منتدى مقاطعة - عرض مشاركة واحدة - السعودية الدولة الأغنى في المنطقة أكثر من 1.5 مليون من سكانها فقراء

**ضحية الأرتفاع** · 14-06-2008, 11:34 AM

ارتفاع سعر الوايت إلى 500 ريال وإعادة الضخ للأحياء الشمالية
استمرار معاناة جدة مع المياه يلقي بظلاله على طلاب الثانوية

ابراهيم علوي, سعود البركاتي - جدة
لا يزال

اهالي وسكان عروس البحر الاحمر يعانون من ازمة انقطاع المياه التي بدأت في التصاعد منذ عدة ايام وسط تخوف من تأثيرها على اختبارات طلاب وطالبات الثانوية العامة

. وتوافد عقب صلاة الجمعة مئات المواطنين الى الاشياب مع تصاعد نبرات الشكاوى من تواصل موجة العطش وانقطاع المياه الذي غزا العديد من احيائها وجعل سكانها يتجهون نحو اشياب العين على امل إرواء ظمئهم الذي يبدو انه سيشهد تطورا في ظل استمرار انقطاع المياه عن احياء جديدة لم تشهد سابقا أي انقطاع في المياه غير ان تأخر ورود المياه من الشبكة الرئيسية والذي اعترى جدة هذه الايام جعلهم يتقاسمون الاشياب مع آخرين رغم ان شبكة المياه الرئيسية تمر بأحيائهم وتغذيها ولكن ذلك لم يشفع لها لكي تنجو من العطش والجفاف الذي اصاب خزاناتها فقد تواصل الازدحام على الاشياب وذلك بشكل اخف من الايام الماضية بعد ان تم تزويد بعض الاحياء في شمال جدة بالمياه من خلال فتح الشبكة على مدار اليومين الماضيين فيما لم تكن اشياب كيلو 14 بافضل حالا من سابقتها فقد تصاعدت حدة الاعتراضات والشكاوى لدى المواطنين والذين طالبوا بانهاء اوضاعهم بعد ان انقطعت المياه بشكل نهائي عنهم وسط اعتراف من ادارة المياه بذلك لانه تم اقفال المياه عنهم من الشبكة الرئيسية بهدف توفيرها لاحياء اخرى.وقال سالم الحازمي امرنا غريب فقد رضينا ان تصب المياه في خزانات منازلنا مرة كل شهر ورضينا بان تكون مرة كل شهرين لكن ان يتم قطعها منذ سنة ونصف بدون أي ذنب فهذا أمر محير.
500 ريال للوايت
ويشير خالد الشهري الى عجزه عن الحصول على وايت ماء من اشياب الفيصلية للازدحام الكبير الذي وصل الى الساحة الخارجية ودفع (500) ريال من اجل الفوز بوايت دون جدوى وقال فضلت بعد ذلك التوجه الى أشياب كيلو 14 والتي كانت شبيهة بسابقتها مشيراً الى استعانة البعض بالنساء والاطفال دون جدوى بعد ان تزايدت اعدادهم بالأشياب.
تركوا المذاكرة
واضطر بعض الطلاب ظهر أمس الى ترك مذاكرتهم والتوجه نحو الاشياب للحصول على وايت ماء لاسرهم وقال الطالب حمدي الشريف ماذا افعل.. والدي متوفى وأنا أكبر اخواني وليس أمامي أي حل آخر اما ان تخرج أمي أو أحدى اخواتي أو ان اخرج انا لكي احصل على وايت واتمنى ان احصل عليه بشكل سريع لكي اعود الى مذاكرة دروسي والاستعداد للامتحان.
أسعار مضاعفة
أزمة انقطاع المياه عن احياء جدة لم تكن وليدة بل هي عادة موسمية تتكرر في المواسم وخاصة في شهري رمضان وذي الحجة وفي فصل الصيف حيث تعاني من الجفاف والعطش رغم ان جدة بها محطتان للمياه ولكن ذلك لم يشفع لها لكي يتمتع سكانها بالمياه التي اصبحت فيما يبدو سلعة نادرة فتح لأجلها سوق سوداء تباع حمولة الوايت يومي الخميس والجمعة بإضعاف ثمنها بسبب الاقبال الكبير على الاشياب.
فشل «سقيا»
وفي جانب آخر اعترض بعض المواطنين على بطاقة "سقيا" وفشلها في تسهيل الحصول على ماء.. وقال محمد العويفي للأسف اشتريت بطاقة "سقيا" وكنت اعتقد انها سوف توفر لي الراحة واحصل على وايت ماء بسهولة، ولكن بالاتصال عليهم بعد ان تأخر وصول الوايت اكتشفت ان الرقم الذي حصلت عليه مشغول، وبعدها اتجهت مباشرة إلى المكتب الموجود في أشياب الفيصلية لأفاجأ بالازدحام على بوابة المكتب واكتشفت ان هناك الكثيرين من المواطنين الذين تورطوا في بطاقات "سقيا" مسبقة الدفع وقال الاعتذارات التي قدمها مسؤولو البطاقة لم تكن مقنعة ابدا كنا نتوقع ان تحل المشكلة ولكن للأسف عدت لكي اصطف على أمل الحصول على وايت.
إعادة الضخ
وفيما يبدو انه تصحيح لوضع الأزمة التي تمر بها مدينة جدة، قامت ادارة المياه أمس بضخ كميات من المياه عبر الشبكة لعدد من الاحياء الشمالية للمدينة حيث شهد حي البوادي والربوة والفيصلية وبعض الاجزاء من حي الصفا ضخ كميات من المياه استمرت اكثر من خمس ساعات، مما اعتبره الأهالي مؤشرا ايجابيا لحل هذه الأزمة.
ويرى خبراء ومراقبون ان المشكلة الحقيقية لأزمة المياه التي تمر بها جدة لا تعود الى كميات المياه فحسب بل الى عدم وجود آلية منظمة لعملية جدولة توزيع المياه على الاحياء بالتساوي، مشيرين الى ان كمية المياه التي تصل الى جدة تقدر بـ 630 ألف متر مكعب يوميا وهي ثابتة من عدة أعوام، دون ان تكون هناك معاناة حقيقية إلا في حالة وجود خلل في التنظيم والتوزيع لهذه الكمية في مواسم معينة.
ويرى مسؤولون في الادارة ان المراجعين لأشياب الفيصلية خلال هذه الأيام لا يمثلون إلا نسبة بسيطة من أهالي مدينة جدة اذ لا يتجاوز الـ 5% من اجمالي السكان مشيرين الى ان هذا يدل على ان نسبة بسيطة من أهالي مدينة جدة يعانون من عدم توفر المياه عن طريق الشبكة، وأن مجيئهم الى الاشياب بمثابة البديل الذي قامت به الادارة في حالة عدم توفر المياه عن طريق الشبكة للمواطنين.