العودة   منتدى مقاطعة > ملتقى الأعضاء العام > المناقشات العامة > مقالات .. نعم.. (الراتب ما يكفي الحاجة).. ولكن؟!! >> د. عبدالرحمن يحيى القحطاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-2013, 08:01 PM   #1
abuhisham
الإدارة

 
رقـم العضويــة: 94
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مــكان الإقامـة: جده, السعودية
المشـــاركـات: 17,549
Twitter

افتراضي مقالات .. نعم.. (الراتب ما يكفي الحاجة).. ولكن؟!! >> د. عبدالرحمن يحيى القحطاني

نعم.. (الراتب ما يكفي الحاجة).. ولكن؟!!

د. عبدالرحمن يحيى القحطاني

ظهر هذا الوسم خلال الأسابيع الأخيرة للمطالبة برفع الرواتب، وأصبح حديث الساعة وقضية رأي عام في مجتمعنا.

وقد ظهرت العديد من وجهات النظر حول هذا الوسم، سواء من كثرةٍ مؤيدة، أو قلةٍ رافضة.

ولست هنا بصدد التحليل الاقتصادي لزيادة الرواتب؛ فقد تصدر لذلك خبراء في الاقتصاد، أظهروا أهمية تلك الزيادة، وفق ضوابط ولوائح وحزمة من القرارات، تضمن الحد من عبث بعض التجار وتلاعبهم لافتراس تلك الزيادة بدم بارد!! ممن عهدنا منهم مكراً كُبَّاراً، وتتبعاً لإجهاض أي قرارات في صالح تحسين الوضع المعيشي للمواطن من خلال زيادة الأسعار.

وفي المقابل، فقد ظهر في الشق الآخر مزايدات حول من يساند تلك الزيادة، ويدعم ذلك الوسم، ووصل الأمر ببعضهم إلى اتهام من يطالب بذلك بمريدٍ للفتنة ومحرضٍ لها!! وهو أمر مؤسف ومحزن في الوقت نفسه، وخصوصاً أنه لا يمكن لأحد إنكار زيادة الأسعار الفاحشة للسلع الاستهلاكية وارتفاع الإيجارات بمعدل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، في ظل ارتفاع معدلات التضخم، حتى أصبح المواطن السعودي من متوسطي الدخل فما دون – وهم الشريحة الأكبر - يعاني من تغطية الاحتياجات الأساسية والقدرة على الادخار.

لقد أسفت كثيراً من أن يزايد البعض على مطالبات المجتمع لأبجدياته، وبما يراه حقاً له لتهيئة مستوى معيشي يتوافق مع ما منّ الله - عز وجل - لهذا البلد من موارد وميزانيات، تُعد الأضخم في تاريخها. والمحزن أن عدداً من تلك الدعوات خرجت من بعض المسؤولين، ممن عهدنا عليهم الحنكة في التعامل مع قضايا الرأي العام.

نعم، هناك من الحاقدين والناقمين على هذا البلد، سواء من الداخل أو الخارج، ومن سيستثمر هذا الموقف؛ ليؤلب المجتمع على قيادة هذا البلد، وهو أمر مفروغ منه، وخصوصاً في المرحلة الحرجة التي تمر بها دول المنطقة كلها، وما يلوح في الأفق من استهداف لأمن واستقرار دول الخليج. وفي المقابل، نعي تماماً أن من أخطر ما يمكن أن يصنعه العدو، بمكره وخبثه، في هذه المرحلة استغلال المطالبات الحقّة للمجتمع كسلاح في تأجيج المجتمع وإثارة الفتنة.

وهنا تأتي أهمية الحنكة والدراية في التعامل مع تلك المطالب، وعدم الاستخفاف بها، وألا يتم التعامل معها من خلال إلقاء التهم جزافاً بالفتنة والتحريض، وهو ما يعني بالفعل اتهاماً لشريحة واسعة من المجتمع، وامتهاناً لمطالبها، واستغفالاً بعقولها.

كما أن من الفطنة والكياسة استيعاب تلك المطالب، ومراعاة مشاعر تلك الشريحة الكبيرة من المجتمع، عوضاً عن أن هذا التعميم والاتهام بالفتنة قد يوغل صدور تلك الشريحة الواسعة من المجتمع تجاه بعض مسؤولي الدولة، وهو ما قد يكون من أخطر تبعات تلك الاتهامات.

وأجزم بأن قياديي هذا البلد لا يرضون بهذا النوع من إلقاء التهم، والإساءة لتلك الشريحة الكبيرة من المجتمع، وأعتقد أنهم يمتلكون الحنكة والحكمة، ويمارسونهما بعمق في تفهم تلك المطالبة الحقة لشعبهم، وموازنة ذلك مع ما يواجه السعودية من تحديات خارجية وداخلية.

خلاصة القول أن المنطقة كلها، بما فيها السعودية، تمر بمرحلة حرجة وحساسة؛ تستدعي منا جميعاً التكاتف والتآزر لحماية مكتسبات هذا البلد، والحفاظ على أمنه واستقراره، كما تتطلب منا جميعاً الأمانة والإخلاص في القول والعمل، بعيداً عن المزايدات والمجاملات، وإيصال الصورة الواضحة بكل نزاهة وشجاعة لمن يحتاج إليها دون زيادة أو نقصان، والبُعد عن استفزاز المجتمع، مع الإنصات لمطالبه والسعي لتحسين مستوى معيشته، ولنا جميعاً عبرة وعظة ممن حولنا، ممن تخطفتهم المهالك والفتن.

ودعونا نبتهل في نهاية هذا الشهر الفضيل بدعاء خالص من قلوبنا بأن يحفظ الله لنا أمننا واستقرارنا، ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفق ولاة أمرنا لما فيه خير هذا البلد ورخائه وعزته ونصرته.

http://sabq.org/zn1aCd
abuhisham غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:58 AM.