يامعالي الوزير كل ...هل رأى أحدكموطناً تائهاً ؟ . أبحث عنه في كل مكان ، وتتناثر أخباره في الهواء .. ولا أجده قيل ان لصوصا اختطفوه ، ويريدون فدية من كل شخص يفكر في البحث عنه .. وقيلأنهم يشربون دمه ، وقيل أنهم يسحقونه تحت عجلات سياراتهم الفارهة وحوافر خيولهم التي تفوز دائما ..وقيل أنه لميعد كما كان ..مع أني لا أعرفه أصلا ، ولا أستطيع تخيل كيف تغير .. وتكثرالإشاعات .. عن كائن نسمع به ولا نعرفه .. سموه وطناً فقلنا آمين !ما علينا .. إن رايتم وطناً يبحث عن رعايا تائهينفاخبروه أنهم لا يريدون أن يجدوه حتى لا تموت أحلامهم فالأحلام تموت حين تتحقق !ثم أما مالا أعنيه : هل أتاكم حديث معالي وزير التجارة وهو يطلب من الناس أن يتكيفوا مع الغلاء وأن يغيروا عاداتهم الغذائية ؟ !هل لبس " مشلحه " وترزز في وزارته حتى يأتي بهذه الحكمة البليغة ؟ !إن من البيان لسحرا .. يا شيخ ! لكنه رغم بلاغته ـ حماه الله من العين والحسد ـ لم يتفضل على هذا الشعب التافهويخبرهم ماذاً يأكلون بالضبط ؟ماهو الشيء الذي لم يرتفع سعره حتى " يطفحه " هذاالشعب التافه ؟! التراب أصبح أغلى من أن يسد به أحد رمقه .. والتبن أصبحمرتفع السعر لدرجة أنه لا يستطيع اقتناؤه إلا عليه القوم ..ولعل مائدة معاليهتزدهر بأنواع التبن الفاخر بعد أن اصبح عزيزاً على بني البشر في هذا الوطن !فماذا يأكلون ؟ !إن رأيتم إنساناً " ياكل تراب " فهو لص يحاول أن يأكل منتراب الوطن قبل أن يحوله أحدهم إلى مخطط تصبح لقمة التراب فيه أغلى من الكافيار ! وإن رأيتم إنساناً " ياكل تبن " فهو لص آخر يحاول أن يقلد علية المخلوقات فيهذا الوطن .. فناقة واحدة تأكل التبن بكل أناقة و" إتيكيت " تساوي قيمتها دخل ألف مواطن من أولئك الذين لا يجدون تبناً ليأكلوه ! تحركت الدولة بقضها وقضيضها حين تسممت بعض " مزايين " الإبل ودفعتتعويضاتلكلمن فقد مزيوناً أو مزيونه .. بينما البشريأكلون الأغذية الفاسدة ، وتنهش في ما بقى من أعمارهم مصانع " السرطان " ولا يحركذلك أحد .. ثم يخرج وزير التجارة الظريف ليقول للناس أنتم تافهون ولابد ان تغيروا عاداتكم حتى تتناسب مع ارتفاع سعراليورو..! يورو أيه اللى انت جاي تؤول عليه يا معالي الوزير الوسيم ..؟ !هلارتفاع إجارات المنازل المبنية منذ العصر الجليدي سببها ارتفاع اليورو ؟ وهلارتفاع سعر بضائع تصنع أو تزرع في آسيا سببها ارتفاع اليورو ؟قد أجد للدولةـ حفظها الله ـ عذراً في عدم الاهتمام بمشاكل البشر لأنهم " شيون " .. لو كانوا " مزايين" كتلك الإبل لوجدنا وزير التجارة يحمل أكياس الأرز على ظهره ليوزعها مجاناً على الناس ! وهذا يفسر ربما انتشار عيادات التجميل في كل مكان .. كنت أعتقدأنها موضة تافهة لكني أكتشتف لاحقاً أنه لا تافه سواي !أعتقد أننيأستوعب الأمر الآن ..ولكن لصوصاً آخرين سرقوا مني كل شيء فلم أعد قادراً على " تجميل نفسي " ولا على التشبه بناقة حسناء تخر لها الجبابر ساجدينا ! ثم إني أرجو ألا يعتقدمواطن سفيه ـ مثلي ـ أني أساوي بين بهائم الحكومة والحاشية وبهائم الشعب ..فحتىالبهائم لها مقامات ..فأغنام الفقراء تتضور جوعاً كما يفعل رعاتها ، لأن مسؤولاً ما تسبب في رفع أسعار أعلافها لدرجة أن تلك الأغنام أصبحت ترى في العلفترفاً لا يناله إلا بهيمة أوتيت حظاً عظيماً وعاشت في مزرعة مسؤول! اللهم احفظ مسؤلينا وأغنامهم وكــلابـهــم .. أما نحن فأمر حفظنا من عدمه أمر راجع لولاة أمرنا ولا يجوز لنا تخطي صلاحياتهم !
.
.
بالمناسبة .. وعلى طاري الكـــلاب .. كان لأبي كـلـب ابيض جميل ، يثق فيه أكثر مما يثق في أي مخلوق آخر .. اغتالته يد الغدر والعدوان حين لم يجد احدهم صيداً في ليلة مشؤومة فاصطاد كلبناحاولت أن استظرف مع والدي في اليوم الأول بعد رحيل " شارون " ـ وهو اسم الكلب ـفكاد أن يلحقني به ! قلت له مواسيا : لا تحزن كثيراً فلديك خمسة أبناء وكل منهمسيكون شارون آخر ..! نظر إلى بغضب وقال : "تخسون وتعقبون " !لم يكن كلباًعاديا .. كان حارساً وراعياً وصديقاً وفياً وهي مهمات لم نستطع القيام بأي منها ..
..
كان لعامر بن عنترة كلاب صيد وكان يحسن صحبتها ، وحين مات ودفنوه ذهب أقاربه وأهله ولازمت الكلاب قبره حتى ماتت عنده .. ذكرهابن المرزبان في كتابه : تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب !ورزقي ورزقالـكــلاب على الله ... موضوع اعجــبنــيقلــت انقــله