العودة   منتدى مقاطعة > مجتمع مقاطعة التفاعلي > مقاطعة أعداء الاسلام > قوّة الإسلام الناعمة / د.صالح الشمراني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-2012, 11:41 AM   #1
ايمن درجي
مقاطع متميز
 
الصورة الرمزية ايمن درجي
 
رقـم العضويــة: 1337
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: مكة المكرمة
المشـــاركـات: 1,820
Twitter

افتراضي قوّة الإسلام الناعمة / د.صالح الشمراني

المختصر/ القويّ إنْ جهل قوّته أهدرها، وإنْ جهلها المخالف السّياسيّ أو الفكريّ ارتكب حماقات معها قد تضرّه، وأعجب المفارقات حين يعلمها المخالف بل ويَفرَقُ منها على حين فترة من أهلها.
والقوّة التي أعنيها هنا هي قوّة الدّين والتديّن والمتديّنين، هذه القوّة مستندها (نُصرْتُ بالرّعب) - وهذه النّصرة ليست خاصّة به -بأبي هو وأمي وصلوات الله وسلامه عليه- بل له ولأتباعه وفي ذات الحديث (وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا) ولا قائل بالخصوصيّة-، وهي العزّة في قول الباري: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) وهذا خبر لا يكذب، ولم يجعلها سبحانه له وحده ولا له ولرسوله، بل لهما وللمؤمنين في حالة جهل أو تجاهل من المنافقين الذين وصفهم بأنّهم لا يعلمون، والغريب أنّ بعض المنافقين يعبّر عنها أحيانًا بطريقة غير مباشرة باستكانتهم أمام الصّالحين، وتخوّفهم من المواجهات العلنيّة مع العلماء والمصلحين فـتراهم (يحسبون كلّ صيحة عليهم)، ويتّهمون الصّالحين بالغلظة والجفاء، وما هو بشيء وإنّما هي ذِلّة يجدونها في قلوبهم بسبب لوثة معاصيهم (وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ)، فإذا ما وقعت أعينهم على صالح خنسوا خنس الشّيطان إذا سمع الأذان حتى (لو يجدون ملجأً - يأوون إليه - أو مغارات - يختفون فيها - أو مدخلاً - يستترون فيه - لولّوا إليه وهم يجمحون)، بمحادّتهم للشّريعة، ضُرِبت عليهم الذّلة حتى ولو رأيت المشالح تعلو أكتافهم (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) ولذا فإن (الدّين – الفضيلة – حملة الشريعة) لا تتضرّر بقرار سياسيّ، ولا بحملات إعلاميّة أشدّ من تضرّرها بضعف يقينها وقلّة صبرها، وقد جاء ربط الثّبات والنّصرة في كثير من آيات المواجهة بالصّبر واليقين (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا)، ورتّب الفلاح عليهما فقال: (اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) حتى في الصّراع مع الإخوة الظَّلَمة (إنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين)، وعند حاجة المدد تتنزّل القوّة الخفيّة (إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَٰذَا)، وسعى في توطين نفوس المؤمنين على ما سيسمعونه من بذاءات ويحلّ بهم من ابتلاءات واتّهام بالإرهاب والتخلّف (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً) والحلّ؟ (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور)، فلا ينقص المتديّن شيء كنقص يقينه وضعف صبره أو جهله بقوّته، ومتى جهل عالم أو مصلح مصدر قوّته وعزّته وأهان نفسه، وأهان العلم الذي يحمله بالأطماع حتى تجهَّمًا فلن يخرج من ذِلّته لمن هو أولى أن يذلّ له إلاّ بخفّي حنين يرمى بهما وجهه وقبره.
وأمّا المخالف فمتى أدرك هذا الركن الشّديد الذي يأوي إليه الصّالحون بقي في مأمن من مواجهتهم، ومتى جَهِلهُ وقع في مغبّة جهله وتبعات حماقته.
فيا أيّها العلماء والمصلحون لئن كانت النّاس تهاب ظلّها فإنّ المخالف بكلّ أطيافه بات يخشاكم كخشية الشّعوب أو أشدّ خشية لا لأشخاصكم، ولكن هيبة التّاج الذي تتزّينون به فوق رؤوسكم وتحملونه في قلوبكم، فلا تكونوا كالعِيس في البيداء يقتلها الظّمأ والماء فوق ظهورها محمول؛ فإهدار هذه القوّة غبن فاحش وعيب يـُخشى معه الردّ بالعيب في بيعة (إنّ الله اشترى)، ومما يدفع عربتكم ثمار التّفاعل السّريع والعريض مع أيّ تحرّش بالشّريعة أو العقيدة كما في حادثة حلقات التّحفيظ.
وهذه بعض مؤشّرات هذه القوّة النّاعمة والمسالمة:
- التديّن الفطريّ والتوجّه الإسلاميّ عند أكثر المسؤولين وفّقهم الله وحفظهم.
- التديّن الفطريّ والتّوجّه الإسلاميّ عند عامّة المتلقّين.
- منابر الجمعة ولواقط المساجد.
- كثرة القنوات الإسلاميّة المؤثّرة وحيازتها لنسب مشاهدة عالية جدًّا.
- قوّة المواقع الإلكترونيّة التي تحتكم إلى الشّريعة.
- كثرة المتابعين في مواقع التّواصل الاجتماعيّ.
- تنوّع قاعدتها الجماهيريّة (سياسيّ – فكريّ – ثقافيّ – رياضيّ – شعبيّ).
- تنوّع خطابها (إيمانيّ - فكريّ فلسفيّ – حقوقيّ – علميّ – وعظيّ – قصصيّ – ترفيهيّ).
وعليه فعندما تفجعون بما ترونه موجعًا (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)، والسعيد من بنى لبنة في بناء المرسلين، والشقيّ من هَدَمَ، (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)
المصدر: الاسلام اليوم
http://www.almokhtsar.com/node/32205

___________________________

"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا(11)وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا(12)" سورة نوح
_______________________________________
للتأكد من الأيات بنصها راجعها في
www.qurancomplex.org
والأحاديث وبعض كتب الفقه راجعها في
www.al-islam.com
=================
@Aimn_Darji
ايمن درجي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:16 AM.