وقد تنبأت من قبل بوجود فساد مسئولين في مقال سابق بعنوان (فلنحطم المسئول) وهاهي جدة رحمها الله برحمته ورحم من سكن فيها حيث مات من مات وفُقد من فُقد وخسر من خسر ممن يطلق على أحدهم لقب (مواطن أو مواطنة) أما من يمتلك لقب (مسئول) أو يتصل بقرابة معه فأعتقد أنه في منأى عن الأخطاء البشرية وليس بمنأى عن إرادة الله .
تشريد وأي تشريد بل تعذيب حتى أصبح من بقي على قيد الحياة يتمنى لو أنه ممن (قتلوا) غرقاً وشملتهم مكرمة الإله سبحانه وتعالى بأن جعلهم من الشهداء فهم شهداء ماء السماء الطاهر الطهور حيث يخافون أن يصبحوا شهداء (مسك جدة) لا طيبهم الله به بل طيبهم بمسك الجنة وشتان وشتان بينهما .
لا يوجد مواطن في الوطن بأكمله لم يصبه الحزن على جدة وأهلها ، كما أنه يدعو ويبتهل للإله بأن ينتقم من كل من تحمل المسئولية في يوم ما ولم يقم بدوره كما يجب .
إن كل مسئول عما حدث في جدة هو بمثابة الإرهابي فالجرم واحد حيث التدمير والتشريد والتخريب والترويع للآمنين والنتيجة واحدة مأساة وخسائر بشرية ومادية وتأخير وتعطيل في مسار التنمية وحقوق المواطن والمقيم في العيش الكريم الذي تنشده حكومتنا الرشيدة .
فكم من الميزانيات الضخمة التي وضعت تحت تصرف هؤلاء المسئولين وكم هي الثقة التي نالوها لتحقيق رؤية الحكومة فيما يخدم البلد ( آه يا بلد خانك ابن البلد ) ولم يتحقق من ذلك شيء عطفاً على أرقام الميزانيات وعدد السنوات .
لا نعترض على قضاء الله وقدرة فهو من أساسيات الإيمان ولا نستعجل الحكم على شخص بعينه ولكننا ننتظر جميعنا نتائج ما آمر به مليكنا الإنسان حفظه الله مساء أمس بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب فاجعة جدة ومحاسبة المقصرين وننتظر أن يتحقق كل ما ورد في الأمر الكريم وأن يحاسب كل من كان له دور في تفاقم المشكلة حتى تحولت لفاجعة .
مليكنا وقائدنا حفظك الله نناشدك الله بأن تتم محاسبة المقصرين علناً ونناشدك الله بأن تكون هذه اللجنة نواة للجنة دائمة للبحث والتقصي والمحاسبة لكل المقصرين / المسئولين في شتى أرجاء البلد هناك العديد والعديد من التقصير والفساد والذي نناشدك الله فيه بأن يتم (ديمومة هذه اللجنة) وأن يتفرع منها فروع في جميع المناطق أو حتى تتشكل هيئة دائمة للنظر في كيفية التلاعب بالمسئولية وذلك قبل أن تقع كوارث أخرى في مناطق ومحافظات أخرى والأمطار الغزيرة وحدها ستكشف حجم الخلل في مناطق عديدة وكم هناك من الكاشفات الأخرى .
نحن حكومةً وشعباً ننشد التقدم والرقي والتطور والازدهار ومن أهم عناصر تحقيقها الرجل المناسب في المكان المناسب ولا يمكن أن يكون مناسباً إلا بوجود من يبحث فيما يقوم به من مسئولية ألقيت على عاتقه ولم يلقى هو على عاتقها .
بقلم : ماجد الشريف
http://www.araob.com/news/index.php?...2-23&Itemid=74