ويش تتوقع..من العالم الثالث
احدى قصص العالم الثالث..شوف ويش سووا في المدير العام للخطوط الجوية السريلانكية
بحط المقال كله..ابوالجعافر مواضيعه دائمآ شيقه...
زاوية منفرجة
جعفر عباس
وعينة آسيوية
حدثتكم قبل أيام قليلة عن لوسي حرم الرئيس الكيني مواي كيباكي، التي صفعت مدير المراسم في قصر الرئاسة أمام مئات الضيوف، لأنه أخطأ في اسمها، وقدمها للضيوف باسم الزوجة السرية للرئيس.. كان مقالي ذاك "عينة" عن الأنظمة الديكتاتورية في أفريقيا وكي لا يغضب إخوتي الأفارقة، فإنني سأكتب اليوم عن بركات النظام الديموقراطي التعددي في سريلانكا.. في الأسبوع الأخير من ديسمبر 2007 صدر قرار رسمي بإنهاء خدمات المدير العام للخطوط الجوية السريلانكية البريطاني بيتر هيل، الذي شغل المنصب لـ8 سنوات منذ خصخصة تلك الشركة (احتفظت الحكومة فيها بحصة 51%).. سبب تفنيش الرجل هو ان الرئيس السريلانكي ماهيندرا راجاباكسا، كان في اجازة خاصة في بريطانيا وقرر العودة الى بلاده، فاتصل معاونوه بشركة الطيران السريلانكية وقالوا: نريد 35 مقعدا في رحلة "اليوم".. ووجد موظفو الشركة أنفسهم في مأزق: ستكون فضيحة لو ألغينا حجوزات مؤكدة لـ35 مسافرا معظمهم من السياح المتجهين الى المالديف وسريلانكا في عطلة الكريسماس، وعرف "الشعب" أن ذلك كان لإرضاء جماعة الرئيس المنتخب من قبل الشعب.. اتصلوا بمدير الشركة بيتر هيل فقال لهم: نو واي.. لا يمكن إلغاء سفر ركاب آخرين لأن الرئيس ومرافقيه قرروا ركوب الطائرة بدون سابق إنذار .. وطارت الطائرة بدون الرئيس وركبه الميمون، الذي استأجر طائرة خاصة من شركة طيران سريلانكية أخرى .. سيداتي سادتي سنقوم بهبوط اضطراري في العاصمة السريلانكية كولمبو، من درجة رئيس جمهورية الى مستوى وزير... في مناسبة عامة ألقى وزير العمل السريلانكي كلمة، وجلس في مكتبه محاطا بحاشيته وهو يتوقع ان التلفزيون الحكومي سيذيع الدرر التي نطق بها في نشرته الرئيسية، وبدأت النشرة وانتهت دون ان تأتي سيرة الوزير فقال لجماعته: هيا بنا، ووصلوا الى مبنى التلفزيون واقتحموا مكتب مدير البرامج وانهالوا عليه لكما وبالشلوت، ثم احتجزوه في غرفة للضغط عليه كي يقطع الإرسال العادي ويبث كلمة الوزير... وسمع موظفو التلفزيون بما حدث لزميلهم وهجموا على حاشية الوزير.. العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم.. ضربوهم حتى قالوا "الروب"، وعندنا في السودان أن تقول الروب يعني ان تقرَّ بالهزيمة والخسارة.. وأنصحك ألا تتحرش بزول يهددك بالتصدي لك "حتى تقول الروب"، لأن التهديد يعني انه سيسبب لك أذى جسيما دون حساب العواقب.. ما هو أدهى من ذلك هو ان موظفي التلفزيون اختطفوا وزير العمل واحتجزوه رهينة: إما أن تعتذر وإما ستظل سجينا عندنا لمدة غير محددة.. وتحركت الجامعة العربية (تخصص وساطات) والفيفا ومنظمة دول جنوب شرق آسيا.. وحلف الأطلسي: يا جماعة عيب.. الصلح خير.. يا شماتة أبله ظاظا فيكم.. وركب جماعة التلفزيون رؤوسهم واعتذر الوزير أمام الكاميرا وعاد الى بيته ووظيفته وكأن شيئا لم يكن وبراءة الوزراء في عينه.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2008...0110164873.htm