20-02-2008, 10:05 AM
|
#46
|
مشرف
رقـم العضويــة: 6840
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشـــاركـات: 9,668
|
مع اختفاء الدقيق أو إخفائه ، أما في تجارنا عثمان آخر
المدينة المنورة / مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، تعتبر من أكبر المدن التي يقطنها أغلبيّة فقيره
والمدينة من أسمائها المسكينة ، ونظرا لما تلقاه في قلوب ملايين المسلمين من محبّة ، فقد هاجر إليها
عشرات الألوف من كافة أقطار الأرض طالبين الجوار ولا شئ غيره ، قانعين بأقل القليل من متاع الدنيا
يضاف إلى ذلك ما ينزح إليها من أبناء البادية والقرى المجاورة ، وهم من ذوي الدخل المسحوق
وهذه المدينة المشرفة ، تعاني هذه الأيام أزمة ، حتما أنها أزمة مفتعلة ، استغلها ضعاف النفوس من
التجار والعمالة الوافدة مستغلين غياب دولة القانون ، ألا وهي أزمة الدقيق التي سكّرت بفعلها
أغلب الأفران ، ومن كان منها لديه فضلة من دقيق فهي تعاني من الزحام وتقنين الخبز أو التميس
ناهيك عن استغلال العمالة خاصة البنقلاديشية لهذه المشكلة وبيع الدقيق في السوق السوداء بأضعاف
سعره المعروف طبعا بالتواطؤ مع بعض ضعاف النفوس من التجار .
هذه المدينة المشرفة مر عليها في عهد سيدنا عمر ابن الخطاب عام مجاعة ، لم تمطر السماء ولم تنتج
الأرض فذهب الصحابة رضوان الله عليهم ، وقد أخذ الجوع والفاقة منهم مأخذه وشكوا أمرهم إلى
خليفة رسول الله ، فقال لهم عودوا من حيث لأتيتم فإني لأرجو الله أن لا تغيب شمس هذا اليوم إلا
وقد فرج الله ما بكم من كرب ، وما هي إلا ساعات ، ويأتي خبر مفاده أن قافلة لسيدنا عثمان ابن
عفان توشك أن تصل المدينة ، وعند غروب الشمس دخلت إلى المدينة قافلة قوامها ألف جمل
قادمة من الشام ومحمّلة بالزيت والزبيب والإقط والأقمشة وغيرها ، فتسابق الناس لاستقبالها
وعلى رأسهم تجار المدينة ، وأخذوا يفاوضون عثمان رضي الله عنه وأرضاه على شراء البضائع
ويدفعون الأثمان العالية وعثمان يقول ، قد دُفع لي أكثر ، فلما أعياهم قالوا من دفع لك أكثر مما
دفعنا فوالله لا نعلم في المدينة تجار غيرنا ، فقال لهم إن الله أعطاني بكل درهم دفعتموه عشرة فهل
تزيدون ، قالوا لا نقدر ، قال فإني أُشهد الله ورسوله أني تصدقت بهذه القافلة على فقراء المدينة
وضعفائها ، ففرّج الله عنهم ببركة سيدنا عثمان ما أصابهم من القحط ....
هذا ما حدث في ذلك العهد الزاهر ، أما في عصرنا هذا فانظروا كيف تسابق التجار في المدينة
المنورة وغيرها لاستغلال الأزمة ورفع أرصدتهم في البنوك ، وما كان ذلك ليحصل لولا ضعف
الرقابة الحكومية عليهم وانعدام الضمير لدى التجار وبعض موظفي الدولة المعنيين بهذا القطاع
وتخاذل المواطن في المطالبة بحقه والتعاون مع ولاة الأمر للتبليغ عن كل من يكون له دورفي هذه الأزمه .
منقول من الساحات
http://alsaha.fares.net/sahat?128@135.dEkbjvd917G.0@.3baaaeed
|
|
|
|
___________________________
التعديل الأخير تم بواسطة لاتدف ; 20-02-2008 الساعة 10:13 AM
|
|
|