حماية النزاهة وإسعاد المواطن
د. عبدالله الطويرقي

أسعد، يعلم الله كثيرا، عندما يباشر أي وزير أو تنفيذي كبير في جهاز حكومي أو مرفق خدمي، تفقد أحوال المركز والفروع من وقت لآخر للوقوف على طبيعة الأداء وجودة ونوعية الخدمة أو المصلحة التي تقدم للجمهور.. طبعا أنا هنا لا أقصد شغل العلاقات العامة الذي يجيده، ولله الحمد، العديد من كبار المسـؤولين في أجهزتنا وبالأخص وقت الأزمات أو عند اقتراب التشكيلات الحكومية الوزارية والأقل منها.. بل حتى الإعلاميين والعاديين من الناس لم يعودوا يكترثون كثيرا لتلك الأنشطة التشخيصية ـ إن جاز القول ـ أو التلميعـية للجهاز ومسؤوليه، والغالب الأعم من موظفي الأجهزة لا يحفلون كثيرا بزيارات إعلامية من مسؤولي الجهاز الذي يعملون فيه.. فكل شيء مرتب والشباب من وقت مبكر منظفون مكاتبهم ومهيئون مقاعد مخصصة للمراجعين «ولابسين صح» وجاهزون بشوية مقولات انطباعية تردد عند القدوم وأثناء الزيارة وعند توديع المسؤول.
إيه كنت اقول إنني، يعلم الله، أكون في أحسن حالاتي عندما أعرف أن وزيرا يفاجىء حتى كبار مساعديه ومديري العموم من وقت لآخر نتيجة لخبر صحافي أو واقعة حديث الرأي العام تخص جهازه، ليقيس الأمور عن قرب بالسمع والبصر وليكون قد أدى ما عليه من أمانة أمام ولاة الأمر ـ أعزهم الله ـ وتجاه الوطن وأبنائه.. المؤسف فعلا هو أن يكون أكبر هم الوزير أو المسؤول إبقاء صورته براقة ناصعة في عيون صانعي القرار في الحكومة وإن كان واقع جهازه وأداء منسوبيه في الحضيض ولا يرضي الله ولا عباده.
ما يؤكد موثوقية كلامي هذا هو حالة الذعر التي تتلبس هؤلاء المسؤولين عندما يكتب عنهم رأي أو قصة خبرية في الإعلام، وقلبهم الدنيا رأسا على عقب داخل أجهزتهم وخارجها للتكذيب والتبرير وإسقاط قطار من التهم والتجريم على الإعلام والعاملين فيه، وفرض الرأي الطائش والمنافي للواقع على الجهاز الإعلامي بكل أدوات السلطة الممكنة .. فقط منذ أيام يشهد الله أنني لم أتمالك نفسي من الضحك، وخشيت أن يراني أحد وأنا على تلك الحالة الهستيرية من الضحكن فيشكك في سلامتي العقلية جراء تكذيب منشور في إحدى صحفنا على لسان مسؤول تنفيذي كبير في قطاع مهم ينفي فيه ما نشرته الصحيفة جملة وتفصيلان ويشجب وبشدة تعليقي على كلامه الجميل والموثق لدى الصحيفة مسجلا، ولم أتبلَّ عليه.
هذه عينة يا سادة يا كرام لشخص مسؤول عن الرقابة والتفتيش في قطاعه يرد على الصحيفة بكل دم بارد نافيا ومنددا بأفعال الصحافي والصحيفة وكاتب الرأي بعد أن أفشى في لحظة ضعف وغياب للرقيب كلاما يشي بالفساد في القطاع..
للأسف في ذات اليوم اطلعت على خبر علاقات عامة ـ طبعا ـ لرئيس جهاز رقابي مخيف وهو يصول ويجول في فروع قطاعه مؤكدا على حماية النزاهة وإسعاد المواطن.. وهو كلام جميل ومؤثر وفي منتهى الشفافية، والبلد كله يبحث عنه، لكن هل فعلا وعلى ارض الواقع فيه شيء من هذا الكلام؟! بالتأكيد للأسف لا وألف لا..
إذ سبق أن كشفت هنا في (اليوم) عن فضيحة فساد داخل هذا الجهاز الرقابي منذ أقل من شهرين فقط بيني وبينكم لم اتوقف عن الضحك إلا عندما تذكرت كم هناك من بني آدم تضرر من وجود هؤلاء وأمثالهم؟ الله وحده أعلم.. ويا ساتر.


http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12699&P=4

وحنا بعد نضحك
اصبحت جرائدنا وواقعنا مصدر لضحكنا
يديم الضحك علينا
افضل من الواحد يكشر من الصبح

ملاحظة
ياساتر لا تجوز(لايوجد من اسماء والصفات ساتر)
تستبدل بـ يا ستار (ستار من اسماء الله )