خبراء يستغربون تجاهل إلزام هذه المطاعم بالكشف عن مكونات أغذيتهم
8 من مطاعم الوجبات السريعة العالمية نسبة لحومها لا تتعدى 14% والباقي أوعية ودهون وأنسجة
الرياض - محمد طامي العويد:
استغرب متخصصون في الرعاية الصحية الغذائية ومتخصصون في السمنة والأمراض المزمنة تجاهل جهات العلاقة في الشأن الغذائي والرقابي والصحي والاستهلاكي، تجاهل وضع السياسات والضوابط المرتبطة بأهم الدراسات العالمية الغذائية المتخصصة والصادرة من أكبر المعاهد المتخصصة بعلم الأمراض مؤخراً والخاصة بتحليل المركبات الداخلة في وجبات الهمبرجر والدجاج لمطاعم الوجبات السريعة العالمية.
وأكدوا ل«الرياض» أن التحرك من قبل الجمعيات الاستهلاكية والهيئات الغذائية وجمعيات التوعية الصحية وجمعيات عدد من الأمراض الشائعة كالسكر والقلب وضغط الدم وغيرها في تلك البلدان كان لها تحرك مؤثر لإلزام هذه الشركات في وضع السياسات الهادفة لتقليل الآثار الصحية السلبية لهذه المكونات ولمتناولي هذه الوجبات، مشيرين أن الجمعيات العلمية لدينا لا يزال هدفها ينصب في تدريب الأطباء والنظر في مطالبهم دون الالتفات لأي أمر توعوي يهم المرضى من المعنيين بجمعياتهم.
فيما طالبوا بأن الوضع بات يستدعي تكوين لجنة تضم أعضاء من كافة الجهات المعنية بالمستهلك وبالأخص الغذائية منها تعنى بالأمن الصحي الغذائي.
وكانت نتائج الدراسة التي شملت ثمانية من أكبر مطاعم الوجبات السريعة العالمية بعضها لها فروع في الداخل، قد أثبتت أن نسبة اللحم الصافي لوجبات هذه المطاعم ينحصر بين 4% ولا يتعدى 14% فقط، فيما كشفت الدراسة عن المركبات الأخرى الداخلة في صناعة
هذه اللحوم والدجاج مكونة من أوعية دموية وأنسجة ضامة ودهون ونشا وأجهزة هضمية وغيرها هي عبارة عن بروتينات.
فيما عزز من هذه الدراسة ورود أنباء كشفتها أنباء إخبارية غربية - وسربتها مواقع غربية إلكترونية لتصل لمواقع إلكترونية في الداخل - حول استخدام حيوانات مريضة للاستفادة منها اقتصادياً بعد هرسها بالكامل حتى الإذابة للحصول على بروتينات ومحسنات نكهة يصعب الكشف عنها حتى بالتحليل الدقيق، حيث أكدت الدراسة أعلاه أن نسبة هذه المخلفات الحيوانية داخل هذه اللحوم المنتجة تتعدى ال 80%.
وحول أهمية هذه الدراسة وكيف يمكن أن يبدأ التحرك من خلالها الدكتور صالح الراجحي استشاري السمنة والأمراض المزمنة، أن الأمر وطبقاً للتراخي في تقصي الأمر من الجهات ذات العلاقة بالحماية الغذائية، فإنه يستدعي تدخلاً عاجلاً من السياسة العليا في البلاد للوقوف على الأمر، وقال «بالإمكان الاعتماد على مختبرات عالمية محايدة للكشف عن هذه اللحوم ومكوناتها وإصدار تقارير طبية عاجلة بهذا الخصوص».
وقال الدكتور الراجحي إن الأرقام المهولة للسمنة والأمراض المزمنة وانتشارها حتى على مستوى الأطفال والتي أثبتها النظام الغذائي لهؤلاء المرضى والمعتمد بشكل كبير على تناول هذه الوجبات، يستدعي وبصورة عاجلة تعزيز الجانب التوعوي، وقال «يجب أن تتعدى أنظمتنا في مراقبة الغذاء جانب إطفاء الحرائق فقط، مؤكداً أنه وطبقاً لهذا الأمر الغذائي الخطير فشركات مطاعم الوجبات الغذائية تحرص على أن لا تترك أثراً صحياً سيئاً ومباشراً وعليه يجب أن تتم المحاصرة من خلال التوعية وكشف الملابسات بصورة مرنة وصريحة وأن لا يغلب جانب الاقتصاد الحر على صحة المرضى».
وقال الدكتور عبدالرحمن القحطاني مستشار توعية وتعزيز الصحة إن المطلوب على الأقل خلال الوقت الراهن وطبقاً لتحركات الجمعيات الغربية في تلك الدول والتي استطاعت فرض عدد من القوانين الوقائية يمكن استصدار قوانين تلزم هذه المطاعم بوضع المعايير المحددة للنسب الداخلة في مكونات هذه الوجبات كمقدار نسبة الدهون والسعرات وكافة العناصر الغذائية الأخرى لتكون على الأقل أمام علم المستهلك.
وعن الدراسات الخطيرة والتي بدأت في الظهور للضوء حول طرق إعداد هذه الوجبات السريعة وكيف يمكن التجاوب معها على الأقل تحذيرياً قال الدكتور القحطاني إن الجهات المعنية بالصحة والغذاء والرقابة مطالبة في البداية بتشكيل لجنة تعنى بالأمن الصحي الغذائي في الداخل لتستفيد في بداية الأمر من تقرير منظمة الصحة العالمية الأخير والذي
يعنى بالإستراتيجية العالمية بشأن النظام الغذائي والنشاط البدني والذي يحوي الكثير من الأنظمة التي يمكن أن تستفيد منها الدول وتطبقها وتشمل الإفصاح عن مكونات الوجبات السريعة أيا كانت.
وقال الدكتور عبد الرحمن القحطاني مستشار توعية وتعزيز الصحة إن الوقت حان لكي يطلع المستهلك على الأقل على نسب العناصر المتواجدة في الوجبة السريعة كنسبة الدهون المفروقة والسعرات الحرارية والأملاح ذات السكريات وغيرها من العناصر الداخلة في تصنيع هذه اللحوم.
http://www.alriyadh.com/article413533.html