اذا المدارس بهذا الشكل فماذا يتوقع من المدرسين
د.عبدالله الطويرقي
معلّم غير طبيعي
د. عبدالله الطويرقي
تصوّروا ياناس معلّم فى مدرسة يقذف بحذائه-أعزكم الله – من اول الصف لآخره ويطلب من الصغار جلبه وإلباسه إياه مكيّلآ للتلاميذ اكوام الشتائم واقذع العبارات التي يترفّع عن استخدامها حتى الشوارعيّة فى المجتمع.. هذا المعلّم فعلا ياسادة ياكرام يربّي ابناءنا فى مدرسة حكومية على الإذلال وإمتهان الكرامة بحسب شهادات ولاة امور التلاميذ الذين ابلغوا
مدير عام التعليم فى منطقة جازان بالواقعة.. طبعا ،واقعة كهذه،تثبث ان لدينا مرضى بالعصّاب وربما جنون العظمة وربما بالذهانيات ايضا.. الغريب فعلا ان لايشعر احد من الجهاز التربوي والتعليمي فى المدرسة من مدير ومعلمين بحالة هذا المخلوق المؤتمن على رؤوس اولئك الصغار!! شيء فعلا غريب وعجيب ان يمارس بنى ادم كهذا كل هذا الشذوذ السلوكي فى مدرسة دون ان يكتشف امره حتى بالصدفة من قبل الهيئة الإدارية المعنية بمسؤولية الرقابة والجودة والنوعيّة إن شئنا داخل قاعات الدرس بالجولات المباشرة او بالحديث للتلاميذ كما هو مفترض فى مدير او وكيل المنشأة التعليميّة!! ويبدو والله اعلم ان حوادث مدة اليد والسب والشتم التي ينشر عنها فى وسائل إعلامنا من وقت لآخرويتعرّض لها التلاميذ فى مدارسنا مؤشرعلى وجود شيء من الفلتان فى سلوك المعلّم بدرجة اوبأخرى.. بل يبدو ان تأهيّل المعلم والمعلمة فى نظامنا التربوي ينتهي بمجرّد صدور قرار التعييّن فى السلك التعليمي.. فنظامنا التعليمي لايعترف بمسألة الترخيّص حتى اليوم فى مسألة التربية والتعليّم.. واقصد بالترخيّص هنا مقاييس الكفاءة العلمية والأهلية النفسية والمهارية لفحص المعلم والمعلمة كل عام او عامين.. وهذه مسألة لااعرف لماذا لايؤخذ بها مع كل الجهود المبذولة لتحسيّن البيئة التعليمية منهجيا وتربويا.. لاادري فعلا لماذا لاتلتفت وزارة التربية والتعليّم للعنصر الأهم والمؤثر فى العملية التعليمية الاوهو المعلم.. ؟الى متى تظل وظيفة خطرة كالتعليم بلا معيّارية منهجيّة للتقويّم الأدائي والسلوكي والمعرفي للمعلم والمعلمة،ومثلها مثل أي وظيفة إدارية او فنيّة فى البلد؟!يعني بالله العظيم،مع كل الحكي والأخذ والرد فى همومنا التعليّمية فى السنوات الأخيرة،لم تبادر جهة من الجهات المعنيّة بتطويّر نظامنا التعليمي فى وزارة التربية والتعليم لتبنّي معيارية منهجيّة وصارمة تخضع بموجبها اعضاء الهيئة التعليمية للفرز والفحص سنويا او كل عامين على اقل تقدير لنضمن سلامة واهلية العنصر الأهم فى صياغة وتشكيّل ادمغة صغارنا فى مراحل التعليّم الأولية.. ؟!فعلا والله ما ورد فى هذة الواقعة يكشف عن سلوك شاذ وغير سوي ولايمكن القبول به فى مجال خطر كالتربية والتعليم.. يعني بالله العظيم ماذا نتوقع ان ينتج لنا مخلوق مشوّه كهذا يمتهن ويشتم ويقزّم وربما يطق هذه الكيانات البريئة والغضة،غير مخلوقات مضطربة وفاقدة للثقة وربما عدوانية وخطرة على نفسها وعلى المجتمع؟!! تخيّلوا كيف يحوّل هذا المخلوق ابناءنا لمسوخ بأساليبه الشوفونيّة والعنصرية الكريهة مع كل حصة درس يعلّم فيها هؤلاء الصغار؟!! والله شيء مخيف ومرعب جدا ان يستلم امثال هذا البني ادم رؤوس ابناء خلق الله يتعبّث بها كما يشاء تحت مظلة التربية والتعليم!! ومؤسف جدا ان نتفرّج على كيانات كأخينا فى الله هذا يبطش وينفّس عن إحباطاته وعقده فى عيال خلق الله ودون ان تفكر قيادات التربية والتعليم فى البلد فى توفير الضمانات التي تطمئن الأباء والأمهات على فلذات اكبادهم فى مؤسساتنا التعليمية.. والله يستر وبس.
http://www.alyaum.com/issue/article....0&I=549603&G=1