عبدالعزيز السويد

قررت أن اتجه للسمك أكثر، هرباً من الدجاج حتى ولو روّج البعض لخلوه من الأمراض. أقنعت نفسي بالضرورة الصحية لتنوع الأكل وعدم التركيز على اللحوم الحمراء، خصوصاً ان فيضانها على بعد أيام، لا بد من توازن بين الأحمر والأبيض، بحثاً عن اللون الوردي.

مشكلة أهل الصحراء مثل الموقّع أدناه مع السمك عويصة، تكفي زيارة واحدة إلى سوق السمك القديم وسط الرياض لتصاب بالصداع من الرائحة المركبة... تحتاج بعدها للغطس في "بانيو دهن عود". بعض أهل الصحراء، مثل الموقّع أدناه، لا "يبخصون" التعامل مع السمك عند الأكل، كثيراً ما طلبت من أصدقائي أهل الساحل تدريبي على طريقة نزع أشواكه من دون فائدة. أذكر صديقي عمر من جدة "الله يمسيه بالخير" بحركتين لا غير وبشوكة وملعقة ينزع معظم أشواك السمكة، المسألة "فن وطول عشرة"، مثل تعامل البعض منا مع "عكرة الضب وكبدة الحاشي". ثم إن السمك مع أشواكه يحتاج إلى التأني عند الأكل، وهو مخالف لخبراتنا المعتمدة على مناوشة الحار في جو يميل إلى البرودة، لئلا تصبح الوجبة خلال دقائق من الأكل البايت.أيضاً هو لا يناسب الأكل باليد، خصوصاً لمن وعى على بيت الشعر الشهير "اضرب بخمسك لا تأكل بملعقة"... رائحته تستوطن الأصابع، فلا ينفع معها شيء من أصناف المنظفات مهما قيل لك، ثم لا تنسَ أن كل الجيران سيعلمون أنك تطبخ سمكاً، ولا يمكن إهداء سمكة... سمكة لكل جار، فهي لن تكفيهم ثم ماذا سيقولون؟ اكتشف بحراً في منزله!

لست اعلم هل حاسة الشم لدى أهل الصحراء قوية أم أن ندرة أكله تجعل الرائحة طاغية. المهم أو النتيجة أن السمك تضامناً مع الدجاج، في ما يبدو، قام برفع أسعاره "في الفوق". يظهر أن الهنود أصبحوا يستهلكونه! أو أن إيران اشترت منه كميات كبيرة، ربما أهل الصين تفتحت أعينهم عليه، إذ لم يعلن عن إصابة بعضه بأنفلونزا السمك ليرفع مدعو السلامة منه أسعاره عملاً بمصائب قوم عند قوم فوائد. سألت، قيل لي إن البرد هو السبب. يطرح هذا سؤالاً... هل للسمك بيات شتوي تحت الماء.. أسأل السماكين؟ أظرف ما في البائعين أن لديهم سبباً لكل رفعة سعر، يحبون الاتجاه إلى أعلى، طموحهم لا حد له، كما لا يتردد بعضهم عن إخبارك بسعر الشراء وهامش الربح البسيط حتى تبتلع الطعم. رفع الأسعار هو موضة عام 2007، لذلك فكّر معي، أمامنا أسابيع لقدوم عيد الأضحى المبارك، وهي فرصة لأن تكون نباتياً ولو لأسابيع، فكّر في الفول والعدس و "الماش" لأن الأمور "ماش"!

* نقلا عن جريدة "الحياة" اللندنية

ما اروع هذا الكاتب ولكن للاسف محارب وشكرا مقاطعتهم على النقل

البرد فعلا له دور ..

لأن السمك حار و يدفي ذلك يزيد الإستهلاك عليه في الشتاء فيغلى سعره.

ويمكن عشان السمك في الشتاء يهرب من المياه الساحلية الضحلة الباردة إلى الأعماق الدافئة فيصعب صيده.

نقل جميل مقاطعتهم

سلمت الايادي