غول المخدرات يستهدف المراهقين داخل المدارس والجامعات
مبنى المديرية العامة لمكافحة المخدرات
الرياض: فارس النواف
حذر مسؤول كبير في المديرية العامة لمكافحة المخدرات من استهداف شبكات المخدرات العالمية والإقليمية والمروجين للمملكة في عقيدتها وثرواتها واقتصادها، بالإضافة إلى استهداف جيل الشباب وبالذات الفئة العمرية الصغيرة والمراهقين والمراهقات وفئة النشء من 12 إلى 18 سنة. معتبراً أن مروجي المخدرات، لا يتوانون عن نشر فسادهم في أي بؤرة من بؤر المجتمع، حتى داخل أسوار المدارس والجامعات.
وكشف المسؤول الأمني عن وجود فتيات وأحداث يتعاطون المخدرات وأن نسبتهم من إجمالي المتورطين في الإدمان على هذه الآفة قليلة. لافتاً إلى تبني الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لرؤية واستراتيجية وطنية تهدف للحد من انتشار آفة المخدرات وخفض كمية المعروض في السوق وتقليل معدلات الطلب، حيث تم تنظيم 7 آلاف محاضرة وندوة للتوعية بمخاطر المخدرات في كافة مناطق المملكة خلال العام الجاري.
وأشار مساعد مدير عام المديرية العامة لمكافحة المخدرات للشؤون الوقائية عبد الإله بن محمد الشريف في حوار لـ "الوطن" إلى أن هناك 105 إدارات عامة تنتشر في جميع مناطق المملكة تعمل على تنفيذ السياسة والاستراتيجية الوطنية للإدارة العامة.
وأكد الشريف أنه وفي إطار السعي إلى الحد من تزايد أعداد المتعاطين، فإن الإدارة تقوم بتحويل أي مدمن إلى مستشفيات الأمل للصحة النفسية من أجل تلقي العلاج الملائم لحالة المريض، دون أن يترتب على المحول للعلاج أي مساءلة قانونية أو عقاب.
وحول ما يتردد عن انتشار المخدرات بين أوساط الفتيات والأحداث والمراهقين، أشار الشريف إلى أن المملكة مستهدفة في عقيدتها وثرواتها وأن فئة المراهقين والمراهقات والشباب هم المقصودون بالتحديد بهذا الاستهداف، لذا نحن دائماً نوجه برامجنا في الجانب الوقائي إلى فئة النشء من 12 إلى 18 سنة، بالإضافة إلى فئة المراهقين والشباب والفتيات، وهذه هي الفئة التي نركز عليها في برامج الوقاية والمكافحة التي تنتهجها المديرية.
وقال إن المتابعة والإحصائيات تظهران أن نسبة المتعاطين من الأحداث والفتيات قليلة بالمقارنة مع أعداد مدمني المخدرات في المملكة، معتبراً أن هذا لا يعني السكوت عن الأمر بل يعني وجوب التصدي له في البدايات وتكثيف حملات التوعية. فالمديرية العامة لمكافحة المخدرات تختار رسائلها التوعوية بشكل دقيق، وتوجهها إلى الفئات المستهدفة بعد أن تحدد بعناية المكان والزمان لتقديم هذه الرسالة، بحيث تؤدي أهدافها وتحقق النتائج الإيجابية المرجوة منها، وكل البرامج التي ننفذها هي من أجل توعية وتحصين الشباب من أضرار المخدرات.
وأشار إلى أن المدمن على المخدرات يحتاج إلى علاج متخصص، والمديرية تعمل على توفير هذا العلاج المكلف في مستشفيات الأمل، والتي تعتبر من المستشفيات المتطورة، والتي تعمل باستخدام تقنية عالية جداً وفيها كوادر طبية متخصصة في علاج الإدمان، لكن لا تزال الحاجة ملحة إلى زيادة السعة السريرية أو إنشاء مستشفيات جديدة، وحسب علمي فأن وزارة الصحة قبل 3 سنوات أقرت في برامجها ومشاريعها إنشاء حوالي 14 مستشفى للصحة النفسية، وأرجو من وزارة الصحة سرعة تنفيذها والانتهاء منها بشكل سريع نظراً لشدة الحاجة لها.
ولفت إلى أن الكثير من أسر المدمنين يعاني من الحصول على سرير لمعالجة أبنائها في مستشفيات الأمل، فضلاً عن شعورها بالخجل الاجتماعي أو الخوف من العقوبة، لذا نراهم يقومون بعلاج أبنائهم خارج المملكة.
وأضاف: هناك توجيهات من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز منذ عام 1406، تشير صراحة إلى أن المدمن يعتبر شخصاً مريضاً يجب علاجه في مستشفيات الأمل ولا توجد أي عقوبة أو مسائلة ولا مراقبة على المدمن، أما بالنسبة لعدم حصول الأسر على سرير لأبنائهم المدمنين نقول لهم:" نحن نتلقى كثيراً من الاتصالات من أسر تكتشف أن أحد أبنائها مدمن، وسبق أن أكدت المديرية بأنه يجب على الأسر إن وجد أحد أفرادها مدمنا أن تتصل على أرقام المديرية (995- 4614226- 4629393) لطلب نقل ابنهم لمستشفيات الأمل، وفي حال عدم موافقة المدمن على العلاج ولم تستطع الأسرة نقله لتلقي العلاج، وعند اتصال الأب أو الأم أو الزوج أو الزوجة بأحد أجهزة المديرية العامة لمكافحة المخدرات في أي منطقة من مناطق المملكة يكتب إقرار وتذهب فرقة بشكل حضاري وبلباس مدني لنقله إلى أحد مستشفيات الأمل، وإذا رفض المدمن العلاج فيؤخذ قسراً، بالإضافة إلى أن المديرية تقوم بتأمين تذاكر السفر لمريض الإدمان.
ولفت الشريف إلى أن العلاقة التي تربط بين المديرية ومستشفيات الأمل قوية، وهي تتمثل في نقل المرضى المدمنين والتأكد من خضوعهم للعلاج، ومتابعتهم أثناء تلقي العلاج وإدخالهم للبرامج التأهيلية باعتبارها من البرامج المهمة والرئيسية في عدم العودة للإدمان مرة أخرى.
وعرج الشريف على آلية تنفيذ البرنامج الأمني والوقائي في مواجهة آفة المخدرات، مشيراً إلى أن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات تعمل وفق مخططات واستراتيجيات تنفذ من خلالها كل برامجها، فالجانب الأمني الميداني يعمل وفق تخطيط محدد يحقق الأهداف التي تنتظرها الإدارة، أما الجانب الوقائي فيتم تنفيذه وفق الإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والتي تهدف إلى توعية المواطنين بمخاطر المخدرات، ولدينا عدة مرتكزات نعتمد عليها في هذا الجانب.
وأضاف الشريف: معروف أن الجانب الوقائي لا يقل أهمية عن الجانب الأمني الميداني وهما يرتبطان مع بعضهما البعض بشكل وثيق، ولدينا 105 إدارات عامة تنتشر في جميع مناطق المملكة، وكلها تنفذ سياسة المديرية وفق تلك الإستراتيجية، ونحن دائماً نربط الجانب الوقائي بالجانب التأهيلي، لأنه يهدف إلى زيادة وعي المجتمع بأضرار آفة المخدرات من الناحية الصحية والاجتماعية والاقتصادية، أما بشأن الجانب التأهيلي فهناك تعاون بيننا وبين مستشفيات الأمل في إدخال المتعافين من إدمان المخدرات بعد علاجهم في برامج تأهيلية لكي لا تنتكس حالتهم.
وأشار إلى أن لدى المديرية رؤية واضحة ومجموعة من الوسائل المتاحة والمساعدة على الحد من انتشار آفة المخدرات، وخفض العرض والطلب، من خلال تعزيز المشاركة الجماعية مع كافة الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية مثل وزارة التربية والتعليم، وزارة الإعلام، بالإضافة إلى أن هناك منطلقات تعمل المديرية من خلالها لتنفيذ البرامج الوقائية على مستوى المملكة. كما أن المديرية تستخدم 12 وسيلة إعلامية وعلمية في تنفيذ برامجها، وتنافس الكثير من دول العالم في هذا المجال، كما يتم استخدام وسائل المحاضرات، والندوات العلمية، وورش العمل، والمعارض، والمطبوعات والكتب، والأبحاث، والإنتاج التلفزيوني والإذاعي، والإنتاج الإلكتروني "الانترنت"، والملتقيات.
واعتبر أن هذه الوسائل ذات فاعلية كبيرة في تحقيق الأهداف الخاصة بالتوعية، كما أنها حققت نتائج جيدة في الحد من انتشار المخدرات وتعاطيها، حيث سبق أن نفذنا 98 دورة تدريبية لمرشد الطلاب، و85 دورة تدريبية أخرى لموجهات تربويات في جميع مناطق المملكة.
وأشار إلى أن المديرية نجحت في العام الماضي بتنفيذ الملتقى الأول للمتعافين، والذي حقق نتائج إيجابية كبيرة، فيما نسعى إلى تنظيم الملتقى الثاني بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات في 26 يونيو الجاري، بالإضافة إلى تنظيم المسابقة الثقافية الثانية والتي سيتم تنظيمها في شهر رمضان المقبل. وقد تم أيضاً تنفيذ أكثر من 7 آلاف محاضرة وحوالي 122 ندوة علمية في جميع مناطق المملكة خلال العام الهجري الحالي 1430، منها 1225 محاضرة وندوة في مدينة الرياض، إلى جانب المعارض التي تأتي متزامنة مع تلك المحاضرات والندوات. كما نفذت المديرية العديد من البرامج في القطاع العسكري خلال هذا العام ، إذ توجد هناك برامج مشتركة بين المديرية العامة والقوات المسلحة، بالإضافة إلى وجود تعاون وثيق بيننا وبين وزارة التربية والتعليم من خلال تنفيذ محاضرات شبه يومية في المدارس يقوم بها مختصون وخبراء.
ولفت إلى وجود خطة وقائية للمديرية يجري العمل على تنفيذها خلال الستة أشهر المقبلة، وهي تشمل تنفيذ الملتقى الثاني للمتعافين، والمسابقة الثقافية، وورش عمل، بالإضافة إلى أنه خلال اليوم العالمي لمكافحة المخدرات سيكون هناك برنامج مكثف من خلال إنتاج تلفزيوني توعوي سيتم بثه عبر القنوات الفضائية، إضافة إلى إنتاج 11 رسالة إذاعية، وتغطية إعلامية مكثفة عبر الصحف المحلية