الاحتفال بليلة القدر
سُئلَت اللجنة الدائمة، للبحوث العلمية والإفتاء، بالمملكة العربية السعودية:
ما حكم الاحتفال بليلة سبع وعشرين (ليلة القدر)؟
فأجابت:
خير الهدي: هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها.
فهَدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان: الإكثار من العبادات من صلاة وقراءة القرآن وصدقة وغير ذلك من وجوه البر.
وكان في العشرين الأُوَل: ينام ويصلي.
فإذا دخل العشر الأخير؛ أيقظ أهله، وشَدَّ المئزَر وأحيا لَيلَه.
وحَث على قيام رمضان وقيام ليلة القدر، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَن قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه.
وبَيَّن صلى الله عليه وسلم أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وأنها في أحد أوتاره؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: «التمسوها في العشر الأواخر في الوتر منه» رواه أحمد في «المسند»، وأخرجه الترمذي وجاء فيه: «التمسوها في تسع يبقين، أو سبع يبقين، أو خمس يبقين، أو ثلاث يبقين، أو آخر ليلة»، قال الترمذي بعد إخراجه: «هذا حديث حسن صحيح».
وعَلَّمَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عائشةَ -رضي الله عنها- الدعاءَ الذي تدعو به إن وافقت هذه الليلة؛ فقد روى أحمد في «المسند» عنها -رضي الله عنها- قالت: «يا نَبيَّ الله، إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: "تقولين: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"»، وقد أخرجه أيضا النسائي، وابن ماجه، والترمذي وقال الترمذي بعد إخراجه: «هذا حديث حسن صحيح».
هذا هَديُ الرسول -صلى الله عليه وسلم- في رمضان وفي ليلة القدر.
وأما الاحتفال بليلة سبع وعشرين على أنها ليلة القدر: فهو مخالف لهدي الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ فإنه صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بليلة القدر، فالاحتفال بها بدعة.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبد الله بن منيع ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي
[فتاوى اللجنة الدائمة (3/ 58-59)، فتوى رقم (167)]