كلامك سيغضب الكثيرين رغم صحته .. صحيح هناك كيل بمكيالين في بعض الأمور.

لكن مسألة المطالبة بإحلال السعودي مكان الأجنبي فهذه من الحقوق المشروعة لأبناء الوطن.

ولا أقصد التعميم هنا .. فليس كل أجنبي يستحق الطرد .. هناك ممن يطلق عليهممسمى أجنبي من هم أشد وطنية و ولاء لهذه البلاد من أبنائها.

الأجانب المقصودين هنا هم من ثبت تلاعبهم و إستغلالهم لهذه البلاد و أكلهم أموال أبنائها بغير حق سواء كانوا بنغال أو يمنيين أو مصريين أو غيرهم.

في المقابل هناك من .. على قول إخواننا المصريين .. يتحط على الجرح يبرد.

لذلك من الخطأ تجريم الكل بخطأ البعض و من الخطأ أيضا ترك الأمور كما هي بدون إصلاح.

صحيح إبن البلد أولى من الأجنبي لكن على إبن البد إثبات نفسه أولا ليحل محل هذا الأجنبي بجدارة وليس بقوة الواسطة و هناك من أبناء البلد من تمكن من ذلك فعلا.

هذا بالنسبة للوظائف التي يطمع فيها أبناء البلد والتي يحتلها أجانب قليلون .. أقصد بذلك الوظائف ذات المستوى العالي إداريا و ماليا أما الوظائف الأخرى فعلى قفا مين يشيل .. بس مين مستعد يشتغلها؟؟

الغالبية العظمى من الأجانب يعملون في وظائف يترفع شبابنا عن مجرد التفكير فيها .. فكيف إذا نطالب بطرد الأجانب و إحلال السعوديين بدلا منهم؟؟

لازلنا في بداية مشوارنا للنهوض ببلادنا و طالما وجد بيننا من يقضي نهاره و ليله يندب حظه و يرمي فشله على وجود أجانب في البلد و لا يحرك ساكنا ولا يتنازل عن بعض رغباته في سبيل حصوله على موضع قدم في وظيفة ما فلن ننهض ببلادنا أبدا.

أقول هذا من واقع تجربة شخصية مع أناس تجاوزوا الثلاثين من أعمارهم و هم بلا وظيفة .. و السبب عدم تحملهم لمتاعب العمل من ناحية .. لايتقبلون و لا يحتملون النقد و التوبيخ و اول مواجهة مع الإدارة أو الرئيس يقدموا إستقالتهم .. و السبب الأخر عدم إقتناعهم بان السلم الوظيفي يبدأ من تحت .. أحدهم يرغب في أن يتعين مدير قسم براتب لا يقل عن 12 ألف و هو توه متخرج من الجامعة و بدون أي خبرة .. و تخصصه على قفا من يشيل.

من يرغب في التغيير لديه الإمكانية .. و من يرغب في البقاء في مكانه يمكنه ذلك أيضا.. لأن مقابل هؤلاء هناك من رغب في تحسين وضعه ماديا و إجتماعيا و إستطاعوا عمل ذلك بالتضحية و المثابرة و أخونا الدوسري مثال لذلك .. كما إن هناك أناس أعرفهم شخصيا من زملائي السابقين في العمل و الذين إستقالوا أو تقاعدوا مبكرا و هم الآن يعملون ممثلين لشركات عالمية تعمل في المملكة .. يعني أجبروا الشركات الأجنبية على الإستغناء عن أبناء جلدتهم و تعيين سعوديين بدلا منهم.

بإختصار ... لعل خير مثال لما نمر به هو قول الشاعر:

نعيب زماننا و العيب فينا ... و ما لزماننا عيب سوانا.


و أعتذر عن الإطالة و تقبلوا تحياتي.