكثير يستدين على راتبه ليغطي تلك المتطلبات ، وأما بالنسبة لموظفي القطاع الخاص فأغلبهم لم يستطيعوا فتح بيوت ولم يقدروا على تكاليف الزواج ، كما أن المعيشة أصبحت صعبة ولكن لا ننسى أننا تنقصنا القناعة والرضا باليسير.
تلاعب
ويضيف خالد الدوسري الموظف بالقطاع الحكومي إن الوضع الحالي يتراجع يومًا بعد الآخر، فمن كان يعاني في السابق من ديون وأقساط تقضي على أكثر من نصف الراتب والغلاء الحالي الذي نعيشه من ارتفاع عال في كل نواحي الحياة وما يحدث هذه الأيام من زيادة في أسعار الحليب والأرز المدعوم من قبل الحكومة حيث استغل التجار فترة اعتماد وتطبيق قرار الدعم لرفع أسعار الحليب حيث زاد حليب الأطفال الرضع بنسبة 6- 8 ريالات للعلبة الواحدة ، وهذا يبين أن هناك نوايا غير حسنة للتجار لاستغلال هذا الدعم من الحكومة فيظل المواطن يدور في الحلقة المفرغة لغلاء الأسعار وتلاعب التجار .
قرض
ويرى «أبو رنيم» أن الدخل الحالي يغطي بعض المستلزمات الأسرية بنسبة 60 بالمائة و40 بالمائة لسداد فواتير الخدمات العامة والأقساط الشهرية إذا كان السكن ملكا ، أما إذا كان مستأجرا فلا حل أمامه سوى البحث عن قرض بالإضافة إلى راتبه ليتمكن من توفير متطلباته الأسرية وبالنسبة لرواتب القطاع الخاص فهي لا تلبي أقل الاحتياجات خاصة في ظل زيادة أسعار المواد الأساسية التي تحتاجها الأسرة علماً بأن جميع المواد الأساسية التي تحتاجها الأسر تتغير أسعارها من محل لآخر وللأسف وزارة التجارة تغط في سبات عميق .
استمرار
ويشير « محمد العتيبي» الى أن الراتب يكفي للمعيشة فقط ، ويكاد يغطي الالتزامات الأسرية مقابل الاستغناء عن بعض الكماليات التي قد تكون مهمة ولكن الوضع الحالي جعلها من الكماليات ، فلو أردت الذهاب لمدينة أخرى للتنزه وتغيير نمط الحياة مثلاً فسوف تفاجأ بالأسعار الباهظة التي تدفعها للسكن والتنزه ، فتستغني عن الذهاب كي تتمكن من توفير مصروفات الأسرة ومما لا شك فيه أن أثر غلاء المعيشة كبير على الأسرة وصاحبها ولكن على صاحب الأسرة التأقلم مع وضعه المعيشي ، وأرى أن البعض يحب الكماليات التي لا نفع منها سوى التكلفة العالية وإرهاق عاتقنا بالمصاريف الزائدة التي لن يكون هناك فرق في حال الاستغناء عنها وأيضاً أطالب بحمايتنا من كبار التجار.. فحماية المستهلك لدينا 0 بالمائة . ولا أعلم لماذا هذا السكوت على تلاعب التجار الذين يتعمدون رفع الأسعار في المواسم والمناسبات في السابق ، أما الآن فرفع الأسعار في السلع بشكل يومي .
احتياجات
وقال «عيسى حسين» (60 عامًا) : أنا متقاعد ولدي أسرة مكونة من 14 فردا وأسكن في منزل خاص ولكن راتبي التقاعدي الذي يبلغ 3600 ريال لا يلبي احتياجات أسرة كبيرة ، كأسرتي ، فلو قسمت الراتب على كسوة الشتاء لكل أفراد أسرتي لما خرجت بشيء لسداد فواتير الخدمات والمستلزمات اليومية بالإضافة لمتطلبات المدارس التي أعجز أحيانًا كثيرة عن توفيرها في ظل الغلاء الذي طال كل السلع وأنا الآن أتجول في السوق مع أسرتي لشراء ملابس الشتاء ولكن صدمت بالأسعار الخيالية لبعض القطع كالجاكتات فإن أسعارها تزيد كثيرًا عن الأعوام الماضية ويعلل أصحاب المحلات التجارية هذا الارتفاع بأسباب غير واقعية من وجهة نظري كزيادة إيجار المحلات وزيادة سعر شراء الملابس من تجار الجملة لنقع نحن ضحايا لهذه الارتفاعات غير المبررة .
26-12-2007, 10:35 AM
غول الأسعار يلتهم ميزانيــة الأسـرة
) ، وتستطيع عندئذ ان تبل حفنة الريالات التي تتقاضاها كمعاش وتشرب مويتها حتى تعيش.(طبعا المويه اللي بتبل الريالات فيها سيكون مويه من برادة المسجد لأنك لن تسدد فاتورة المياه بشوية ورق )
العرض المتطور
