26-02-2008, 10:18 AM
|
#1
|
إعلامي المنتدى
رقـم العضويــة: 4093
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشـــاركـات: 2,362
|
بعد أن منعت إحدى مقالاته "كاتب سعودي يتحدى رئيس تحرير ويحكّم القراء فيما بينهم"
كاتب سعودي يتحدى رئيس تحرير ويحكّم القراء فيما بينهم GMT 5:00:00 2008 الثلائاء 26 فبراير
إيلاف
الكاتب عبدالله بن بخيت
بعد أن منعت إحدى مقالاته
كاتب سعودي يتحدى رئيس تحرير ويحكّم القراء فيما بينهم إيلاف من الرياض: في السعودية، عندما يمنع لأحد الكتّاب مقال معين من رئيس التحرير فإن الخيارات التي أمامه ستكون محدودة جداً. إما أن يتخلص من هذا المقال ويضعه في سلة المهملات ويبدأ في كتابة مقال آخر، أو يدخل في حوار غير مجدي مع رئيس التحرير لكي يبدد مخاوفه ويقنعه بنشر ذلك المقال ولكن هذه الطريقة غالباً ما تفشل. ولكن الكاتب السعودي عبدالله بخيت إبتكر يوم أمس طريقة جديدة وهي تحديه لرئيس تحرير جريدة الجزيرة التي يكتب فيها معلناً في مقاله الذي نشره يوم أمس في زاويته بأنه ذات المقال الذي منعه رئيس التحرير قبل مدة ولكنه كتبه بطريقة أخرى. ودعا الكاتب في نهاية مقاله القراء الذين يريدون أن يقارنوا بين المقالين أن يراسلوه على بريده، وسيقوم هو بالرد عليهم، وهذا ما حدث بالفعل، فقد راسل الكاتب عشرات القراء الراغبين بلعب دور الحكم بينه وبين رئيس التحرير.
يقول الكاتب عبدالله بن بخيت ل"إيلاف" :" في هذا المقال كنت أطمح لتحقيق ثلاثة أهداف، وهذا ما حصل. وجهت رسالة للرقابة وللمراقبين بشكل عام تقول أنه بالإمكان تجاوزكم بسهولة، وذلك عن طريق تخفيف التأثير السيكولوجي في المقال حتى يمر بدون أي عوائق . الهدف الثاني : أوصلت المعلومة التي كنت أريد قولها. الأمر الثالث: نجحت في ابتكار طريقة جديدة للتواصل مع القارئ".
الرقابة في الصحافة السعودية هي من أكثر الأشياء المحيرة . لا تعرف هل تعود لمزاج رئيس التحرير أم لتعليمات وزارة الإعلام أم لأسباب أخرى . غالباً ما يتعمد رؤساء التحرير في الصحف السعودية على إبقاء هذا الوضع غامضاً ومربكاً بالنسبة للكتاب حتى يستطيعوا أن يتحكموا بالنشر والمنع بدون أن يخضعوا لمساءلة من الكاتب حول السبب لمنع مقاله. يكون الجواب في الغالب :"هذا المقال غير مجاز. اكتب مقال آخر. هناك أشياء لا تعرفها" . ويبدو هذا جواباً مقنعاً لكاتب لا يعرف ماهي المعايير أو المرجعية . الكاتب عبدالله بخيت كان يريد من خلال مقاله ذلك أن يتحدث عن هذه المعايير المتضاربة "وغير المستقرة" كما يصفها . ويضيف :" المعايير في الصحافة السعودية تتعلق بشكل أساسي بسيكولوجية المراقب وليس هناك أي أسباب أخرى . إذا وصلت للمراقب مكالمة تلفونية غاضبة قبل أن يستلم مقالك فيسقوم بمنعه , وإذا مر عليه وقت طويل بدون أن يؤنبه أحد أو يتعرض عليه فسيرتفع سقف الحرية تلقائياً ,وسينشر مقالك الذي رفضه قبل مدة ".
ويعتقد الكاتب بخيت أن معايير الرقابة القديمة هي التي تتحكم في عقليات المسئولين عن الصحف , على الرغم من التغيرات الهائلة التي تمر في حياتنا . يقول :" سأضرب لك مثلاّ . مقالي الأخير منع لأني تحدثت عن الدولار. فهم المراقب أن هذا هجوم على أمريكا . أعتقد أن المقال يمكن أن يتسبب بمشاكل وذلك يعود للمعايير القديمة التي يخشى فيها الصحفيون في السعودية مهاجمة الدول. المعايير الجديدة للصحافة لا تمنع من انتقاد الدول ويبدو هذا أمراً طبيعياً. عندما تنتقد السياسة السورية الآن سيخرج عليك احد ويمنع المقال لأنه يخشى أن تقع الجريدة في ورطة. هو يعتقد ذلك لأن المعايير القديمة للصحافة هي التي تتحكم به".
ولكن مثل هذا الكلام لا ينطبق على رئيس تحرير جريدة الجزيرة السيد خالد المالك المرن والجريء , وهو الذي أجاز هذا المقال الذي يتحداه بدون أن يرفع سماعة التلفون على الكاتب . يقول بخيت :" أعتقد أن المقال يمثل قفزة جديدة في مستوى الرقابة . لا ينشر في الصحافة السعودية مقال لكاتب ينتقد رئيس تحرير في الجريدة التي يكتب بها. في الواقع أن المستوى المرتفع من الحرية الذي أكتب فيه أنا وزملائي الكتاب في جريدة الجزيرة يعود لخالد المالك شخصياً وليس لمستوى الحرية الموجودة لدينا في الصحافة".
الكاتب بخيت يكتب بطريقة جديدة وخلاقة . فهو يكتب عن قضايا عميقة بطريقة ساخرة ومحزنة في بعض الأوقات. فقد كتب مقالات ساخرة أوصلته للمحاكم عن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , و ينتقد في الغالب مظاهر التطرف والخرافة في المجتمع , فقد كتب مؤخراً مقالات مثيرة عن السحر. ولكن في مقاله الأخير هذا يوجه نقده للسياسة التي تدار بها الصحف السعودية. يقول :" لا أحد ينتقد رؤساء التحرير أو يعترض عليهم من الكتاب والصحفيين إلا في المجالس الخاصة . الحرس القديم في الصحافة السعودية يجب أن لا يبالغ في التأثير الذي تملكه صحفهم . تأثير الصحافة كان قوي في الماضي . هذا صحيح . ولكن اللعبة اختلفت الآن".
يوم أمس تأكد الكاتب بخيت أن شروط اللعبة فعلاً اختلفت . فقد وصلته عشرات الرسائل التي تطلب مقالاته الممنوعة وقام بإرسالها وهذا المقالات ستنتشر بسرعة في مواقع الانترنت . وهو يستعد قريبا لإنشاء مدونة خاصة به ,وستبعث مقالاته إلى آلاف القراء عبر المجموعات البريدية التي تخترق الحواجز . ماذا سيفعل المراقبون ورؤساء التحرير الصحف السعودية في مواجهة هذا الأسطول التقني العالمي؟. يجيب الكاتب بخيت بنبرة متهكمة :" عليهم أن يخوضوا حربهم مع التقنية وليس معي. وإذا ما انتصروا فيها فمن المؤكد أننا لن ننتقدهم أو نتحداهم".
نص المقالة الممنوعة:
قبل سنوات تداولت الأوساط الثقافية في العالم صورة للدولار الأميركي مستبدل فيها صورة الرئيس الأمريكي المعتادة بصورة هيكل عظمي لطفل أفريقي تعبيرا عن المجاعة التي تجتاح كثيرا من دول العالم المنسوبة إلى جشع الدولار وأهله. كانت تلك الصورة المعدلة جزءا من الحرب الباردة والصراع بين القوى الغربية والحركات الإنسانية واليسار العالمي. كان الدولار اسطع علامة على الاستعمار ونهب ثروات الشعوب. ما أن يذكر الدولار حتى تبدأ النفوس أما بالاشمئزاز أو بالطمع. لم يكن الدولار عملة محايدة. كلمة لها مدلولها السياسي والثقافي والتاريخي. أضعف شيء في هذه العملة هو البعد الاقتصادي الذي خلقت من أجله.
لأول مرة في تاريخ المملكة تثار قضية تخص الدولار. لأول مرة يدخل الدولار في حديث الناس على المستويات كافة. هل نبقي على الارتباط بالدولار أم نفك هذا الارتباط؟ المسألة ليست مجرد نقاش بين مجموعة من الاقتصاديين وأصحاب القرار المالي لكنه يمتد ليصل إلى معاش الناس على مستوى الخبز والحليب والرز. يحتدم هذا النقاش على خلفية احتلال العراق واختناق الفلسطينيين والاضطراب الأفغاني والتفجيرات المتوالية في أكثر من مكان في العالم وصيحات الحرب التي يطلقها الزعماء الأمريكان في كل المناسبات. هل نفك الارتباط بالدولار أم نبقي عليه؟ يا له من سؤال : من يؤيد ومن يرفض؟ وكأن الأمر تصويت سياسي يسهم فيه الموقف العاطفي التاريخي السياسي بالدور الأكبر.إنقسم الناس ,أو هكذا يبدو الأمر, إلى قسمين قسم يطالب بالتخلص من الدولار وآخر البقاء على الدولار. فالناس لا ترى في هذا النقاش معظلة اقتصادية بحتة. المسألة باتت معركة يتواجه على جنبيها طرفان أحدهم مأتمرك والآخر يريد أن يخلصنا من الأمركة.
الذي يقرأ ويسمع تصريحات المسؤولين و أصحاب القرار الاقتصادي لا يرى أي توضيح أو شرح للمصلحة من بقاء الارتباط بالدولار ولا يسمع أيضا من الطرف الآخر أي توضيح للفكاك من الدولار. حتى أن أسلوب إلقاء هذه التصريحات يلقي كثيرا من الغموض على الموقف مما يفجر الأخيلة ويفتح ملفات تاريخ صراع الحرب الباردة ويربطها بالأجواء السياسية المحتدمة هذه الأيام. يذكرني الحوار الدائر الآن حول قضية الارتباط بالدولار بمضاربات الأيام القديمة في شارع العطايف الشميسي والعجلية عندما يمسك الواحد بجران الآخر لا تسمع سوى كلمتين: (أقولك فك أقولك ما راح أفك أش رأيك). حوار اقتصادي ذا أبعاد سياسية وتاريخية وثقافية واحتقان ويبقى مجرد فك لا تفك. حوار غامض يلمع فيه الدولار بسمعته السيئة ليدور أمام شعب في حالة تحول تمور فيه روح التاريخ ومرارة السياسات الدولية وجوع الفقراء. لن تعجز وزارة المالية عن توظيف عددا من الخبراء يجوبون الجامعات والمنتديات ويكتبون مقالات مبسطة تشرح وجهة النظر الاقتصادية من البقاء على الدولار لتنظيف الرؤيا من البعد السياسي حتى لا يدخل الانتهازي ويستغل هذه المعمعة ويسيء إلى البلاد والعباد.
نص المقالة المنشورة:
هذا المقال هو إعادة كتابة مقال رفض رئيس التحرير نشره. تحدياً لقدرة الكاتب أن تكتب المقال مرتين بطريقتين مختلفتين. أعرف هذا التحدي في كتابة القصة. عندما يضطر الكاتب أن ينقل صيغة القول من الأنا (على سبيل المثال) إلى صيغة ال هو. تغييراً في مشاعر القص. تغير طبيعة القصة مع إبقاء خط القص الأساسي كما هو. لكن في كتابة المقال لا يوجد أمر مثل هذا. ما حدث بيني وبين رئيس التحرير يتعلق بالزاوية التي ينظر منها إلى الموضوع. يتعلق بتوقع ردود فعل القراء. المقال المحجوب يتحدث عن الارتباط بالدولار. هناك عشرات المقالات التي تحدثت عن هذا الموضوع. لم أطالب بفك الارتباط بالدولار ولم أطالب بالاستمرار في الارتباط بالدولار لسبب بسيط أني لا أفهم في هذا الموضوع، ولا أظن أني سأفهم هذا الموضوع في الزمن المتبقي لي في هذه الفانية.
أعتقد أن سبب اختلافي مع رئيس التحرير يعود إلى أني بدأت بالإشارة إلى سمعة الدولار في حقبة الحرب الباردة. قلت إن اليسار العالمي حارب الدولار على مستوى العالم واتهمه بأنه أصل التجويع والفساد في العالم. حوله إلى رمز للاستعمار.. إلخ. وقلت إن هذه التهمة السيئة للدولار قد تنعكس على الجدل الاقتصادي البحت الدائر حول الارتباط بالدولار.
فالجدل الدائر بين الاختصاصيين لا يساعد الناس العاديين مثلي على فهم طبيعة الموضوع. أطراف النقاش في هذا الموضوع لا يتحدثون بل يطالبون بعضهم بعضاً بكلمات مختصرة حتى أني قلت بالنص: (يذكرني الحوار الدائر الآن حول قضية الارتباط بالدولار بمضاربات الأيام القديمة في شارع العطايف الشميسي والعجلية عندما يمسك الواحد بجران الآخر لا تسمع سوى كلمتين: (أقولك فك أقولك ما راح أفك أش رأيك). حوار غير تثقيفي. مجرد تقاذف كرة. فالمتحاورون يتكلمون بينهم على أساس أن الجميع يفهم ما يقولون، وهذا غير مفيد؛ فقرَّاء الجرائد عادة من طبقات ثقافية مختلفة، وإذا جاء الأمر إلى الاقتصاد فغالبية قراء الجرائد يمكن تصنيفهم من طبقة الأميين. الحديث عن المسائل الاقتصادية في صحف المملكة جديد لم تترسخ مصطلحاته وأدواته في أذهان الناس بعد، لذا طالبت وزارة المالية أن تستغل هذه المناسبة وتتعاقد مع عدد من المحاضرين الخبراء يلقون محاضرات في الجامعات والنوادي وكتابة المقالات المبسطة لتوضيح وجهة نظرهم في بقاء الريال مرتبط بالدولار. منها إبعاد الحوارات الاقتصادية عن السياسة ومنها تثقيف الناس وإشراكهم في المسؤولية.
طبعاً هذا التوضيح يصب في صالحي. فالقارئ لن يعرف السبب الذي دفع أبو بشار إلى حجب المقال. تركيبة المقال السابق تختلف عن تركيبة هذا المقال، والشواهد أيضاً تختلف؛ ففي المقال السابق جاء ذكر الجوع والعطش والحرب الباردة وجياع أفريقيا.. إلخ. لا شك أن للكلمات قيمتها في التأثير النفسي وخلق أجواء تؤثر على استقبال القارئ للفكرة. في النهاية أقول: فكرتي وصلت، ومن يريد أن يحكم بيني وبين أبو بشار يبعث لي برسالة على بريدي الإلكتروني، وأبعث له بالمقال الأصلي.. وهو الحَكَم.
http://65.17.227.80/ElaphWeb/Politics/2008/2/307255.htm
|
|
|
|
___________________________
كلنا فداء للوطن
التعديل الأخير تم بواسطة Saudi Mqataa ; 26-02-2008 الساعة 10:23 AM
|
|
|