الاخوة الكرام :
يجتهد الانسان احياناً ليوصل فكرة معينة ، قد يكون مصيباً فيها او مخطىء
ثم يتفاجىء بكم من المعلقين بينهم من لم يقرأ الموضوع من أصله وانما جاء مهرولاً للتعليق بسبب العنوان .
والبعض الآخر يستعرض عضلاته في السخرية من الكاتب .
والبعض لا يراعي حرمة لأحد ويدخل في النيات وكأن الكاتب ارتكب جريمة يستحق عليها العقاب .
البعض لابد أن يدخل المؤامرة في كل شيء
ولذا يتهم كاتب الموضوع بانه عميل وموظف مدسوس من قبل شركة المراعي لإفساد المقاطعة .
أسوق هذه المقدمة لأنني استغرب من أناس يرون أنفسهم على صواب وغيرهم على خطأ
ضاربين عرض الحائط بأصول الكتابة واحترام آراء الآخرين ومناقشتها
وإقناع الكاتب بوجهة نظرهم من دون تقليل من شانه أوالدخول في نيته أو اتهامه .
ثم إن هذا المنتدى المفترض منه أنه يهدف إلى نشر ثقافة المقاطعة لا المهاجمة .
ثم أني لما كتبت هذا الموضوع كنت اود رفع الحرج عن نفسي في تحليل ما أحل الله
وهو ما وقع فيه الكثيرين مما قاطعوا حتى تحولت المقاطعة لديهم الى نية ،
وهو ماصرح به الاخ (prime) حين كتب :اما احنا فيحرم علينا الى يوم الدين .
كانت مجرد خاطرة اود ايصالها فأكتشفت أن الموضوع هوبالفعل ما كان يدور في خاطري
وهو أن المقاطعة تتحول الى تحريم ما أحل الله .
وقد قال الشاطبي رحمه الله في الاعتصام :
التارك لما أحل الله يصير عاصيا بتركه أو باعتقاده التحريم, وأما إن كان الترك تدينا فهو الابتداع في الدين على كلتا الطريقتين إذ قد فرضنا الفعل جائزا شرعا فصار الترك المقصود معارضة للشارع في شرع التحليل وفي مثله نزل قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِين} فنهى أولا عن تحريم الحلال ثم جاءت الآية تشعر أن ذلك اعتداء لا يحبه الله .
.