أهم قواعد سلوك المستهلك المسلم الرشيد الواعي

**hajmutwally** · 09-07-2012, 12:08 AM

يسعد أيامكم .....

شهر رمضان شهر الخير والبركات وقد اقترب وبقي له أيام معدودة وهناك بعض من الناس تصرف جل وقتها من أجل الشراب و الطعام. فالرجال يذهبون للشراء طوال النهار والنساء يقمن بإعداد الطعام و الشراب والحلويات والمقبلات في النهار والليل .
شهر الخير والبركات شرع للصيام وحض فيه المسلمون على القيام وقراءة القرآن وتعويد النفس على الجوع و العطش والشعور بهما كما يشعر به أخوة لهم فيعطفون عليهم ويتصدقون ويزكون أموالهم عليهم فتشيع المحبة بين المسلمين.
إما حرمان مستحقيها من الفقراء والمساكين فيؤدي الى ان يشتد عليهم الشقاء والبؤس والحسرة فيولد لديهم الغيظ و الحقد والحسد ويشجع على راوج وانتشار الرذيلة ويحث على توسع و انتشار الجريمة.

الاستهلاك عادة من عادات الإنسان اليومية الضرورية فلذلك فرض الإسلام على المسلم طريقة الاستهلاك وقيد عملية قراره الاستهلاكي بقواعد وتعليمات وأوامر ونواهي عديدة ومنهج اقتصادي إسلامي رائع لبلوغ الفائدة والاستنفاع الكامل من عملية الاستهلاك فيصبح مستهلكا رشيدا واعيا لا يسبب ضررا لنفسه ولا للآخرين.
حض الإسلام المسلمين على التوسط في كل شيء ومنها الاستهلاك للأشياء من طعام وشراب وملبس وغيرها. وحذر من الإسراف و البذخ و التبذير الذي يؤدي إلى استنزاف والقضاء على المواد والخامات والثروات الطبيعية الخاصة بالمجتمع ككل مما قد يؤدي إلى الاستيراد والذي بدوره يستنزف الموارد والثروات المالية العامة.
فالمال الذي يملكه المسلم يعتبر مال الله وفرض للأمة حق فيه فقال الله سبحانه و تعالى : { آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِۖ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ } سورة الحديد آية 7 ..
وقال سبحانه و تعالى {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} النور الآية 33.
وهذه أهم القواعد التي تضبط عملية الاستهلاك.
1- ترتيب وتحديد الأولويات والأشياء الضرورية من مأكل و مشرب وملبس ومسكن وعلاج فالضروريات أولا ثم الاحتياجات ثانيا و الكماليات ثالثا.
2 – التوسط والاعتدال في الصرف والاستهلاك فقال سبحانه وتعالى: { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا} سورة الإسراء آية 29
3- عدم الإسراف والمبالغة في الصرف وهو تجاوز الحد المألوف الذي يقضي على الثروة وعدم التوفير والادخار مما يؤدي إلى زوال النعمة قال الله سبحانه و تعالى :{ يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} سورة الأعراف آية 31.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه ، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان فاعلا لا محالة ، فثلث طعام ، وثلث شراب ، وثلث لنفسه )
4- عدم البذخ و الترف الزائد وهدر المال وهو صرف المال من اجل التفاخر في أشياء ليس فيها فائدة ومنفعة بينة ظاهرة مثل شراء الملابس الفخمة وإقامة الحفلات والولائم الفخمة التي عادة يرمي فيها الأكل و الشرب.
5- عدم التبذير وهو الإنفاق على المحرمات مثل اقتناء آنية الذهب و الفضة ولعب القمار والميسر والخمر وشراء الذهب والحرير للرجال وغيرها من المحرمات.

اللهم بلغنا جميعا رمضان وتقبل صيامنا و قيامنا وقراءة قرآننا ..
اللهم لا تحرمنا الأجر و لاتحرم أحبة و أخوة لنا في القبر ...
أطيب تحية
الحــــ متولي ــــاج