ما قبل الكارثة
سعد عطية الغامدي
حرصت شركة «بريتيش بتروليوم» على أن تركب موجة التطلع إلى مابعد عصر النفط حين كثر الحديث عن هذا العصر، وكان أول مافعلته هو أن جعلت من الحرفين اللذين يرمزان إلى اسمها BP دلالة وصول إلى هذا العصر: Beyond Petroleum بدلا من British Petroleum.
ثم حرصت الشركة نفسها أيضا على أن تكون أول المستفيدين من التوسع في عصر النفط بالتنقيب في المياه المغمورة فذهبت إلى أعماق بعيدة لم تذهب إليها شركة من قبل، لكنها لم تحسب حسابا للسيطرة على ماقد يحدث.
وحين حصلت الكارثة وانهارت منصة الحفر وانفجرت البئر كان العمق أبعد مما تصل إليه تقنيات الإنقاذ التقليدية والمستحدثة، واضطرت الشركة إلى الاعتذار وإلى تقديم 20 بليون دولار للمتضررين من سكان يقيمون على ضفاف خليج المكسيك وليس بعيدا أن تغرق الشركة في أعماق جشعها وتعلن إفلاسها.
الكوارث اليوم تترى، وكثير منها بسبب أخطاء بشرية ولا يكفي الاقتصار على التلاوم والاعتذار بالمال أو بغير المال بل لابد من الأخذ بأسباب السلامة قبل أي تصرف.
بالأمس أعلن الدفاع المدني في المملكة عن 18 مصدرا للمخاطر، كثير منها يمكن تداركه مما يستدعي أن يكون الدفاع أول الآخذين بذلك، فلا يعطون تصريحا بالبناء إلا وهم على يقين من أن السيطرة على الكارثة أمر ممكن سواء من حيث ارتفاعات المباني أو كفاية الطرق الموصلة إليها وماشابه ذلك من حسابات.
كما أعلنت أمانة جدة عن أن 13 % من مباني جدة آيلة للسقوط، وأعلنت
وزارة العمل عن ارتفاع التأشيرات مقابل فصل الموظفين من السعوديين،
وأعلنت وزارة الصحة التحذير من بعض المنتجات التجميلية وهكذا تتوالى الإعلانات
فماذا يتم من احتياطات مسبقة تحقق المنافع قبل أن تقع الكارثة.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0627358322.htm