أحمدي نجاد في لبنان: لا...خوش..ولا..آمديد
أحمد أبو مطر
GMT 6:30:00 2010 الأربعاء 13 أكتوبر
وصل ممثل ولي الفقيه الإيراني أحمدي نجاد في زيارة مفروضة إجباريا على الدولة اللبنانية التي يتحكم في مصيرها سلما أم حربا، هدوءا أم توتيرا، حزب ولي الفقيه اللبناني (حزب الله)، وهذه التسمية ليست فرضا أو تلفيقا منّي، ولكنها واردة نصّا صريحا في البيان التأسيسي للحزب الذي صدر في السادس عشر من فبراير 1985 بإسم (الرسالة المفتوحة) في "حسينية الشيّاح"، إذ ورد فيها حرفيا:
(إننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم، نلتزم أوامر قيادة واحدة حكيمة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط. كل واحد منّا يتولى مهمته في المعركة وفقا لتكليفه الشرعي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد. نحن في لبنان لا نعتبر أنفسنا منفصلين عن الثورة في إيران. نحن نعتبر أنفسنا، وندعو الله أن نصبح جزءا من الجيش الذي يرغب في تشكيله الإمام من أجل تحرير القدس الشريف).
وعاد السيد حسن نصر الله لتأكيد هذا الإرتباط بإيران في خطابه في ذكرى ما أطلق عليه "النصر الألهي" أو "يوم المقاومة والتحرير" في السادس والعشرين من أغسطس 2007، إذ قال حرفيا أنا أليوم أعلن وليس جديدا، أنا أفتخر أن أكون فردا في حزب ولاية الفقيه، الفقيه العادل، الفقيه العالم، الفقيه الحكيم، الفقيه الشجاع، الفقيه الصادق، الفقيه المخلص). و أكّد ذلك أيضا بوضوح أكثر إبراهيم السيد أمين، حين كان الناطق الرسمي للحزب بقوله: (نحن في لبنان لا نستمد عملية صنع القرار السياسي لدينا إلا من الفقيه، والفقيه لا تعرّفه الجغرافيا بل يعرّفه الشرع الإسلامي....نحن في لبنان لا نعتبر أنفسنا منفصلين عن الثورة في إيران. نحن نعتبر أنفسنا - وندعو الله أن نصبح – جزءا من الجيش الذي يرغب في تشكيله الإمام من أجل تحرير القدس الشريف، ونحن نطيع أوامره ولا نؤمن بالجغرافيا، بل نؤمن بالتغيير)، مع التذكير بأنه بعد مرور ثلاثين عاما على إعلان الخميني نظرية ولي الفقيه المرفوضة من غالبية الشيعة العرب، لم يتمّ تشكيل هذا الجيش ولم يحرر مترا من القدس.
ولماذا يتناسى المصفقون لنظام الملالي فضيحة (إيران كونترا- إيران جيت) عام 1985 التي شحنت بموجبها الأسلحة لنظام الخميني من خلال إسرائيل أثناء الحرب العراقية الإيرانية؟. والخطير في الأمر أنّ نظرية ولي الفقيه الدخيلة على المذهب الشيعي لا تعترف بالتعددية السياسية والدينية ولا الحريات الديمقراطية، وهدفها الإستراتيجي هو فرض رؤيتها الفقهية في أية بقعة من العالم حتى لو عن طريق الإحتلال، بدليل أنّ ملالي الولي الفقيه مستمرون في إحتلال الأحواز العربية المحتلة منذ عام 1925 والجزر الإماراتية الثلاثة المحتلة منذ عام 1971، ويهددون دوما بإعادة إحتلال مملكة البحرين على اعتبار أنها محافظة إيرانية، وينشرون الفوضى والمشاكل عبر أزلامهم وعناصر أمنهم في العديد من الدول خاصة دولة الكويت.
زيارة مفروضة على الدولة اللبنانية
لم يعلن في أية وسائل إعلامية عربية أو اجنبية أو إيرانية عن أساس هذه الزيارة، هل هي بدعوة من الحكومة اللبنانية أو بطلب من الحكومة الإيرانية وافقت عليه الحكومة اللبنانية، لأن هذين المبدأين هما أساس كافة الزيارات الرسمية الدولية. لذلك المرجح تبعا لمجريات الحالة اللبنانية ومستجداتها الطارئة، أنّ الزيارة كانت بطلب من حزب الله لأحمدي نجاد، وبالتالي لم تستطع الحكومة اللبنانية أن ترفض هذا الطلب ليس خوفا من الحكومة الإيرانية، بل من وكيلها المعتمد رسميا في لبنان وهو حزب الله بزعامة وكيل الولي الفقيه السيد حسن نصرالله، لأن ردّ الحزب أصبح علامة مسجلة في الثامن من مايو 2008، عندما اجتاح بيروت بطريقة أكثر وحشية وتخريبا من الإجتياح الإسرائيلي عام 1982. هذا الإجتياح الذي وصفه الكاتب اللبناني الشجاع الدكتور رضوان السيد قائلا: " الاستيلاء على بيروت من جانب مسلحي حزب الله، قرار إستراتيجي إيراني أما تنفيذه بهذه الطريقة الحاقدة، فالمقصود به الإذلال والقهر، وإكمال إزالة الدولة والمؤسسات، وحزب الله تقدم السنة الى الواجهة. وبيروت الآن بين مشهدين أو واقعتين. واقعة القهر الميليشياوي في الثمانينات من القرن الماضي، وواقعة حماس في غزة».
لذلك فلا تستطيع أية حكومة لبنانية برئاسة سعد الحريري أو أي رئيس آخر أيا كانت هويته أو إنتماؤه السياسي أن يرفض طلبا أو توجها لحزب الله، الذي هو فعلا دويلة داخل الدولة اللبنانية، إلا أنّه أقوى وأكثر تخويفا ورعبا من كافة أجهزة الدولة اللبنانية مجتمعة بما فيها الجيش اللبناني. وذلك بدليل ممارسات الحزب داخل لبنان، وأهمها سيطرته شبه الكاملة على مطار بيروت وتركيبه كاميرات خاصة به لتصوير كل حركة داخل المطار، وأيضا شبكة اتصالاته الخاصة التي لا علاقة لها بشبكة الاتصالات اللبنانية الرسمية، وقبل أسابيع قليلة دخوله غير القانوني لمطار بيروت بمئات من عناصره ومسلحيه لإستقبال اللواء جميل السيد، بشكل يدلّل على أن ّ الحزب هو المسيطر على المطار، ثم مرافقته لجميل السيد في موكب مسلح محاط بألاف من أعضاء الحزب، وكأنهم في زفة عرس شعبية مسلحة، غير آبهين بالسلطة والجيش والأمن اللبناني، دون أن تتمكن أية جهة لبنانية من سؤال الحزب بأي حق يدخل المطار ويتجول بالسلاح المئات من عناصره، وغير هذه المظاهر التي تجعله القوة الوحيدة المتحكمة في حاضر لبنان ومستقبله.
شوارع بيروت كأنها شوارع طهران
والدليل الحاضر الآن في شوارع بيروت التي ملأها الحزب بصور أحمدي نجاد وبشعارات مكتوبة باللغة الفارسية، وهذا لا تسمح به أية قوانين في العالم، إلا أنّ قوانين حزب الله فوق الجميع بما فيهم الدولة اللبنانية. ويكفي تذكير الحزب أنه منذ احتلال الأحواز العربية منذ عام 1925 تمنع كل الحكومات الإيرانية المتعاقبة بما فيها حكومات ولي الفقيه منذ عام 1979 أبناء عرب الأحواز من استعمال لغتهم العربية، أو تسمية أطفالهم بأسماء عربية، وتفرض عليهم أسماء فارسية، بينما دولة إسرائيل منذ عام 1948 تسمح للفلسطينيين بإستعمال لغتهم العربية، التي أنتجت ثقافة وإبداعا باللغة العربية لا يقل في عمقه ومستواه عن إبداع وثقافة أية عاصمة عربية. هذا وقد ملأت منشورات ويافطات الحزب وحركة أمل الشوارع تطالب الجماهير بالخروج الحاشد لإستقبال البطل المنقذ أحمدي نجاد، بينما لم تحّظ زيارة الرئيس بشار الأسد لبيروت يوم الثلاثين من يوليو 2010 بأي إهتمام من الحزب وحركة أمل.
زيارة مرفوضة لبنانيا وعربيا ودوليا
إنّ كافة المؤشرات والدلائل تقول بأنّ هذه الزيارة مجرد استمرار لإستفزازات أحمدي نجاد الخطابية، خدمة للمخططات الإيرانية وليس لمصلحة التوافق الداخلي اللبناني، فهو يبحث عن أية عاصمة تستقبله فقط ليعيد غوغائياته التي لا تخدم أية قضية عربية، مثل استنكاره المتكرر للهولوكست، وتهديده بتدمير إسرائيل ومحوها من الوجود، وهو بهذا يخدم إسرائيل، من خلال جلب المزيد من الدعم الدولي لها بإعتراف الباحثين الإسرائيليين الذين يؤكدون أنه لم يخدم إسرائيل في السنوات الماضية مثل ما خدمتها تصريحات أحمدي نجاد، التي هي لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به، لأنها مجرد غوغائيات ينطبق عليها المثل العربي (أسمع جعجعة ولا أرى طحنا). فهو يريد القول للعالم أننا هنا في لبنان وبيدنا قرار الحرب والسلم فيها، إعتقادا منه أنّ هذا سيخيف إسرائيل، بينما أية اضطرابات وانقسامات لبنانية داخلية، فهي تخدم إسرائيل وأمنها، فمن استفاد من اجتياح حزب الله لبيروت في مايو 2008، وهو لم يطلق رصاصة واحدة عبر الحدود الإسرائيلية منذ تموز 2007، بالعكس يعتقل كل من يفكر في إطلاق الرصاص، فقد هدأت الحدود تماما بعد تطبيق القارا الدولي رقم 1701. هذا بدليل حجم الرفض اللبناني العلني لهذه الزيارة، بينما زيارة رئيس الوزراء الإيراني الإصلاحي السابق محمد خاتمي لبيروت في مايو 2003 لم تثر أية احتجاجات أو رفض، لأنه رجل كان يسعى للإصلاح والديمقراطية في داخل إيران بعيدا عن نفوذ الملالي، لذلك تمت الإطاحة به عبر انتخابات يسيّرها الملالي كما يريدون.
ومن مخاطر هذه الزيارة أنّ أحمدي نجاد سيصطحب معه أكثر من مائة وخمسين شخصية إيرانية، تؤكد المعلومات أنّ أغلبهم من رجال المخابرات والأمن والعسكر الإيرانيين، الذين لن يغادر أغلبهم بيروت معه، بل سيبقون في صفوف حزب الله، ولا تستطيع أية جهة لبنانية رصد ذلك أو محاسبة من أبقاهم عنده وفي حمايته. وبالتالي لا يعرف أحد سوى حزب الله الدور الذي سيقوم به هؤلاء العشرات من المخابرات الإيرانية. لذلك ستقاطع غالبية الهيئات الدبلوماسية المعتمدة في بيروت حفل العشاء في القصر الجمهوري اللبناني وكذلك كافة الشخصيات السنّية والمسيحية ورجال الأعمال، ولن يحضره سوى سفراء سوريا وإيران وكوريا الشمالية وفنزويلا وربما كوبا.
توقعات ما بعد الزيارة
لن ينتج عن هذه الزيارة سوى زيادة سطوة حزب الله على الوضع الداخلي اللبناني المتأزم بسبب تداعيات المحكمة الدولية، التي يعارضها الحزب والنظام السوري، مع أنّ المنطق يقول: أيا كانت ملابسات تسييس المحكمة وشهود الزور، فمن المنطقي أن يتعاون معها حزب الله والنظام السوري، كي يكشفا تسييسها ويثبتا براءتهما من دم رفيق الحريري، إذ أنّ من يعارض محكمة ما توحي معارضته بأنه يخاف من الإدانة.
لذلك فالمتوقع بعد انتهاء هذه الزيارة أن يصعّد حزب الله التوتير الداخلي اللبناني، الذي ربما ينتج عنه اجتياح ثان لبيروت لإسقاط حكومة سعد الحريري التي تصرّ على استمرارية عمل المحكمة الدولية، وبسقوط الحكومة سيضع الحزب يده على أغلب مؤسسات الدولة اللبنانية، خاصة أنه تمّ رصد تعبئة واستعدادات أمنية وعسكرية للحزب حتى في بيروت الشرقية من خلال بعض حلفائه مثل جماعة العماد ميشيل عون. وكذلك ينشر الحزب مئات من مسلحيه علنا في كافة الشوارع المحيطة بفندق"الحبتور" في بيروت الشرقية، حيث تمّ حجز الفندق بكامله لنجادي والمائة وخمسين رجل المرافقين له، وتمّ إخلاء الفندق من غالبية موظفيه والعاملين فيه، وإستبدالهم بعناصر من الحزب في كافة أعمال الفندق. لذلك فالقادم على لبنان اعظم وأجرم مما مضى، وكله بسبب تدخل الأجندات الإقليمية من خلال ممثلها الشرعي الوحيد حزب الله.
http://www.elaph.com/Web/opinion/201...omepagewriters
الرئيس الايراني احمدي نجاد ينكسر وينهزم ويخضع امام الاعلام
السني .. بعد ان فضحت قناة صفا الفضائية كسرى مجوس ايران احمدي نجاد بتطاوله الفاحش على الصحابة رضي الله عنهم ... فخرج في خطاب رسمي يحاول التملص من هذا التطاول على اسياده الصحابة ووسعى للترقيع ولم ينفعه تدليسه فقد سمع العالم الاسلامي تطاوله على الصحابة والفضل لله ثم لفضائية التميز والقوة صفا .. رغم انف خامنئي ونجاد وبقية الشيعة قال نجاد " السيدين طلحة والزبير " لتخفيف الغضب السني..
http://raafidis.blogspot.com/2009/06/blog-post_21.html
لك الله يا دمشق !! عندما تتحول حاضرة الأمويين إلى قاعدة للصفويين في حربهم على السنة
اضيف بتأريخ : 02/ 10/ 2010 موسوعة الرشيد
احمد الظرافي
إن الأنشطة المختلفة للتشيع جارية على قدم وساق في سوريا في مختلف المحافظات والأرياف وفي منطقة الجزيرة السورية وذلك منذ عهد الأسد الأب ، وازدادت وتيرة تلك الأنشطة فيعهد الأسد الابن لتشييع دمشق ، بصورة متسارعة ، تفوق التوقعات.
فحتى عام 1995 لم يكن يوجد في سوريا سوى حوزتين للشيعة ، وقد أرتفع هذا العدد بعد خمس سنوات إلى خمس حوزات ، ولكن خلال الفترة من2001 – 2006 حدثت التطورات الخطيرة التالية:
أولا :
تم إنشاء اثنتي عشرة حوزة شيعية ، في سوريا هي:
1-الحوزة الحيدرية .
2-حوزة الإمام جواد التبريزي .
3-حوزة الإمام الصادق.
4-حوزة الرسول الأعظم.
5-حوزة الإمام المجتبى.
6-حوزة الإمام الحسين.
7-حوزة الإمام زين العابدين.
8-حوزة قمر بنيهاشم.
9- حوزة إمام الزمان التعليمية.
10- حوزة الشهيدين الصديقين.
11- حوزة الإمام المهدي العلمية للدراسات الإسلامية.
12- حوزة فقه الأئمة الأطهار، التي أنشئت عام 2006.
وهي تقوم بأعمال التدريس من غير حسيب ولا رقيب ، لا على المناهج ولاعلى الأداء .. كما أنشأت خلال هذه الفترة ذاتها ، ثلاث كليات للتعليم الشيعي ، في ضاحية "السيدة زينب" بدمشق.
وفي عام 2003 حصلت أول جامعة إسلامية شيعية متخصصة بالعلوم الدينية على ترخيص أمني للعمل داخل سورية ، وتبع ذلك تأسيس «مديرية الحوزات العلمية» بدمشق التي باشرت عملها في عام 2005 ، خارج نطاق الإدارة المختصة لمراقبة التعليم الديني في سوريا ، وهي إدارة التعليم الديني في وزارة الأوقاف السورية ، وذلك بعد حصولها على موافقة جهاز الأمن السياسي التابع لوزارة الداخلية السورية.
ثانيا :
صارت الأنشطة الإيرانية التبشيرية وبناء الحسينيات الضخمة على القبور ، والحوزات والمعاهد العلمية التابعة لها وعمليات شراء الفقراء تتم : (( علنا في منطقة ( الست زينب ) في ضاحية دمشق والمركز الثقافي الإيراني في مدينة ( الرقة ) السورية وفي ( مبنى المشهد ) الحمداني غربي مدينة حلب منطقة ( الأنصاري ) أو ما يسمى ( جبل الجوشن ) وبقية المدن والأرياف السورية ، نشاط يبدأ باحتفالات ( المولد ) ويمر بتوزيع جوالق السكر والأرز واللحم وبتخصيص رواتب شهرية وزيجات موجهة ورحلات ترويجية إلى إيران ، وتوفير دراسات عالية للطلاب في الحوزات السورية والإيرانية على حد سواء ، ومتى كان في سورية ( حوزات ) ياعرب )) .
ثالثا :
تم تجنيس الإيرانيين والعراقيين ( الشيعة ) ذوي التوجهات الإيرانية ، بالجنسية السورية ، والذين تذكر التقارير أن أعدادهم قد تجاوزت المليون حتى الآن ، ويقيم معظمهم في منطقة ( السيدة زينب ) وما حولها من دمشق !.
رابعا:
يعمل المتنفذون في الأجهزة الأمنية من إخوان الرئيس بشار الأسد وأقاربه من أفراد الطائفة على دعم وتشجيع وحماية التشيع في المجتمع السوري ، ويمارسون سياسة البطش والتهديد والوعيد على كل من تسول له نفسه الاعتراض أوالممانعة على أي شيء من هذا القبيل.
وفي غضون ذلك ازدادت وطأة النظام في قمع أهل السنة ، وفي إفراغ المدارس السنية من محتواها ، وفي أبعاد علماء أهل السنة عن مجال الدعوة وتكميم أفواههم وممارسة سياسة الإرهاب عليهم ، لدرجة وصل الأمر فيها إلى تجريم وتخوين كل من ينتمي إلى التيار السلفي أو إلى الإخوان المسلمين ، وهذا جار على قدم وساق منذ مجزرة النظام لمسلمي مدينة حماة عام 1981 ، وتم إفراغ سوريا من رموزها ومن شبابها المفكر بذرائع عدة من أهمها تهمة الانتماء للإخوان ( السنة ) .
وبتلك الطريقة أفرغت المدن من أصحاب الرأي والوجهاء وأعاد النظام تركيب المجتمع بما يتناسب مع ثقافته الضحلة فأخذ يقرب المنافقين والانتهازيين وأصبحت معايير الولاء تقاس بمقدار كذب الشخص ونفاقه للقائد والنظام ، وأصبحت تهمة السلفية أو تهمة الظلامية ، أو تهمة التنظيم السياسي أوتهمة الانتماء إلى الإخوان المسلمين ، تهمة جاهزة لسجن وتغييب كل من تسول له نفسه القيام بواجب الدعوة إلى الإسلام الصحيح ، أو مكافحة الانحرافات في العقيدة ، مع حملة منظمة لتشويه الدعوة السلفية والترويج لكونها من صنع الاستخبارات الأجنبية.
علما بأن أكبر تهمة توجه في سوريا اليوم هي تهمة ( وهابي ) أو تكفيري ، ووصل الأمر بالنظام السوري وأجهزته الأمنية القمعية ، إلى حد حظر بيع الكتب ذات التوجه الإسلامي السني مثل كتب شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية ، وكتب الإمام النووي ، وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكتب سيد قطب وكتب الإمام حسن البنا ، فضلا عن كتب عدد من الدعاة المعاصرين ، إضافة إلى حظر كل خطبة أو محاضرة لنشر التوعية في صفوف الناشئة من أهل السنة للإمعان في تجهيلهم بمبادئ وأحكام دينهم .
ونتيجة لذلك فقد اتسعت ظاهرة التشيع في عهد الأسد الابن عما كان عليه الحال في عهد الأسد الأب ، وانفتحت الأبواب على مصراعيها للتبشير بالمذهب الشيعي ، وعن طريق التملق للنظام أتيح لمنظمات الرافضة ومؤسساتهم وهيئاتهم المدعومة إيرانيا في عهد الرئيس بشار الأسد ، العمل ليل نهار ، وإقامة المهرجانات بمناسبة وبدون مناسبة ، وتوزيع الكتب والأشرطة و ( السيديات ) الإيرانية في البؤر والجيوب الشيعية وعلى أبواب بعض المساجد مجاناً أو بأثمان زهيدة.
وحصل الشيعة على العديد من الامتيازات ، وفوق هذا كله سمح لهم بعقد الندوات الدورية للدعاة الشيعة في الجامعات وفي المراكز الثقافية بالمحافظات يساق إليها الطلاب والموظفين لتغسل أدمغتهم دون أن يتمكن أحد من تقديم أية ملاحظة ، لأن عاقبة ذلك ستكون وخيمة.
وتصف بعض تقارير المعارضة السورية عمليات التشيع المنظمة والجارية حاليا في سوريا بأنها (( هجمة إيرانية فارسية ، ظاهرها الدعوة والإرشاد والحب لآل البيت ، وحقيقتها مشروع استعماري استئصالي إيراني ، هدفها احتلال المنطقة ، وتغيير دين أهلها ، وتهجير وقتل من لا يستجيب لهذه الدعوة ولهذا المشروع ، إنه حلم الخميني الذي دعا إليه ولم يستطع تحقيقه ، يحققه أحفاده من بعده ، وشعاره الذي رفعه لثورته الإيرانية الفارسية (تصدير الثورة) ...! )) .
وتحظى الأنشطة الشيعية في دمشق بأهمية خاصة ليس فقط لكونها عاصمة سوريا والقلب النابض للشام كله ، ولكن أيضا لأسباب وعوامل التاريخية ورمزية ، فنشر التشيع في دمشق هو في نظر الشيعة - نوع من الثأر بأثر رجعي من الخلفاء الأمويين الذين كانوا يتخذون من دمشق عاصمة لخلافتهم ، هذا فضلا عن الذاكرة التاريخية الشيعية التي تربط بين الأمويين وبين المآسي التي حدثت لأهل البيت ، والذين يتخذ الشيعة من ذكرى استشهادهم مناسبات للبكاء والعويل وضرب الصدور والظهور بالأيدي والسلاسل وللشحن والتعبأة المذهبية إلى أقصى حد .
وهو الذي جعل الشيعة عامة وخاصة لا يكنون لبني أمية بشكل خاص وأهل السنة بشكل عام سوى الحقد والكراهية ، وبالتالي فـ"تشييع" دمشق هو نوع من الانتصار الرمزي على ما جرى في التاريخ من أحداث ، وهو يأتي في سلم الأولويات بالنسبة للشيعة كونه يعتبر فتحا لحاضرة بني أمية الذين هم أشد من إسرائيل العنصرية ، لدى الشيعة ، وفقا لما قاله الخميني في إحدى خطاباته ، واكتساحا لمدينة إسلامية عربية خالصة ترمز لعصر الفتوحات الإسلامية الخالدة ولقوة دولة الخلافة الإسلامية التي امتدت من سور الصين العظيم شرقا إلى جنوب فرنسا غربا .
وظلت على مدى ألف وأربعمائة عام مخزنا لعلماء الإسلام الفطاحل وللدعاة المجددين الذين سهروا على صفاء العقيدة ونقائها وكانوا حربا على أهل البدع من مختلف المنازع والمشارب ، والذين نتفاخر بهم اليوم ونشيد بمكانتهم ودورهم ونقتدي بهم ، ونتتلمذ على كتبهم الموسوعية والتراث العلمي والثقافي الضخم الذي تركوه لنا في مختلف العلوم والفنون.
ولهذا لا نبالغ إذا قلنا أن دمشق أصبحت تعاني من عمليات اختراق منظم لأحيائها ومن زحف تدريجي عليها من جهاتها الأربع ، سواء من ناحية ضاحية السيدة زينب : أو من غيرها من الضواحي ، فضاحية السيدة زينب كانت بالأصل قرية سنية ولكنها تحولت بالتدريج إلى أكبر مركز للشيعة ولحفلات العزاء والنياحة والجزع في سورية ، وأصبحت بمثابة مستعمرة يقطنها عشرات الآلاف من الإيرانيين ، وفيها أكبر حوزة في العالم بعد النجف وقم .
وأصبحت سوقا رائجة للمخدرات وللبغاء وامتهان كرامة المرأة باسم ما يطلق عليه الشيعة " زواج المتعة " ، وهناك مستعمرة السيدة رقية جنوب الجامع الأموي - حي العمارة ـ والذي تمّ استملاكه من قبل الحرس الثوري الإيراني في مربع سكني كامل بنفس الطريقة ، وهناك مسجد (صفية) في نفس هذا الحي أيضا ـ حيّ العمارة منطقة السادات- . وهناك مسجد في مدينة عدرا حول دمشق.
وهناك بلدة داريا في محيط دمشق التي قام الشيعة الإيرانيون ببناء قبر كبير فوق أحد القبور القديمة ، زاعمين أنه قبر السيدة سكينة بنت علي - كرم الله وجهه - ولم يكن ذلك معروفا من قبل - وقام الإيرانيون بشراء المكان المحيط بالقبر ، وبدأ الزوار الأيرانيون يتوافدون بالمئات للحج إلى هذا المكان ، ثمّ تكاثروا ليصبحوا بالآلاف .
وأخذوا يشترون الأراضي والعقارات المحيطة بالقبر ويقيمون الفنادق والأسواق عليها ، وفي العام 2003 بدأ الإيرانيون بإنشاء حسينية ضخمة على القبر باسم – مقام السيدة سكينة بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام ، رغم أن البلدة لا توجد فيها أي عائلة شيعية ، وحظي هذا المقام الجديد بزيارة كبار الشخصيات الإيرانية وآخرهم أحمدي نجاد - رئيس الجمهورية - خلال زيارته لدمشق في 20/1/2006 م – وهناك خشية من تحويل هذه المنطقة ( داريا ) إلى مستعمرة إيرانية.
وهناك مستشفى الخميني الخيري والسفارة الإيرانية الضخمة الناشطة جدا في دمشق ، بجانب العديد من المؤسسات الإيرانية والتي وإن تعددت واجهاتها وشعاراتها إلا أنها تعتبر جميعها من حيث المضمون أوكارا للتشيع ولغسل الأدمغة ، وهناك – كما تذكر التقارير - تركيز خاص من قبل المبشرين والدعاة الشيعة على أحياء دمشق الفقيرة كالحجر الأسود والدويلعة والمساكن الزاهرة ومناطق المخالفات وبعض مناطق الغوطة.
وقد لوحظ أن النظام يقدم تسهيلات هائلة لمجموعات تعمل على إقامة حزام حول مدينة دمشق ، فيما يبدو بوضوح أن هناك موجة متواصلة لشراء المنازل والأراضي في دمشق وأطرافها ، وصارت دمشق موسما للمؤتمرات الثقافية ، التي يقيمها الشيعة والتي تطورت أنشطتها وأهدافها وبرامجها شيئا فشيئا وصار يحضرها مسؤولون رسميون ، وتدعي إليها الجماهير، من الرجال والنساء ، والمرأة التي تحضر واسمها زينب تقدم لها هدايا خاصة.
كما صارت دمشق قبلة لعشرات الآلاف من الزوار الشيعة من إيران والعراق وباكستان وأفغانستان الذين يقصدونها للسياحة الدينية (للحج) إلى ضريح السيدة زينب في دمشق ، في العشرة أيام الأولى من محرم (عاشوراء) ، وقد ارتفع عدد الوافدين من سبعة وعشرين ألفاً عام 1978 ، إلى 202000 بعد خمس سنوات ، أي تضاعف الرقم تسع مرات ، وأصبحت دمشق عاصمة الأمويين توصف بأنها ( قاعدة الصفويين الخلفية في المنطقة ) ، إليها تذهب الأموال ومنها توزع على مراكز التشيع في العالم العربي كله .
http://www.alrashead.net/index.php?partd=3&derid=1700