من يحمي شركات التبغ بيننا؟
محمد بن سليمان الأحيدب
أثبت التردد في فرض صور مضار التدخين على علب السجائر وعبواتها الكبيرة وتأخرنا في هذا الإجراء الذي طبقته دول بدأت المكافحة الشعبية للتدخين بعدنا أننا نعاني كثيرا من نفوذ غريب قوي خفي لشركات التبغ أدى ويؤدي إلى تأخر كل ما يتعلق بمحاربة التدخين، بدأ بالتردد في رفع أسعاره الذي لا يزال خجولا قليلا في وقت ارتفعت السلع الأساسية النافعة أضعافا مضاعفة، وانتهاء بعدم مجاراة دول العالم المتقدم والمتخلف في وضع صور نتائج وأضرار وأمراض التدخين على العلب والكراتين.
ثمة مجموعة تناقضات غريبة تؤكد أن شركات التبغ تحظى بنفوذ قوي وكبير يتسبب في إعاقة محاربتنا للتدخين رغم أننا على المستوى الشعبي أكثر من حاربه، فنحن آخر شعوب الأرض قبولا للمدخن والتدخين فقد كان إلى وقت قريب لا يمارس في العلن كونه عيبا كبيرا، وفي زمن ليس ببعيد كان مدخن السيجارة ويسمونها (السبيل) يحفر لنفسه حفرة في بر القرية حتى لا يرى الناس شعلة السيجارة، وما زلنا إلى الآن نتردد في تزويج المدخن، إذن؛ اجتماعيا نحن آخر شعوب الأرض قبولا به، أما دينيا فنحن أول من أصدر فتوى تحريمه على أساس أنه من المهلكات، وصحيا نحن أكثر من تضرر منه وأكثر من دفع ثمن علاج آثاره وأضراره، حتى أن وزير الصحة السابق الدكتور حمد المانع تبنى شخصيا رفع القضية الشهيرة ضد شركات التبغ، وهي الخطوة التي رحبت بها الغالبية إعلاميا وشعبيا وتندرت بها أقلية ممن يغارون من المبادرات الموفقة، ثم أخفيت وأهملت كونها مبادرة سابق رحل.
إذن فموقفنا من التدخين اجتماعيا ودينيا وصحيا يفترض نظريا أن نكون أول من يهب لتطبيق أية مبادرة دولية أو فكرة للحد منه وأية خطوة (تنويها) منظمة الصحة العالمية للقضاء على أضراره، لا أن نرى صور أنواع السرطانات المخيفة على علب السجائر في دول اتخذت موقفها من التدخين بعدنا ونحن لا نزال خليجيا مترددين في تطبيق التحذير بالصور ونكتفي بعبارة صغيرة خجولة، فما سر شركات التبغ معنا، ولماذا تحظى بقوة وهيبة وكأنها كسرت عيوننا مع كسر عظام صحتنا؟
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0820440619.htm