أحياناً... تسلّل
عبدالعزيز السويد الحياة - 22/02/08//
رحم الله تعالى الرقيب أول محمد بن سعد العمري، وألهم ذويه الصبر والسلوان، محمد، وفي محافظة النماص - جنوب السعودية، أصيب بنوبة قلبية وتوفي وهو يقوم بواجبه في ملاحقة المتسللين من الحدود مع اليمن.
التسلل أصبح ظاهرة تستدعي المواجهة، بدأ بطوفان التسول، وها هو يكشّر عن أنيابه بانتماء البعض إلى عصابات. ولك أن تتأمل عدد المتسللين من أعضاء عصابة سرقة الوقود الذين قبض عليهم أخيراً في الرياض. وللعلم فإن سرقة الوقود والإسفلت معروفة ولها عصاباتها منذ أمد، بحيث يتم تصدير «تهريب» بعض منه إلى دول مجاورة.
وعودة إلى التسلل وما يفرخه من شرور، لك أن تتأمل تلك الحادثة الغريبة التي اكتشفتها الشرطة عن عامل قام بتخريب عشرين برج هاتف جوال عن طريق تحطيم عدادات الكهرباء التي تغذيها. يمكن لك أيضاً أن تعود إلى بيانات الإحصاء لحرس الحدود عن عدد المقبوض عليهم من المتسللين، لتسأل نفسك كم عدد من لم يقبض عليهم؟ إذا أردت جزءاً من الجواب، يكفي أن تتوقف أمام احد الفنادق الكبرى أو تتجول في الشوارع الرئيسية، لترى أن القضية تجاوزت الظاهرة، وأن الأعداد تستدعي تدخلاً فاعلاً.
الاقتصاد في السعودية يعاني من التضخم والبطالة، وحال الفقر بين المواطنين أنفسهم أصبحت معلومة ومعلنة فضائياً! وبالتالي هو لا يستطيع تحمل أية ضغوط مستوردة إضافية، فهذا مما يشدنا إلى الوراء ولن يفيد حكومات الدول المجارة التي لا تفعل شيئاً يذكر.
...
الذي قرأ قصة الطفل «راكان» ورفضه أن تتسلمه والدته لأنها بحسب قوله باكياً تعذبه بالكبريت، يخاف ويحذر من تكرر مأساة الطفلة «غصون»، التي انتهت بإعدام والدها وزوجته. صورة «راكان» باكياً وقصته التي نشرتها «الحياة» أمس، تطرح سؤالاً جوهرياً، يقول: هل استفدنا واعتبرنا من مأساة غصون؟ هل دوّنت هذه القضية لتكون مرجعاً؟ لقد كتب كثير من الزملاء الكرام عن ضرورة البحث عن أسباب ما حصل لغصون والنهاية المفجعة لأسرتها، ودور كل من الشرطة والشؤون الاجتماعية والقضاء، لكن احتمال تكرر السيناريو نفسه مع الطفل «راكان» يجعل الدهشة تصيب عقولنا
http://www.daralhayat.com/opinion/ed...3d30b979-c0a8-
10ed-017c-4324f5f70cce/story.html