مدير الصوامع بالقصيم: كل تاجر يأخذ حصته كاملة


خالد الشلاحي (المدينة المنورة) فهد المطيري (جدة) تصوير: عبد العزيز نور الدين
فيما يؤكد مدير صوامع الغلال ومطاحن الدقيق بالقصيم عبد الله البراك عدم وجود نقص في كميات الدقيق المخصصة للمدينة المنورة مشيرا الى انه يتم تسليم 35 ألف طن شهرياً لتجار المدينة المنورة إضافة إلى زيادة الكمية بنسبة 25% خلال موسم الحج، يجمع تجار الدقيق على أنهم يواجهون صعوبة في الوفاء بالتزاماتهم مع محلات المخابز والأفران بسبب نقص كمية الدقيق المخصصة للمدينة المنورة ومركز بحرة خلال الفترة الماضية. يقول محمد نافع أحد التجار بالمدينة المنورة أنه كان يحصل على 1200 كيس أسبوعياً من صوامع الغلال ومطاحن الدقيق بالقصيم والآن تم تخفيض الكمية إلى 600 كيس من الدقيق في الوقت الذي كنا نأمل بزيادة الكمية مع زيادة الطلب الذي يواكب قدوم الحجاج للمدينة المنورة مشيراً إلى أن الطلب يزداد إلى الضعف تقريباً لدى غالبية المخابز لاسيما الواقعة في المنطقة المركزية.
50 ريالا للكيس
وأضاف نافع أن نقص كمية الدقيق الأبيض ساهم في رفع سعر الكيس من 26 ريالاً إلى 50 ريالاً في السوق السوداء حيث يباع بسبب النقص الحاد في الكميات بدون فواتير وبسعر يصل إلى الضعف استغلالاً للأزمة التي لم تحرك الجهات المسؤولة تجاهها ساكناً وبخاصة لجنة مكافحة الغش التجاري بفرع التجارة بالمدينة.. ويضيف نافع انه اضطر إلى تقليص كميات الطلبيات المتفق عليها مع العملاء بنسبة 60% تقريباً وأصبح يعطي 70 كيس دقيق لمن كان يطلب منه 200 كيس أسبوعياً.. وأصبحت المخابز والأفران التي كانت تستهلك 20 كيسا من الدقيق اسبوعياً تحصل على 10 إلى 12 كيسا أسبوعياً بالرغم من زيادة الطلب الذي يصاحب دخول فصل الشتاء وقدوم الحجاج مؤكدا انقطاع دقيق (البر) وكذلك (النخاله) بشكل كلي من السوق رغم قلة الطلب عليها مقارنة بالدقيق (الابيض).
من جانبه قال منصور شقرون مالك مخبز انه اضطر أكثر من مرة لتأمين كمية من الدقيق والذهاب إلى مؤسسات وتجار الدقيق للحصول على كميات من أكياس الدقيق الأبيض لتأمين الكمية المطلوبة في المخبز بعد أن كان يكفي اتصال بأحد الموزعين لإحضار سيارة محملة بـ 96 كيساً أسبوعياً من الدقيق.
وحذر شقرون من التلاعب بأسعار الدقيق في السوق السوداء وفي محلات المطاحن ولدى بعض الموردين، مشيرا الى ارتفاع بنسبة تصل الى 100% وأن أصحاب المخابز والأفران ضحية هذا الارتفاع كما لم يستطع الموردون الذين نتعامل معهم الوفاء بالتزاماتهم معنا منذ ثلاثة أسابيع تقريباً.
تلاعب في الاسعار
وأضاف وهيب مشرف مبيعات مستودع الطوري أحد كبار المستوردين للدقيق بالمدينة أن سعر الكيس لديهم ارتفع من 26 إلى 32 ريالا خلال الأسابيع الماضية وأرجع ذلك إلى أن السوق يعاني من نقص حاد في الكميات الواردة من صوامع القصيم.
فيما يقول جابر الحربي تاجر ان سعر كيس الدقيق يخضع حالياً لتلاعب من بعض التجار في ظل غياب الرقابة على السوق من وزارة التجارة.
إلى ذلك أكد ملاك مخابز ومعامل الحلويات بالمدينة المنورة ومتعهدو الدقيق مايعانونه من عوائق ومشاكل متكررة بسبب النقص الحاد في الدقيق بأنواعه الفاخر والبودرة والبر الناتج من تقليص صوامع الغلال ومطاحن الدقيق بالقصيم للحصة المخصصة لموردي المدينة المنورة مما نتج عنه شح كبير ومتكرر في حصول المخابز على الكميات المخصصة لها، ما جعل معه ملاك هذه المخابز ومعامل الحلويات غير قادرين على تلبية احتياجات السوق والوفاء بالعقود المبرمة معهم لتأمين الحلويات والخبز بأنواعه للمدارس والمطاعم والشركات في الوقت الذي يشكل الخبز أحد العناصر الرئيسية للموائد الغذائية في كل منزل حيث لا يمكن الاستغناء عنه.
“عكـاظ” اتصلت هاتفياً بمدير صوامع الغلال ومطاحن الدقيق بالقصيم عبدالله البراك حيث نفى وجود نقص كميات الدقيق مشيراً بأن كل تاجر يأخذ حصته كاملة من الدقيق وبأن تجار المدينة المنورة بالذات لهم الأولوية في الحصول على كميات الدقيق التي يطلبونها مواكبة لموسم الحج وتواجد الحجاج في المدينة المنورة خلال هذه الأيام (قبل وبعد أداء مناسك الحج) وفي ما يخص مراقبة التلاعب بالأسعار أوضح أن ذلك من مسؤوليات وزارة التجارة.
وفي بحرة تسببت ازمة الطحين في مخابز بحرة وحداء في رفع كيس الدقيق الى 34 ريالا بزيادة 12 ريالا عما كان عليه سابقا، الامر الذي أجبر اصحاب المخابز الى الاسراع في البحث عن المتعهدين الذين يبيعون الدقيق لشراء هذه المادة خوفا من الوصول الى مرحلة اغلاق مخابزهم.
الشراء بأي ثمن
وقال سامي كريم صاحب مخبز ان سعر الكيس قبل الوقوع في الازمة كان لا يتجاوز 22 ريالا من مركز الصوامع، ويبيعه المتعهدون علينا بـ25 ريالا اما الآن فقد وصل سعر الكيس الى 34 ريالا واضطررنا لشرائه كي لا تقفل مخابزنا مشيرا الى ان بعض اصحاب مستودعات المتعهدين بمكة المكرمة بدأ يبيع الكيس الواحد بـ55 ريالا.
من جانبه قال مصدر في الصوامع بجدة انه لم يتم تنفيذ طلبات اصحاب المخابز حسب الكميات المطلوبة، وتم منحهم كميات قليلة بسبب اقتراب موسم الحج لوجود عجز في تأمين الكميات الكبيرة، مضيفا انه سيتم تزويد اصحاب المخابز حسب طلباتهم بعد انتهاء فريضة الحج وبنفس السعر السابق.