الحمد لله الذي شرع لعباده مواسم الفرح والسرور، والصلاة والسلام على خيرنبي وأفضل رسول، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم البعث والنشور،،،
بأيامه الفاضلة، ولياليه العامرة، وقد فاز في هذا الشهر من فاز بالرحمة والمغفرةوالعتق من النيران، وخسر فيه من خسر بسبب الذنوب والعصيان، فيا ليت شعري! من مناالمقبول فنهنيه، ومن منا المطرود فنعزيه؟! بمناسبة عيد الفطرالسعيد
أبارك للجميع حلول عيد الفطر السعيد وإتمام شهر رمضان الفضيل. تقبل الله من ومنكم صيامنا وقيامنا وكتبنا من عتقاء النيران إنه تعالي سميع مجيب الدعاء
أخي الحبيب . أختي الحبيبة : العيد هو موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنياإنما هو بخالقهم ومولاهم إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بفضلهومغفرته، كما قال تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَفَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ[يونس:58].
فالعيد لمن أطاع الله، والحسرة لمن عصاه! العيد لمن أحسن في نهاره الصيام، وأحياليله بالقيام. العيد لمن سهر على تلاوة القرآن، لا على الأغاني والألحان.
قال بعض السلف: ( ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوهوهواه، والعاقل يفرح بمولاه ).
وقال الحسن: ( كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد، وكل يوم يقطعه المؤمن في طاعةمولاه وذكره وشكره فهو له عيد ).
إخواني، ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعته تزيد.
ليس العيد لمن تجمّل باللباس والمركوب، إنما العيد لمن غفرت له الذنوب.
ليس العيد لمن حاز الدرهم والدينار إنما العيد لمن أطاع العزيز الغفار.
زكاة الفطر
في الصحيحين عن أبي عمر رضي الله عنهما قال: {فرضرسول اللهزكاة الفطر من رمضان، صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكروالأنثى، والصغير والكبير من المسلمين } [متفق عليه]. وزكاة الفطرطهرة للصائم من اللغو والرفث، وإعانة للفقير على الفرح والسرور في يوم العيد، وهيواجبة على المسلم الحر العاقل وكذلك عمن تلزمه مئونته.
أما وقت إخراجها فالأفضل أن يخرجها صباح يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز إخراجهاقبل العيد بيوم أو يومين. ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد، فمن أخرها عن صلاة العيدلم تقبل منه.
أعياد المؤمنين
لما قدم النبيالمدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما فقال: {إن الله أبدلكم يومين خيراً منهما؛ يوم الفطر ويوم الأضحى } [رواهأحمد والنسائي والحاكم وصححه]. فأبدل الله هذه الأمة بيومي اللعب واللهو يومي الذكروالشكر والمغفرة والعفو.
وهناك عيد ثالث يتكرر كل أسبوع وهو يوم الجمعة، وليس للمؤمنين في الدنيا إلا هذهالأعياد الثلاثة.
العيد آداب وأحكام
1 - يحرمصيام يوم العيد لحديث أبي سعيد: {أن النبينهىعن صيام يومين، يوم الفطر ويوم النحر } [متفق عليه].
2 - يشرعالتكبير ليلة العيد، ويبدأ بعد غروب شمس ليلة العيد، ويستمر إلىصلاة العيد، ويستحب أن يجهر الرجال بالتكبير في المساجد والأسواق والطرقات والبيوتإعترافاً بالعبودية وإظهاراً للفرح والسرور.
3 - لا بأسأن يهنئ المسلمون بعضاً بالعيد، فإن ذلك من مكارم الأخلاق.
4 - يستحبالتوسعة على الأهل والعيال في المأكل والمشرب والملبس دونإسراف أو تبذير، ويستحب كذلك صلة الرحم وزيارة الأهل والأقارب والإخوان.
5 - ينبغيالمحافظة على صلاة العيد وعدم إضاعتها، والسنة تأخير صلاة عيدالفطر، حتى يتمكن المسلمون من توزيع زكاة الفطر.
6 - يستحبالغسل قبل الصلاة والتطيب والتجمل بلبس أحسن الثياب مع الحذرمن إسبال الرجال ثيابهم فإنه محرم.
7 - من السنةالأكل قبل صلاة عيد الفطر، وإخراج النساء والبنات حتى الحيضمنهن ليشهدن العيد مع المسلمين، إلا أن الحيض يعتزلن المصلى.
8 - من السنةأن يخرج الإنسان إلى العيد ماشياً،وأن يخالف الطريق الذيأتى منه، فيرجع من غيره، حتى يشهد له الطريقان وما فيها من ملائكة يوم القيامة.
9 - صلاة العيد ركعتان،يقتتح الأولى بسبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام،والثانية بخمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، وإذا سلم من الركعتين قام الإمام، فيخطبخطبتين يجلس بينهما كما في الجمعة.
10 - لا تشرعالنافلة قبل صلاة العيد أو بعدها.
11 - يستحبالخروج إلى المصلى خارج البلد لأداء صلاة العيد، وعدم صلاتهافي المساجد لفعل النبي، ولم يكنيتخذ منبراً في مصلى العيد.
مخالفات تقع في العيد
1 - إحياء ليلة العيدبالصلاة والقيام والقراءة، واعتقاد أن لذلك فضلاًعلى غيرها من الليالي.
2 - السهر ليلة العيدمما يؤدي إلى تضييع صلاة الفجر والعيد معاً.
3 - إختلاط الرجال بالنساءفي مصلى العيد وغيره، وخروج النساء إلى المصلىفي كامل زينتهن وتبرجهن وتعطرهن!
4 - إستقبال العيدبالغناء والرقص والمنكرات بدعوى إظهار الفرح والسرور.
5 - تخصيصيوم العيد لزيارة المقابر والدعاء للأموات.
6 - الإسراف والتبذيرولو كان في أمور مباحة.
فيا من عزم على المعاصي في شوال، أللشهر احترمت أم لرب الشهر؟ ويحك! رب الشهرينواحد.. تقول: أُصلح رمضان وأُفسد غيره، وعزمك في رمضان على الزلل في شوال أفسد عليكرمضان.
من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد ولَّى وانقضى، ومن كان يعبد رب رمضان فإنه باقٍأبدا.
أخي الحبيب, أختي الحبيبة !
إذا طالبتك نفسك بالمعاصي والمنكرات في شوال، فذكّرها الوقوف بين يدي الكبيرالمتعال، يوم تشيب الرئوس من الأهوال، لعل ذلك يكفُّ الهوى والشهوات.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.