مواضيع ذات علاقة ...
*******************************************
انخفاض أسعار السلع العالمية بشكل عام سيلقي بظلاله على المستوى المحلي .. مؤسسة النقد:
«ساما»: زيادة المعروض السكني تخفف التضخم في الربع الرابع
محمد السلامة من الرياض
جددت مؤسسة النقد السعودي "ساما" التأكيد بأن الدلائل الأولية وفقًا للمعطيات الحالية والتنبؤات المستقبلية على الصعيدين المحلي والعالمي، تشير
إلى احتمال استمرار الضغوط التضخمية المحلية في الاقتصاد خلال الربع الرابع من العام الجاري، ولكن بمستوى أقل حدة عما كانت عليه في الربعين السابقين، خصوصا مع توقعات زيادة المعروض من الوحدات السكنية خلال الفترة المقبلة.
وبحسب تقرير أصدرته "ساما" حول توقعات التضخم للربع الرابع من عام 2010، يلاحظ الارتفاع في مستوى الضغوط التضخمية في الاقتصاد السعودي خلال الربع الثالث من هذا العام، حيث ارتفع معدل التضخم الربعي من 1.3 في المائة في الربع الثاني من عام ٢٠١٠ إلى 2 في المائة في الربع الثالث من العام نفسه. ويعزى معظم هذا الارتفاع إلى استمرار الضغوط التضخمية في مجموعة الأطعمة والمشروبات، مجموعة السلع والخدمات الأخرى، ومجموعة السكن وتوابعه.
وهنا، استبعدت المؤسسة حدوث ضغوط تضخمية حادة في الربع الرابع من هذا العام، متوقعة أن تشهد أسعار السلع العالمية بشكل عام في الربع المقبل انخفاضا طفيفا بناء على تقرير آفاق الغذاء الصادر من منظمة الغذاء العالمية في حزيران (يونيو) ٢٠١٠، الأمر الذي سيلقي بظلاله على الأسعار على المستوى المحلي مما يعزز تخفيف وطأة تأثير مجموعة الأطعمة والمشروبات في الرقم القياسي العام. كذلك رجحت أن يكون لموسم الحج أثر إيجابي في الاقتصاد السعودي من ناحية النمو الاقتصادي، وآخر سلبي محتمل يتمثل في زيادة الضغوط التضخمية من خلال الارتفاع المحلي المتوقع في أسعار اللحوم والملابس تزامنًا مع فترة عيد الأضحى.
كما تتوقع "ساما" انخفاض الضغوط التضخمية ولو بشكل طفيف في مجموعة الترميم والإيجار والوقود والمياه (السكن وتوابعه) في ضوء توقعات زيادة المعروض من الوحدات السكنية المؤدي إلى تخفيف الضغوط التضخمية في الإيجارات، وأيضا أن ينعكس الانخفاض في نسبة التضخم لدى الشركاء التجاريين للمملكة, في الربع الثالث من عام ٢٠١٠ على السوق المحلية في الربع الرابع من العام نفسه. وكان مستوى التضخم في الربع الثالث من عام ٢٠١٠ سجل ارتفاعًا بلغت نسبته 6 في المائة، مقارنة بالربع المقابل من العام السابق، وبلغ متوسط التضخم السنوي في العام ذاته منذ بداية الفترة حتى نهاية الربع الثالث من العام نفسه 5.2 في المائة، مقارنة بنسبة 5.5 في المائة في الفترة نفسها من عام ٢٠٠٩، و9.9 في المائة في الفترة نفسها من عام ٢٠٠٨. وتشير بيانات صندوق النقد الدولي للرقم القياسي للأسعار العالمية الصادرة في تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠ إلى ارتفاع أسعار السلع غير النفطية بنسبة 23.5 في المائة في أيلول (سبتمبر) على أساس سنوي، ونسبة 19.8 في المائة عند مقارنة الربع الثالث من عام ٢٠١٠ مع الربع المقابل من العام السابق. وارتفعت أسعار الغذاء العالمية بنسبة 18.1 في المائة، وضمن هذه المجموعة شهد الشعير والقمح ارتفاعات قياسية بلغت 60.9 في المائة و42.3 في المائة على التوالي. فيما حققت المواد الزراعية الخام ارتفاعًا بنسبة 27.7 في المائة على أساس سنوي، وارتفعت أسعار المعادن والطاقة بنسبة 32.9 و13.8 في المائة سنويًا على التوالي.
وطبقًا لبيانات صندوق النقد الدولي لتشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠ فمن المتوقع أن ترتفع معدلات التضخم, ولكن ستبقى متواضعة بشكل عام في الاقتصادات المتقدمة، حيث يتوقع أن تصل إلى 1.4 في المائة في عام ٢٠١٠، مقارنة بمعدل 0.1 في المائة في عام ٢٠٠٩. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تصل معدلات التضخم في الاقتصادات الناشئة والنامية في عام ٢٠١٠ إلى 6.3 في المائة، مقارنة بمعدل 5.2 في المائة في عام ٢٠٠٩، وأن يصل معدل التضخم في المملكة إلى 5.5 في المائة خلال عام ٢٠١٠.
وتبعا لتقرير "ساما"، الذي يسلط الضوء على معدلات التضخم في الاقتصاد السعودي واتجاهاتها العامة باستخدام الرقم القياسي العام لتكاليف المعيشة في البلاد (الصادر من مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات)، فإن هناك العديد من العوامل التي تلعب دورًا في التأثير في معدل التضخم المحلي، وتختلف قوة تأثيرها بحسب طبيعة الاقتصاد المحلي، والتي تتركز في جانب الطلب الناتج عن زيادة الإنفاق الحكومي والإنفاق الخاص وتأثيرهما في مستوى السيولة. فقد سجلّ الإنفاق الحكومي نموًا نسبته 14.7 في المائة في عام ٢٠٠٩، مقارنة بنمو نسبته 11.5 في المائة في عام ٢٠٠٨. وسجل عرض النقود في الربع الثالث من عام ٢٠١٠ ارتفاعًا نسبته 1.5 في المائة، مقارنة بالربع الثاني من العام ذاته، في حين سجل ارتفاعًا سنويًا نسبته 5.1 في المائة في السنة المنتهية بالربع الثالث من عام ٢٠١٠، مقارنة بارتفاع سنوي نسبته 12.5 في المائة في السنة المنتهية بالربع الثالث من عام ٢٠٠٩. وبالنسبة لنشاط القطاعين الخاص والعام، سجل الناتج المحلي للقطاع الخاص بالأسعار الجارية نموًا نسبته 3.6 في المائة في عام ٢٠٠٩، في حين بلغ معدل نمو القطاع العام 7.7 في المائة في العام نفسه.
وفيما يتعلق بالتوزيع الجغرافي لمعدل التضخم في المملكة، أوضح "ساما" أن الرقم القياسي العام لتكاليف المعيشة لجميع المدن
سجل ارتفاعًا في الربع الثالث من العام الجاري بلغت نسبته 2 في المائة، مقارنة بالربع الثاني من العام ذاته ليصل إلى 130.2 نقطة. حيث سجلت ستة مدن معدلات ارتفاع ربعي أعلى من معدل النمو في الرقم القياسي العام لتكاليف المعيشة، وهي على التوالي: الطائف، نجران، بريدة، مكة المكرمة، الدمام، والرياض. ويلاحظ أن الطائف سجلت معدل نمو ربعي مرتفع جدًا مقارنة ببقية مناطق المملكة بلغ 9.9 في المائة. بينما سجّلت معظم المدن ارتفاعًا في الرقم القياسي لتكاليف المعيشة لكن بمعدلات مساوية أو أقل من معدل النمو في الرقم القياسي العام لجميع المدن. كما سجل الرقم القياسي العام لتكاليف المعيشة لجميع المدن ارتفاعًا سنويًا نسبته 6 في المائة في الربع الثالث من عام ٢٠١٠ مقارنة بالربع الثالث من العام السابق. وسجلت ثلاث مدن ارتفاعات سنوية في أرقامها القياسية أعلى من معدل النمو في الرقم القياسي العام، وهي: الطائف، الرياض، والدمام. أما بقية المدن فسجلت معدلات ارتفاع أقل من معدل النمو في الرقم القياسي العام.
http://www.aleqt.com/2010/11/23/article_471644.html