محمد السحيمي

الشريحة المحسودة

ثقافة الحسد هي التي تحرك شعوب العالم الثالث، وخاصة الشعوب العربية والإسلامية، هل لديك أقوال أخرى؟ في العائلة الواحدة: الفتاة تحسد شقيقها لأنه يستطيع أن يتحرك بحرية مطلقة داخل وخارج البلد، وهو يحسدها لأنها تجد الوقت والتركيز لتتفوق وتواصل تقدمها العلمي! والأب يحسد الأم ساعةً من وقته الثمين في الشهر، والأم تحسده كشرة "لافاش كيري" في العمر كله! والمتزوج بربة بيت، يحسد المتزوج بموظفة، وكلاهما يحسد الأعزب، الذي يحسد بدوره أي"خبَّاز"، لأنه لا يحتاج لحضن دافئ!
وهكذا تستطيل، وتتداخل سلاسل الحسد، لتقيد شرائح المجتمع المختلفة عن الإبداع والإنتاج، الذي لم يعد يحدده الأكثر انطلاقاً، بل الأقل تقييداً! فما هي الشريحة الأكثر جذباً للحسد هذه الأيام؟ لاشك ـ ولا تخريم ولا تطريز ـ أنها شريحة:المساجين المساكين الأحرار!
نعم المساجين، فتعالوا نحسدهم، لعل الله يعجِّل بفك أسرهم، فوراً حالاً بالاً، حتى يذوقوا مانذوق:
يا حظكم يا مساجين يا مساكين: تأكلون بالعافية ما يقدم لكم، من "إندومي" و"عدس"، غير متأثرين بارتفاع الأسعار، ولا معنيِّين بنداءات مقاطعة الحليب ومشتقاته! فأنتم ـ يا حظكم ـ الشريحة الوحيدة التي عملت بنصيحة وزارة التجارة، وغيَّرت عاداتها الغذائية، فتخلصتم من إدمان الرز، وتعاطي اللبن "لتلييس" المعدة، بعد وجبة الغداء الـ... الذي لم يتخدَّر منكم يكمل!
يا حظكم يا مساجين: لستم مضطرين لخوض الزحام، ومكابدة الاختناقات في شوارع المدن الكبرى، التي تنتهي بأسرعنا، لأقرب مستشفى للتزود بـ"شمة" أكسجين، ليخوض نفس المعركة في اليوم التالي! هل تصدقون ـ يا حظكم ـ أن أكثرنا صحةً هم المدخنون، لأنهم مازالوا يجدون في رئاتهم "كم حوصلة" لـ"كم باكت" في اليوم! إهب عليهم: آخر مزاج! لا ربو، ولا تصلب شرايين، ولا خوف من السرطان، ولا"قنديل البحر" حتى!
يا حظكم يا مساجين: لم تتعرضوا إلا لنوعٍ واحدٍ من التحقيق والادعاء العام، يقوم به محترفون واعون بحقوق الإنسان، ولمرة واحدة أو مرتين، بينما يتعرض الواحد منا لأصناف التحقيقات، غير المحترفة، وغير الواعية بالإنسان، ناهيك عن حقوقه، ولمرة واحدة، أو مرتين كل نصف ساعة، من زوجةٍ تؤمن بشيء واحد فقط، هو:

أن الوفاء صفة لا يتمتع بها إلا"الكلاب"! ومهما مشيت على أربع، ومهما لهثت ونبحت، ومهما عويت واستعويت، فلن ترقى في نظرها لمستوى الكلاب، إلا بذيلك الذي لا ينعدل أبداً!
يا حظكم ياكلا...ـ عفواً،

فقد صرنا نحسد حتى الكلاب!

يا حظكم يا مساجين: فأنتم بمعزلٍ عن تقلبات أسهم "الخشاش"، فليس منكم ـ يا حظكم ـ من باع بيته، أو تحمَّل قروضاً باهظة وخسرها في غمضة عينٍ، دون أن يفهم ـ مجرد فهم ـ ما يجري، وما يمشي، وما يزحف على بطنه!
يا حظكم يا مساجين: لم تعد أكبادكم تتفطر على منظر "أكبادكم" وهم يحملون أسفاراً من الورق، في طريقهم للكتاتيب، بينما الناس، حتى في أفقر بلاد الله، يستعيضون عنها بـCD ! يا مظلوم من اللي ظلم!
يا حظكم يا مساجين: لا يهمكم أن ترتفع الرواتب أو تنـزل، فمكافأة السجين ـ ستون ريالاً في الشهرـ تفيض عن حاجتكم:لا فواتير، ولا أقساط، ولا"مساكن"، يا حظظظظظكم وبس!

اقتباس من المصدر :
http://www.alwatan.com.sa/news/write...3973&Rname=134

مقال جميل

من هم المساجين !!!

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جباية المستهلك

مقال جميل

من هم المساجين !!!

هل تسئل عن المساجين في السجن الصغير او الكبير !

وجهة نظر تحترم

مقال يخلي الواحد يتمنى يتسجن و لو لفترة مؤقتة ... نقاهة.


مشكور أخي الكريم على النقل ..

و اللهم ... لاحسد.