د. عبدالله الطويرقي
د. عبدالله الطويرقي

الموظف/الموظفة فى بداية المشوار الوظيفي كنت اقول انهم بحاجة للذكاء الاجتماعي اكثر من الذكاء الاختصاصي والتنظيمي فى مجتمعنا الوظيفي لالشيء بطبيعة الحال ولكن لأن الصفوف الأولى من القياديين عمرهم الإفتراضي مؤسسيّا ماله حدود وبيئة العمل اللعبة فيها لعبة إن هي لك او لأخيك او للذئب..يعني لا تأخذ مقلبا عزيزي الموظف/عزيزتي الموظفة فى مناطحة رؤسائك بقوة النظام ،ولا يغرنّك متانة وجودة التعليمات واللوائح والقوانين المنظّمة للعمل-على الورق طبعا-فالواقع غير كما قلنا بالأمس..فمدير القطاع الذي تعمل فيه بحكم طول الأمد والعلاقات الممتدة والمصالح المتبادلة بمقدوره ان ينسف مستقبلك الوظيفي ويزلزل حياتك برمتها إن انت /انت حاولت استخدام النظام لتسييّر العمل او لانتزاع حقك او المطالبة بإمتيازات مفروضة لك بقوة النظام..إياني وإياك ان تفكر بأسلوب النفس الطويل وتحدّثك نفسك بالسوء وتلجأ لاسلوب الشكاوى والمطالبات للجهات المختصة او للمسؤول الأعلى فى الجهاز الذي تعمل فيه فالمسألة اعقد مما تتخيّل ونتائجها دوما ماتأتي بما لايشتهي السفِنٌ كما يقال..الأخطر بطبيعة الحال إن اوقعتك حظوظك مع مدراء من النوع المتمدّد هذا ممن تتكوّم فى داخلهم كل اشكال العلل النفسية والعدائية للمجتمع والجنس البشري عامة،فأنت فى وضع لاتحسد عليه حتى من ألد خصومك الحقيقيين والافتراضيين..ستشعر بمرارة الغبن ولوعة الوحدة وهشاشة العظام وكل اشكال فقدان الوزن مما ينالك من عقوبات ومساءلات واوراق تأديّب من كل نوع تتخيّله تطاردك عمرك الوظيفي كله وتجنى عليك وعلى من تعول إلى ما لانهاية..بيئة العمل عامة بيئة البقاء فيها للأقوى ليس بالنظام طبعا وإنما بالمحسوبيات والخدمات المتبادلة والعشم والفزعات وهلم جرا..وإذا اردت ان تسلم من الجلطات والسكتات وضغط الدم والسكر-لاسمح الله- فأحرص على التطنيّش والمهادنة وإن امكن الكثير من الطيّبة والتسليّم والاحتساب،وتجنّب قدر الإمكان إزعاج رؤسائك بالتشكّي والتأوّه والامتعاض من استغلالك دون الاخرين فى حجم العمل او المناوبات او المهام الشخصية والأسرية والاجتماعية التي تكلّف بها من وقت لأخر،وتقبّل ذلك بصدر رحب واريّحيّة متناهية ليشعر رؤساؤك بك كلما اشاد بك متلقوا الخدمات من طرف المدير ..حاول عزيزي الموظف/عزيزتي الموظفة ان تتصالح مع كل شيء حولك طوّر مهاراتك فى الترفيه والإمتاع والمؤانسة قدر الإمكان بحيث تصبح مبلوعا من القياديين حولك..إحرص على الظرف وخفة الظل والدرابة،إستثمر فى مسائل التنكيّت والتبكيّت واصرف بسخاء على جمجمتك فى هذه المسائل فساعة من البهجة والسرور تدخلها على نفوس قيادييّك تجنى من ورائها ما لايجلبه لك كفاءتك وتأهيلك ومثابرتك على الإنتاج والأداء فى الأوضاع الطبيعيّة..وبرمج يومياتك بذكاء متناه يتمحور حول ماذا وكيف ومتى واين هو ممكن جعل يوم مديرك مفعما بالحبور وايضا الإرتياح واهم شيء اصطياد اللحظة،وهذه لوحدها سر دفين لايعرف به إلا الضالعون فى اساليب اللف والدوران وكسب المساحات فى بيئات العمل..سنواصل فى هذا المجال الماتع بمشيئة الله..
http://www.alyaum.com/issue/article....4&I=535491&G=1