"دعوها تفقس".. حملة لمقاطعة البيض بالسعودية
وليد محمود
البيض ارتفعت اسعاره بنسبة 60%الرياض- "يكفي استغفال ونوم في العسل.. البيض طار سعره و للسما وصل"، "لنحمي فطور أبنائنا من الضياع.. قاطعوا البيض باختياركم لمدة أسبوعين حتى لا نقاطعه غصبا للأبد"، نماذج من رسائل عديدة بدأ السعوديون تداولها على جوالاتهم ضمن حملة تدعو لمقاطعة البيض بعد ارتفاع سعره بنسبة 60%. وانطلقت تلك الحملة الشعبية التي حملت شعار "دعوها تفقس" اليوم السبت وتستمر نحو أسبوعين ويقودها منتدى على الإنترنت.
وتأتي هذه الحملة بعد نحو 3 أشهر من انطلاق حملة مقاطعة شعبية للألبان بعنوان "دعوها تخيس" (تفسد) احتجاجا على قيام شركات الألبان برفع أسعارها بنسبة 20%.
ووجه القائمون على حملة المقاطعة دعوة لجميع المواطنين والمقيمين "للوقوف في وجه ارتفاع أسعار البيض بمقاطعته باختيارنا قبل أن نقاطعه مرغمين لغلائه".
واتهموا التجار بالتلاعب في أسعار البيض بمبررات واهية، "فنجدهم تارة يبررون سبب الارتفاع بموجة إنفلونزا الطيور التي قضت على الكثير من مزارع الدواجن مما أدى لنقص الإنتاج وتارة بسبب ارتفاع سعر الأعلاف من الموردين".
وأوضحوا أن المسئولين عن الأمر يتبادلون التهم فيما بينهم فـ"أصحاب المحلات يتهمون الموزعين، والموزعون يتهمون المنتجين والمنتجون يتهمون موردي الأعلاف وموردو الأعلاف يتهمون الغلاء العالمي والدولار واليورو.. وهلم جرا".
وأشاروا في هذا الصدد إلى ما حصل في بريطانيا منذ عدة سنوات حين ارتفعت أسعار البيض فاتفق المواطنون على المقاطعة أياما معدودة أدت إلى تراكم البيض لدى التجار والمنتجين فسارعوا بخفض أسعاره لأقل من النصف تفاديا لتلفه عندهم.
بدائل أخرى
واقترح القائمون على الحملة استبدال البيض بأي بدائل أخرى مثل "جبن، ومربى، أو فول وتميس أو حتى شباتي وعدس.. وكلها ذات فائدة غذائية عالية وتكلفتها معقولة".
وانضم إلى حملة المقاطعة عدد كبير من المواطنين وتناقلوا الخبر عن طريق مواقع الإنترنت والمنتديات والبريد الإلكتروني بالإضافة إلى الجوال لكي يحثوا غيرهم على الانضمام إلى حملة المقاطعة.
واقترح القائمون على الحملة التي أطلقوا عليها شعار "دعوها تفقس" رسائل ليتم تداولها على الجوال للدعوة للحملة منها: "لنحمي فطور أبنائنا من الضياع.. قاطعوا البيض باختياركم لمدة أسبوعين من تاريخ 13 ربيع ثاني حتى لا نقاطعه غصبا للأبد"، "يكفي استغفال ونوم في العسل.. البيض طار سعره وللسما وصل"، "قاطعوه و خلوه ينشب في حلوقهم.. تلقوا سعره رجع ولماضيه نزل".
الترشيد أفضل
كتاب سعوديون أعربوا عن تحفظهم على الدعوة لمقاطعة البيض، مشيرين إلى أن هناك أسبابا أدت إلى تقليص إنتاجه، وبينوا أنه من الأفضل أن يتم ترشيد الاستهلاك.
وقال الكاتب العزيز السويد إن "إنفلونزا الطيور كان لها دور في التأثير على إنتاج البيض".
وأضاف: "الدجاج منتج بيض المائدة الوحيد، فلم يُخترع بيض اصطناعي حتى الآن، بحسب علمي.. الدجاج الذي أصيب في مقتل حيث لم يعد الإنتاج كما كان".
وتابع: "لست مع أو ضد المقاطعة، أعتقد بأنها حرية شخصية، غالبا ما يطالب الناس الآخرون بالمقاطعة، الأولى أن تبدأ بنفسك بالترشيد".
وعرض وجهة نظره قائلا: "إذا كنت تستهلك خمس بيضات في الأسبوع اكتف بواحدة، وإذا كنت من المستهلكين يوميًا تذكر الكوليسترول".
أسباب ارتفاع السعر
وارتفعت أسعار البيض بنسب تراوحت من 60% إلى 100% في فبراير الماضي حيث أرجع مستثمرون في قطاع الدواجن ارتفاع الأسعار إلى زيادة تكلفة تغذية الدواجن من الذرة الصفراء وفول الصويا المستوردة من الخارج، إضافة إلى قلة الإنتاج المحلي بعد إغلاق بعض مزارع الخرج على خلفية إنفلونزا الطيور.
وقد أبدى كثير من المستهلكين للبيض استغرابهم من رفع أسعار البيض وقالوا إنه بيض محلي فلا يحتاج إلى أسعار شحن ولا يوجد بلد يستورد منه البيض كي يتحكم في سعره ولا يوجد مواد تدخل في إنتاج البيض كما قال منتجو الألبان عند ارتفاع سعرها.
وتراجعت أسعار البيض في الأسواق المحلية بنسب متباينة تراوحت بين 16% و30% قبل نحو أسبوعين، بعد تراجع الطلب عليها، وقيام أحد كبار منتجي الدواجن بتسعير الطبق بـ12 ريالا.
وتوقع تجار استمرار انخفاض الأسعار في الأسابيع المقبلة نتيجة عزوف بعض المستهلكين وترشيد الاستهلاك لدى البعض الآخر، فضلا عن لجوئهم إلى البدائل، وقالوا إن من العوامل التي تعزز توقع هبوط الأسعار هو ارتفاع درجة الحرارة.
وتتراوح أسعار طبق البيض حاليا من 14 إلى 18 ريالا، في حين لم يكن يجاوز سعر الطبق الواحد سوى 9 ريالات قبل الزيادة الحالية.
حملات سابقة
وانطلقت في فترات ماضية إبان موجة ارتفاع الأسعار في بدايات شهر رمضان الماضي حملات شعبية لم يكتب لها النجاح، مثل "يدا بيد ضد موجة ارتفاع الأسعار" و"كفى رفعا للأسعار". وعزا إعلاميون ذلك إلى كون صورة الغلاء لم تتضح حينها بالسياق الموجود حاليا.
ولا تعلم الجهات التي تقوم خلف هذه الحملات الشعبية وإن كان كثير من السعوديين يعتبرونها امتدادا لتلاقي أفكار شعبية تتداولها المجالس (الديوانيات) ورسائل الجوال ومنتديات الإنترنت وساحات الدردشة.
وأصدر عدد من العلماء السعوديين بيانا في ديسمبر 2007 حذروا فيه من التداعيات السلبية لموجة ارتفاع الأسعار، وقدموا عددا من المقترحات للمساهمة في حل الأزمة، من بينها دعم بعض السلع والأدوية وصرف إعانات للفقراء.
وانطلقت في يناير حملة مقاطعة شعبية للألبان بعنوان "دعوها تخيس" (تفسد) احتجاجا على قيام شركات الألبان برفع أسعارها بنسبة 20%.
وبعد نحو أسبوعين من انطلاق الحملة ، أفتى عالمان سعوديان بأن السعي لمقاطعة المنتجات الوطنية "إثم"؛ لما قد يترتب على هذه المقاطعة من تسريح لمئات الموظفين العاملين في الشركات المنتجة وتشريد أسرهم، معتبرين أن قرار منع الشراء من صلاحيات ولي الأمر.
ورد مؤيدو حملة المقاطعة على العالمين بقصة الخليفة والصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما جاءه الناس يشكون ارتفاع سعر اللحم فقال لهم: "دعوها لهم (التجار) تخيس"، وهي المقولة التي اتخذتها الحملة شعارًا لها.
http://www.islamonline.net/servlet/S...=1203759150894