بقايا المستهلك


وافق الأول من مارس يوم حماية المستهلك الخليجي الذي كان شعاره «المنتجات المقلدة ومخاطرها». تذكرت حينها أحد المقالات السابقة المنشورة لي في مثل هذا اليوم من العام الماضي والذي كنت أتطلع فيه أن يأتي يوم المستهلك المقبل وحال المستهلك أفضل مما هو عليه في ذلك الوقت، لكن الذي حصل هو العكس تماما، فأحوال المستهلك مازلت كما هي إن لم تزدد سوءا، فغلاء الأسعار أصبح واقعا نعيشه واعتدنا عليه مايقال من انخفاض في بعض الأسعار إنما هو انخفاض في معدل الارتفاع الذي طرأ على الأسعار وليس انخفاضا ليصل إلى الأسعار السابقة أو أقل حتى نقول انخفاضا في الأسعار، معاناة المستهلك جراء استخدامه للسلع المقلدة وغير المطابقة مازالت كما هي، حوادث التسمم وسحب بعض المنتجات من الأسواق مازلنا نسمع عنها من حين لآخر وغيرها الكثير.. الكثير. حقا مسكين هذا المستهلك الذي ننساه طوال العام ونتذكره يوما واحدا فقط عبر إقامة ندوة أو المشاركة بمحاضرة، إن لم يمر هذا اليوم مرور الكرام كالعادة فلم نشهد حتى في يوم المستهلك الوحيد أحداثا حقيقة تعطي الكل اليقين بأهمية هذا اليوم وماسيحدث فيه، فلم نشهد أية تخفيضات في الأسواق، لم نشهد إقامة الندوات والدورات داخل المجمعات والمراكز التجارية لتوعية المستهلك تحقيقا للشعار حتى نثبت فعلا أن المنتجات المقلدة مخاطرة، لم يتم عمل زيارات ميدانية في الأسواق من قبل الجهات المختصة لمراقبة جودة السلع وأسعارها، مسؤولية ذلك كله هي مسؤولية ضائعة ومشتركة بين العديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية والمعنية بذلك كله والتي تلقي اللوم على بعضها البعض. لقد كان الغياب عنوان «يوم المستهلك الخليجي» العام الماضي الذي أطلقته الصحف وبعض وسائل الإعلام ولا أدري ماهو العنوان المقترح منها لنفس اليوم في هذا العام إن لم يكن الجميع غائبا لكننا سنستيقظ العام المقبل في يوم المستهلك على أحداث ووقائع لن يحجبها الغياب، حينها سيبدأ العمل على تدارك مايمكن تداركه من بقايا المستهلك.

كاتب المقال/عادل علي الغامدي
منقووووول من جدريدة عكاظ