قال قبلها «الوزارة في أيد أمينة».. ومسؤولون ورجال أعمال: قدمت الكثير لدعم الاقتصاد
«انتبهوا للأسعار».. آخر نصائح زينل لرجال الأعمال في حفل تكريمه
عبد الله زينل ود. توفيق الربيعة يتوسطان عددا من المسؤولين ورجال الأعمال أثناء حفل التكريم.
تصوير: سعد العنزي - «الاقتصادية»
عبد الله البصيلي من الرياض
"انتبهوا للأسعار".. آخر نصيحة وجهها وزير التجارة والصناعة السابق عبد الله زينل لرجال أعمال قبل أن يغادر بسيارته الخاصة حفل التكريم الذي أقامه له البارحة الأولى الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة الحالي، بحضور وزراء ومسؤولين في الدولة، ورجال أعمال.
عبد الله زينل الوزير السابق على الرغم من تلك المداعبة مع رجال الأعمال، إلا أن ذلك يوضح أن همه الأول منذ تسنمه الوزارة لم يغب عن ذاكرته حتى في يوم تكريمه، هذا الهم الذي أراد من خلاله كبح جماح الأسعار المرتفعة، وحماية المستهلك من جشع بعض التجار.. قالها بنبرة مواطن الآن وسابقاً بنبرة المسؤول.
عبد الله زينل هو الوزير السابق، والمسؤول، والمثقف، ورجل الأعمال الناجح وذو مكانة اجتماعية بين أقرانه من رجال الأعمال بحسب مسؤولين تحدثوا عنه على هامش التكريم البارحة الأولى. وهذه جميعها اتضحت واقعاً من خلال المشاهد التي رصدتها "الاقتصادية" حيث بدا مدى الحميمية التي تجمعه بهم، ومدى حرصهم على الاستنارة برأيه، وثقتهم بنجاحه أثناء توليه المسؤولية، رغم الشد والجذب الذي كان يجمعهم به إلا أن ذلك لم يغير من صورة صديقهم.
د. هاشم يماني رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة في حديث جانبي مع د. محمد الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط.
هذا الشد والجذب كان في فترات بسبب قرارات من الوزير زينل، لكنه مع ذلك حاول الوقوف على مسافة واحدة من أصحابه رجال الأعمال، ومن المستهلكين الذين تولى الوزارة وهم أمام عينه، حيث لم تنسه صداقة "التجار" حل قضية "الأسعار" بحسب بعض أصدقائه من الحضور.
ضحكات هنا، وأخرى هناك، وتحية هنا، ومزحة هناك.. هذا كان وضع قاعة تكريم الوزير زينل عند بداية دخوله.. الجميع يقابله بابتسامة والوزير الضيف المكرم الذي كان في يوم لهم "المضيف" لم يخل حديثه من المداعبات المهذبة التي تقبلها الجميع من مسؤولين وتجار برحابة صدر.
تواضع الإنسان زينل لم يكن فقط في يوم التكريم، حيث عرفه الجميع في كل لقاءاته، حتى مع مسؤولي الوزارة الذين حرصوا على التواجد في صالة التكريم منذ ساعة مبكرة وفاء وعرفاناً للرجل الذي أسهموا معه في رفع مكانة الوزارة، وحل معوقات التجارة في فترة من الفترات.
يمضي الوزير في السير نحو المنصة الرئيسة المخصصة له بهدوء كعادته وشخصيته، والجميع يرحبون به بحرارة ويسدون له أزكى العبارات.. لكنه بدا اليوم حزيناً ليس على المنصب بقدر ما هو حزين على فراق من أحبهم وأحبوه في وزارة التجارة والصناعة، ومن ارتبط بها.
عبد الله زينل على المنصة وبجانبه عدد كبير من الوزراء الحاليين والقدامى، سواء من وزارة التجارة أو الوزارات الأخرى، ومسؤولون في الدولة، إلى جانب عدد كبير من رجال الأعمال يتقدمهم صالح كامل رئيس مجلس الغرف السعودية.
مادة مصورة تم عرضها للوزير زينل استعرضت حياته العملية منذ ريعان شبابه إلى أن وصل لمنصب وزير التجارة والصناعة، إلى جانب لقاءاته مع المسؤولين وافتتاحه للمشاريع شدت انتباه الحاضرين.
د. توفيق الربيعة بجانب عبد الله زينل لحظة دخوله.
ابتدأ الحديث الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة الحالي الذي قدم الشكر الجزيل لما بذله عبد الله زينل في الوزارة. وأكد أنه على يديه قطعت الوزارة شوطاً كبيراً في عدد من الملفات من أهمها المساهمات العقارية، والمستهلك، والصناعة - الذي أشار إلى أنها نمت بشكل ملحوظ في عهده، إلى جانب التبادلات التجارية، والاتفاقيات الثنائية بين السعودية والدول الأخرى، إضافة إلى الملتقيات الخارجية التي دعمت مكانة ونمو الاقتصاد المحلي.
الربيعة قال لـ "الاقتصادية" على هامش التكريم :"أنا سعيد اليوم بتكريم عبد الله بن أحمد زينل على ما قام به من جهد في وزارة التجارة والصناعة، ونقدر كل ما قام به خلال الفترة الماضية من إنجازات، ونتمنى التوفيق للاستمرار في دعم جهود خادم الحرمين الشريفين للرقي بهذه البلاد لتكون من الدول الاقتصادية المتقدمة".
وأوضح وزير التجارة والصناعة أن من أبرز الأمور التي سيركز عليها في الفترة المقبلة، هي القضايا المعنية بالمستهلك أولها، وتنمية التجارة والصناعة في السعودية، للوصول إلى رضى المستهلك من جهة، والمساعدة في تنمية الاقتصاد ونمو التجارة.
وأكد الوزير الربيعة التزام وزارته بالمبدأ الذي تتبعه السعودية منذ وقت بعيد والذي يقوم على بناء اقتصاد حر، مع الالتزام بحماية المستهلك الذي شدد على أنه هدف المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين.
وزير التجارة والصناعة السابق في حديث مع الزميل عبد الله البصيلي.
أثناء الحفل تحدث صالح كامل رئيس مجلس إدارة غرفة جدة عن الدور البارز الذي قام به عبد الله زينل في وزارة التجارة والصناعة، مشيراً إلى التطور والنقلة التي حدثت على الصعيد التجاري والصناعي، والتي أثرت بدورها إيجاباً في الاقتصاد المحلي ودعمت أداءه.
وأوضح كامل أن التغييرات في الأنظمة والأداء للغرف التجارية جاء تبعاً لتوجهات الوزير زينل الذي ما فتئ وهو يستمع إلى التجار، وأعضاء مجالس الغرف للوصول إلى حلول للعوائق التي تقف أمامهم، وتطوير عملهم ليتواكب مع النهضة القائمة في المملكة. رئيس مجلس إدارة غرفة جدة هنأ الوزير الجديد الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة حيث قال:"أهنئ توفيق فهو إن شاء الله موفق، وهو ابن فوزان وإن شاء الله من الفائزين، وهو الربيعة وأتمنى أن تكون فترة رئاسته كلها ربيع وخير".
عبد الله بن سعيد المبطي رئيس مجلس الغرف السعودية تحدث هو الآخر عن الوزير زينل، حيث أكد أنه عمل في سبيل التطوير، وقدم الشيء الكثير خدمة لتنمية القطاع التجاري والصناعي، ودعم الغرف السعودية.
وأضاف:"في يوم من الأيام زار الوزير عبد الله زينل غرفة أبها أثناء رئاستي لها، وشاهد وجود زجاج بين الموظفين والمواطنين من عملاء الغرفة، وقرر إزالته. وعاد مرة أخرى لنا وشاهد وجود الزجاج فشدد على إزالة جميع الحواجز من أمام المواطنين".
الوزير السابق تحيته لم تستثن أحد، حيث ظهرت لهفة أحدهم لمصافحته أثناء خروجه، وعند السؤال عنه تبين أنه من سائقي سيارات الوزارة.
خرج عبد الله زينل من الحفل ولم تفارقه الابتسامة، حيث التف حوله رجال الأعمال والمسؤولون يتقدمهم وزير التجارة الحالي الدكتور توفيق الربيعة، وقال لهم:"الوزارة في أيد أمينة".
http://www.aleqt.com/2011/12/29/article_611358.html
التعليق الوحيد اللي يخطر على بالي ..
"صح النوم"