لماذا نفاجأ دائما مما نعرفه؟

صالح إبراهيم الطريقي



تابعت قبل العيد بأيام عدة تقارير مندهشة «وردود قراء أكثر اندهاشا» عن ارتفاع ملحوظ في «أسعار غسيل الملابس ــ وتفصيل الثياب ــ والملابس ــ والحلويات» في الأسواق.


وكانت الصحف، وكعادتها كل عام وقبل العيد بأيام، تحاول تقصي الحقائق عن أسباب هذا الارتفاع المفاجئ ، وكانت القضية كل عام مرتبطة بالضغط الذي يؤدي لزيادة العمالة بسبب زيادة ساعات العمل «هذا العام جاءت التهمة على وزارة العمل والجوازات بسبب حملتهم التي تسببت بشح العمالة».


واختلفت الصحف حول نسبة الزيادة، فهناك من قال 20%، وهناك من قال 30%، وثمة من هم أكثر دقة وحددها بـ 36.5%، أما إحدى الصحف فذهبت إلى نسبة أعلى 80%، فيما الحلويات ارتفعت إلى 150%، أما أسعار غسيل الملابس فقفزت إلى 400% دفعة واحدة.


وهذه الدهشة التي تصيب الصحف والقراء قبل عيد الفطر، هي نفس الدهشة التي تحدث لهم في عيد الأضحى حين ترتفع أسعار «الأضاحي»، فتصدر نفس التقارير السنوية المدهوشة وترصد النسب، ويختلفون أيضا بالنسب، لكن الأسباب تختلف قليلا عن الخياطة وسعر الثياب والعمالة، وإن اتفق الاقتصاديون والخياطون وأصحاب المغاسل وبائعو الماشية والحلويات على ما يسمى اقتصاديا «العرض والطلب»، وأنه السبب في ارتفاع الأسعار، وبالتأكيد لا يمكن لنا معاقبة هذا القانون وسجنه أو تغريمه ولا حتى التفاوض معه حتى لا يفاجئنا في كل مناسبة، ولكن هل الأمر مرتبط «بالعرض والطلب»؟


قد يحدث ارتفاع في سعر السلعة إن كان الطلب على السلعة أكثر مما هو معروض، بمعنى أن هناك سلعة واحدة يريد شراءها أكثر من شخص فيحدث التنافس وترتفع السلعة.


كذلك ترتفع قيمة السلعة إن حدثت تغييرات في السياسات الحكومية، كأن ترفع الحد الأدنى للأجور أو ترفع نسبة الضرائب، فيضطر التاجر لرفع سعر السلعة حتى لا يخسر.


وهذه الأسباب غير موجودة لنحشر قانون «العرض والطلب»، فلا هناك شح بالسلع، ولم ترفع الأجور، ولا هي نسبة الضرائب «الزكاة» زادت منذ 14 قرنا.


إذن، قانون «العرض والطلب» لا دخل له بما يقوله الاقتصاديون وبائعو الماشية، كذلك لا يحق لنا أن نفاجأ كل عام بهذا الارتفاع المتعارف عليه كل عام.


ربما نفاجأ يوما ما، إن بدأت عملية الرقابة على التجار الانتهازيين.

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0818628952.htm

والله الاستاذ صالح الطريقي كلامه منطقي وبالصميم دائماً..

كلام الصحف اليوم وإحنا نقرأها [ على النت ] نفسه نفسه لما كنا نقرأها [ ورقيا ] قبل سنوات..

خاصة في المجالات اللي ذًكِرت في المقال..

وفعلاً مدري ليه الناس يستغربون من شيء معتاد بدلاً من أن يضعوا الحلول لـه !!

يعني زحمات الأعياد ومواسم الدراسة والزواجات في الصيف ،، ليه ما يكون التجهيز لها على مدار العام ؟؟

وحتى الحلويات وغيرها.. كلها متواجدة طوال العام بأيام المواسم وخارجها.. ليه الناس ما تحب تشتري إلا بالزحمة ووقت ارتفاع الأسعار ؟؟

مع العلم إنه حالياً حتى السمبوسة قبل رمضان بحوالي شهرين وهم يزيدون في سعرها إلين ما ينتهي رمضان..

فليش الناس ما تشتري سمبوسة وتحط في الفريزرات قبل رمضان حتى تسلم من الضغط والزحمة وزيادة الأسعار ؟!

وكذلك الأدوات القرطاسية وغيرها... ليش ما تشترى بكميات مناسبة طوال العام بدل الانتظار إلى وقت العودة للمدارس ؟!

أما الحلويات فأتوقع إن الصحف والإعلام ـ وخاصة الإعلام السعودي ـ هم أحد أسباب زيادة سعرها أيام الأعياد !!

لأن دائماً يحسّسونا إن ما فيه عيد إلا بهالحلويات !!

ومستحيل ما يمر عيد دون ما يسوّون لك هالدراما الموسمية ــ زي موسمية دراما الخليج ــ (الحلويات ترتفع في العيد إلى كذا % ، أو سـترتفع إلى كذا)..

يعني بالعربي الحقوا بسرعة عليها قبل ما ترتفع وإلا ترى ما أنتم معيّدين بدونها !!

كيف الحال عسى ما شر ؟؟

وكذلك سالفة الحلاقين ومغاسل الملابس ومغاسل السيارات وغيرها............

كلها بسبب أسلوب حياة الناس اللامبالين + والإعلام الذي زاد الطين بلّة بطريقة نشره لهذه التقارير الغير صحية..

لذلك سيظل الكثير في هذا السبات وهذا الغباء السلوكي إلين ما الله يفرجها لهم ويفهمون كيف يديرون أنفسهم اقتصادياً بالشكل الصحيح..


شكراً أبو هشام على النقل المميز.

بالفعل ..

ليش ننتظر لأخر يوم أو لحلول الموسم للتجهيز له.

أستغرب ممن ينتظر لأخر يوم في رمضان ثم تجده يتخبط في الشوارع محاولا انهاء مشترياته من ملابس وحلويات خلال البحث عن حلاق فاضي يزبط له السكسوكة.

الحلويات .. لمن يتحجج بإمكانية تعرضها للفساد إذا اشتراها بدري .. يمكن شرائها قبل منتصف رمضان .. والملابس يمكن شرائها قبل رمضان بشهر أو شهرين .. لا يضحكون عليكم المحلات .. تراهم يستغلون الأيام الأخيرة من رمضان لتصريف ستوكاتهم من الموديلات القديمة أو التي لم تجد قبولا بين الناس.