كنا نسمع ونحن صغار خطيب جامعنا في كل نهاية خطبه يقول : ( اللهم إنا نعوذ بك من الوباء والغلاء والزنا والزلازل والمحن ...... ) ونقول آمين كآبائنا وبدون استشعار لعظم هذه الدعوات .
وكبرنا وصرنا نقول ( آمين ) كذلك ! ولكنا هذه المرة فهمنا ( الزلازل والمحن والوباءـ المرض العام ـ والزنا ) ولكن لم نفهم التعوذ من ( الغلاء ) إلا بعد أن تولى هذا الوزير ـ هداه الله ـ هذا المنصب الذي لم يؤدي أمانته ولم يقم بما ولاه ولي الأمر عليه وبما هو منتظر منه .
والمعلوم في هذا الموضوع بالضرورة هو أن الغلاء مسبب رئيسي للفقر الذي قال عنه الفاروق ـرضي الله عنه ـ : ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته ) . وأنا أقول إن الذي أولى بالقتل هو من تسبب في الفقر يا أمير المؤمنين وليس الفقر نفسه !!
إن الدراهم في الأماكن كلها تكسو الرجال مهابة وجمالا فهي اللسان لمن أراد فصاحة وهي السلاح لمن أراد قتالا
أيها العقلاء :
الفقر رأس كل بلاء ! وما لفت نظري وزاد همي وصدع بأم رأسي هو ما قرأته في عنوان إخباري : يقول :
(مــئـات الفــتـيات العربيات انحرفـن للعمل ســوق الـدعارة !!)
فلا أعلم هل يعي المسؤلين هذه النتيجه الحتمية لعدم تصديهم لهذا الغلاء الفاحش الغير مبررأم لا ؟
ومما حدى بي لكتابة هذا الموضوع وجرني له جرا ما قرأته من قصص عبر هذا الرابط نقلت هلكم اختصاراً للموضوع :
http://saaid.net/female/m186.htm
الجديد في موضوع الغلاء الذي استعاذ منه المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وخطيبنا ـ رحمه الله ـ الذي للتو عرفته أن :
ـ أصحاب مكاتب العقار صاروا يأخذوا على كتب عقود الأجار ( 1000) ريال بدلاً من ( 500 ) ريال !!
ـ صاحب الشاورما صار يأخذ ( 3 ) ريال بدلاً من ( ريالين ) .
ـ صاحب الحلويات صار يأخذ على كيلو الحلى ( 50 ) ريال بدلاً من ( 40 ) ريال .
ـ صاحب الصيدلية صار يأخذ على علبة حليب الأطفال ( 36 ) ريال بدلاً من ( 30 ) ريال .
فبالله ما الأمر ؟
وما القضية ؟
وما الذي تغير ؟
حتى يزيد أصحاب العقار كتابة العقود هل زاد الكهرباء أم زاد الماء أم أم أم أم .........
أم هو الجشع وضعف الرقيب ؟
أيها العقلاء :
أعجبني كثيراً ما سطرته أنامل الأستاذ خالد السليمان في جريدة عكاظ عندما قال في مقاله الذي بعنوان ( اقتلوا الغلاء ) : (إذا كانت وزارة التجارة لا تملك الإمكانات الكافية لمراقبة الأسعار في الأسواق وكبح جماح الغلاء كما أشار عضو مجلس الشورى المهندس محمد القويحص، فإنها على الأقل لا تحتاج إلى أي إمكانات لكبح جماح التصريحات الصحفية الصادرة عن مسئوليها لتبرير هذا الغلاء، فمثل هذا التصريحات التبريرية هي آخر ما يحتاجه التجار الجشعون لإطلاق العنان لجشعهم!! )
فصدق والله نحن ربما نعذر وزارة التجارة ممثلة بوزيرها والمراقبون الفاشلون في تخاذلهم عن أداء أمانتهم فربما دعاهم العجز لذلك !
لكن الذي لا يطاق ولا يستساغ البتة هو أن يتحولوا محامين ومدافعين عن التجار ! مهزلة وأي مهزلة ولكن أملنا بعد الله في خادم الحرمين أن يأمر بسيف عدالته ليزيح هذا الوزير من منصبه .
والمضحك المبكي في الأمر وفي ضل هذه الأحداث يأتي وزير التخطيط الدكتور خالد القصيبي ـ سامحه الله ـ ويقول :
( سنعلن القضاء على الفقر كليا بالمملكة بحلول 2009، أي بعد 15 شهراً ) أضحك الله سنك أيها الوزير على هذا التصريح الذي طمأن الناس وهدأ من روعهم !!
يا من ألزمهم ولي الأمر بخدمتنا :
قوموا بما عليك من الواجب ودع عنك التصريحات الخداعات ! وإن كنت صادقاً فيما صرحت به فأعلنها أمام خادم الحرمين في مجلس الوزراء وحدثه عن ما يجد الناس من الغلاء الفاحش وبالمقابل نوم وزارة التجارة ولا تردد ( الأمور بخير يا طويل العم , الأمور بخير يا طويل العمر , الأمور بخير يا طويل العمر , الأمور بخير يا طويل العمر , الأمور بخير يا طويل العمر )
فيا عقلاء المسئولين :
أدكوا من تلبست ذممكم برعايتهم واحذروا من غضب الله !! لأن الله هو من تكفل برزق عباده فإلم ترعوا عباده قصمكم !
لتعلموا يا أيها العقلاء :
أن الفقر سبب كل بلاء فبالفقر تنتشر الفواحش
وبالفقر تفسد العقائد !
وبالفقر تفسد الأسر والمجتمعات !
وبالفقر تفسد الأخلاق والسلوك !
وبالفقر تنتشر السرقات
وبالفقر يشيع المنكر
وبالفقر تكثر الوساوس
وبالفقر تنقلب المجتمعات لغابات
وينقلب الحمل والوديع لأشر خلق الله بحثاً عن لقمة العيش !!
فلا تضطروا الناس لأضيق الطرق وتتسببوا عليهم بالوقوع في ما يغضب خالقهم وأنتم السبب في ذلك أو بعبارة أخرى كنتم تملكون سبب تخفيف الوطأة عليهم ولم تفعلوا ولم تهبوا وتبادروا للتخفيف عليهم فمنكم من اعتباره فرصة لزيادة رصيده إما بكونه تاجر أو يأخذ من التجار جراء سكوته !!
ومنكم تقاعس ولم يحس بعظم المصيبة ويرمي بالمسؤولية على غيره !!
ومنكم أخلد لراحة نفسه وآثرها على راحت عشرين مليون كلهم ينتظر تحركه !!
نحن نعرف أن المعيشة في كثير من الدول زادت كأمثال ( إيران وسوريا والإمارات وغيرها من الدول ) لكن السؤالين الملحين الذَيِن ننتظر إجابة صريحة عليهما :
1/ هل يملكون ما نملك من النفط ؟؟؟؟!!!!
2/ هل الزيادة عندهم بقدر الزيادة عندنا أم الفرق أضعاف مضاعفة ؟؟؟!!!
هذه كلمات فاضت بها نفسي قبل نفسي وتحدث بها وجداني قبل بناني لعلها تجد أذن صاغية ويد عاملة أرجوا ذلك من رب العالمين سبحانه وتعالى .
وإلا فلينتظر من ولاه الله أمرنا وولاّهم ولي أمرِنا أمرَنا جزاؤهم ممن لا تخفى عليه خافيه ويده بالحق قاصمه .
وأختم همومي هذه باقتراح رائع رأيته في دولة الكويت الشقيقة
وهو ( أن الحكومة وفروا مجموعة احتياجات للأسرة من أرز وزيت وملح وسكر في مغلف واحد وبسعر رمزي يحق لكل أسرة أن تشتري منه مرة واحدة بالشهر , وسعره ثابت منذ عشرين سنة لم يتغير . والمتبني لهذا المشروع هم الحكومة ! ) .
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووول