الوعي والاستجابة
الأحد, 13 مارس 2011
عبدالعزيز السويد
من عادة الرياض العاصمة وبعد مباراة قطبي كرة القدم فيها فريقي النصر والهلال أن تزدحم شوارعها بمشجعي الفريق المنتصر، حتى مع وجود استعدادات أمنية مكثفة ترافق غالباً مثل هذه المباريات، ويوم الخميس الماضي فاز الهلال على النصر، إنما على غير العادة مرت ليلة الرياض بهدوء لافت غير مسبوق، حتى «المفحطين» أخذوا إجازة تلك الليلة. أما يوم الجمعة الذي حرّض البعض في مواقع وقنوات فضائية على تظاهرات فيه فكان أكثر هدوءاً... ومطراً.
كان الرد واضحاً في عدم الانسياق وراء دعوات الفوضى، هذا هو رد الرأي العام السعودي، ومعظمه شباب يافعون تستهويهم في العادة التجمهرات والتجمعات وتصويرها. والرد الحازم بمستواه المرتفع هذا يخبر عن وعي أصيل حريص على عدم التفريط بالاستقرار ومكتسبات الوطن، وهو حرص له أساس راسخ من الثقة والولاء للقيادة السعودية.
شخصياً وبحكم تماس قديم مع جمهور القراء في بلادي أعلم الكثير من مطالب المواطنين بمختلف فئاتهم، وأحاول - مثل زملاء آخرين - التعبير عن بعضها كل ما أمكن ذلك، وأجزم أن الوفاء بها ممكن ومتيسر إذا ما تم العمل على إصلاح جذري للإدارة الحكومية بشكل يعي الاحتياجات ويستبقها بمراحل، خصوصاً وأنه ثبت - خلال السنوات الماضية - أن المال لم يكن هو المشكلة بقدر ما تكمن المشكلة في حسن إدارته.
ولا بد أن نشرع في مرحلة جديدة نعيد فيها إصلاح الكثير من القطاعات. نبدأ بالبيروقراطية الحكومية الأسيرة لأنظمة قديمة، وصورة نمطية تجاوزتها المتغيرات، نؤكد بالأفعال لا الأقوال مسؤوليتها الاجتماعية هي والقطاع الخاص، لذلك من المنتظر الارتقاء بالخدمات إلى مستوى حصول المواطن عليها من دون شبهات استجداء أو بحث عن واسطة ومنافذ غير نظامية، مرحلة نرفع فيها سقف حقوق الإنسان فنحن أولى بذلك من غيرنا وبين أيدينا كتاب الله تعالى، حتى نصل إلى بوابة إصلاح ينهض بالبلاد ويبني على ما تم بنائه، وإذا لم نعلِ من قدر المحاسبة والمساءلة ونعلن الحرب الحقيقية على الفساد فإننا نقدم للأعداء والطامعين فرصاً ذهبية.
أزعم أن الوعي بهذه الحاجات وأهميتها متوافر من القيادة السعودية، والباقي هو حسن ترجمة هذا الوعي بحيث يلمس أثره كل مواطن حوله.
www.asuwayed.com
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/243790