عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2007, 09:56 AM   #9
madanihs
مقاطع جديد

 
رقـم العضويــة: 6633
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشـــاركـات: 1

افتراضي

مبدعون لا عبيد
حسام صالح المدنيhusam.madani@gmail.com
استيقظ من منزله كعادته مبكرا ليتناول وجبة افطاره مع زوجته واولاده قبل بدأ يوم جديد في عمله. نظر من خلال نافذته المطلة على البحر اثناء ممارسته لرياضته اليومية اخذا نفسا عميقا لتبحر داخله نسائم البحر البارده. نظر حوله فرأى عائلة سعيدة، ومنزلا منمقا بلمسات زوجته الرقيقه. ابتسم مودعا عائلته ممتلئا بالنشاط والتفاؤل ومتوجها الى عمله حاملا على صدره وسام النجاح وعلى عاتقه حس المسؤلية للنهوض بوطنه.
مع وصوله الى مكتبه يشع المكان طاقة ايجابية تتسرب الى اعماق العاملين من حوله. يعمل، لا كعبدا من الفراعنة، بل كبمدعا من المتميزين شاحذي الهمم، يتجاوز اثر نتاجه حدود شاشة مكتبه او حقل عمله، مضيفا الى نجاحاته ومساهما في زيادة انتاجية عملاءه.
هؤلاء هم من يحتاجهم وطننا بخلاف البعض ممن اساءوا الفهم لدورهم في المجتمع واعتبروا، بضيق افقهم ان وظائفهم استعبادا، وقهوتهم الصباحية ولغتهم صورا من صور العبودية، فقلت انتاجيتهم على ضعفها وعلق فشلهم على شماعة الحرية من العبودية.
المبدعون الجدد عرفوا قيمة الوقت فسخروه لتعلمهم، ابتكارهم، وتقوية صلاتهم الاجتماعية ودورهم البناء. نعم قد يقضون بعض الوقت في مكاتبهم بعد ساعات العمل لا لانهم لا يجدوا مكانا اخر يذهبون اليه او اصدقاء يتسامرون معهم ولا لان حياتهم هي عملهم فقط، بل لان دقائق معدوده من وقتهم قد تعني الكثير من الانتاجية والتميز لعملائهم رافضين سياسة "مر علينا بكره". تراهم منتجين سواءا شربوا قهوة سوداء او شايا اخضر، وسواءأ تحدثوا بالانجليزية، او العربية او حتى الصينية.
تراهم يحترمون وقتهم ووقت الاخرين، تنظر الى محيط عملهم فترى نجاحاتهم تتحدث عن نفسها. تنظر الى مجتمعاتهم فترى بوضوح جلي ما انتجوه وما ساهموا فيه من وقتهم الخاص . يلمسون بايجابيتهم حياة الاخرين فتتغير المجتمعات وتنهض الاجيال متخذين منهم مثلاً يقتدى به.
عندما قامت الاهرامات مخلدة حضارة الفراعنة، كانت رمزا للابداع الهندسي وروح العمل الجماعي والقيادة المتميزة.ولاختلاف طبيعة الخلق، كان منهم القائد الفذ، والمهندس المبدع، والعامل الدؤوب، والتاجر الناجح. يخبرنا التاريخ بوجود العبودية في الماضي وهذه حقيقة لا تنكر. الا ان العبودية لم تكن يوما ما وصفا عادلا للابداع والانتاج والتميز.
اذا كنت تملك من الطاقة، والمهارة، والالتزام ما يتطلبه العمل الحر، فابدأ اليوم قبل غدا بمشروعك الخاص وان كانت قدراتك وعلمك والتزامك يقود عملك في احدى الشركات الى التميز والانتاجية وياتي بمخرجات تعود على المجتمع بالتطور والفائدة فاعلم انك من المبدعين الجدد. لا تكن ممن علق على صدره وصمة التراخي والتكاسل باسم الحرية وعدم التبعية داعيا من حوله لسياسة "ياعمي طنش" فلا ارض قطع ولا ظهراً أبقى.
اعرف الكثير من المبدعين الجدد ولم اعلم منهم احدا استأجر غرفة في مكتبه حتى لا يفارقه وينقطع عن حياته الخاصة. بل سخروا التكنولوجيا في الموازنة بين حياتهم الخاصة والعامة. تراهم حين سفرهم يتذكرون احبتهم فيرسلون رسالة تواصل من ال Black Berry معلنة لهم انكم في قلوبنا. يخرجون من دوراتهم التدريبية لمنازلهم فيشاركون اهلهم فيما تعلموه فتتعدى الفائدة اشخاصهم. يصل احدهم الى الفندق اثناء رحلة عمل فيستخدم خط الاتصال بالانترنت ليتواصل مع ابنائه وزوجته بالرسائل والصور دون معرفته معنى لكلمات خاوية كا "اشتراكية الوظيفة".
المبدعون الذين اعرفهم يعشون حياة رياضية صحية متوازنة. بخلاف اخرين ممن يلومون ارتفاع ضغط دمهم وهبوطه شانه شأن سوق الاسهم على العبودية في العمل وينسون عادات اكلهم وابحارهم من وليمة الى اخرى وخمولهم الدائم وعدم قدرتهم على ادارة مشاعرهم واعصابهم بطريقة سليمة.
المبدعون الجدد يعلمون ان اتقان العمل عبادة لان العبادة لا تقتصر فقط على الفرائض، والعبادة والاحساس بالنجاح عوامل تساعد على تحقيق السعادة والشعور بالرضى النفسي والطمأنينة. لا يتوقف نجاحهم عند ترقية، ولا تتغير اولويات حياتهم الخاصة واهمية ابنائهم بعدد الترقيات. يعلمون ما يريدون في هذه الحياة لانهم حددوا رسالاتهم واهدافهم بوضوح. يخططون دائما لحياتهم للوصول الى اهدافهم وينعمون باصدقاء من داخل حدود العمل وخارجه.
لكل منا اسبابه الخاصة للنجاح والتميز، ايا كان سببك فاعلم ان اخلاصك للعمل وابداعك في الاداء هو وسام على صدرك وفخر لامتك. لانه في صباح كل يوم، عندما يغادر مريضا المستشفى، وعندما يجتاح النور ظلام البيوت، وعندما تشع الطاقة في المعامل والسيارات، وعندما يرتفع صرح جامعة او مصنع، فانت ايها المنتج، ليس عبدا جديدا بل مبدعا متألقا تسافر اعمالك في فضاء النجاح.
madanihs غير متواجد حالياً